قال ابن الجوزي في أخبار الظراف والمتماجنين :
230 - قال إبراهيم بن المنذر الحزاميّ : قدم أعرابيُّ من أهل البادية على رجلٍ من أهل الحضر ، فأنزله ، وكان عنده دجاجٌ كثيرٌ ، وله امرأة وابنان وبنتان . قال : فقلت لامرأتي : اشوي دجاجة وقدميها إلينا نتغدى بها .
وجلسنا جميعاً ، ودفعنا إليه الدجاجة ، فقلنا : اقسمها بيننا ؛ نريد بذلك أن نضحك منه ، قال : لا أحسن القسمة ، فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم .
قلنا : نرضى . فأخذ رأس الدجاجة ، فقطعه ، فناولنيه ، وقال : الرّأس للرئيس .
ثمّ قطع الجناحين ، وقال : الجناحان للابنين .
ثمّ قطع السّاقين ، وقال : الساقان للابنتين .
ثمّ قطع الزّمكّى ، وقال : العجز للعجوز .
ثمّ قال : والزّور للزائر .
فلمّا كان من الغد ، قلت لامرأتي : اشوي لي خمس دجاجاتٍ ؛ فلمّا حضر الغداء ، قلنا : اقسم بيننا . قال : شفعاً أو وتراً ؟ قلنا : وتراً . قال : أنت وامرأتك ودجاجةٌ ثلاثةٌ ؛ ثمّ رمى بدجاجةٍ .
وقال : وابناك ودجاجةٌ ثلاثةٌ ؛ ورمى إليهما بدجاجةٍ .
وقال : وابنتاك ودجاجةٌ ثلاثةٌ .
ثمّ قال : وأنا ودجاجتان ثلاثةٌ ؛ فأخذ الدجاجتين ؛ فرآنا ننظر إلى دجاجتيه فقال : لعلّكم كرهتم قسمتي الوتر ؟
قلنا : اقسمها شفعاً .
فقبضهن إليه ، ثمّ قال : أنت وابناك ودجاجةٌ أربعةٌ ؛ ورمى إلينا دجاجة.
ثمّ قال : والعجوز وابنتاها ودجاجةٌ أربعة ؛ ورمى إليهنّ دجاجةٌ .
ثم قال : وأنا وثلاث دجاجات أربعةٌ ؛ وضم ثلاث دجاجاتٍ ، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : الحمد لله ، أنت فهّمتنيها !