♦ ملخص السؤال:سيدة متزوجة تشكو مِن إهمال زوجها، واهتمامه بأهله أكثر منها، ولولا أن لديها طفلةً لطلبت الطلاق. ♦ تفاصيل السؤال:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.تزوَّجتُ منذ 3 سنوات، ولديَّ ابنة، وأعيش في منزل عائلة زوجي، أُعانى مِن مشكلات كثيرة معهم؛ منها: اختلافُ الثقافة والبيئة الاجتماعية، وعدم التقبُّل، ورفضهم لخصوصيتي!زوجي يُسافر طوال الأسبوع ويَتركني، وعندما يعود يُهملني، ولا يَتحاور معي، ولا يُقدِّم لي أية مُساعدة في المنزل أو تربية الطفلة، وإذا جلس وقت فراغه فإنه يجلس مع أهله، أو لإكمال عمله!بعد هذا كله اكتشفتُ أنه على علاقةٍ هاتفية بفتاةٍ أخرى، وعندما واجهتُه اعترف بما فعَل واعتذر لي!لُمتُه على تقصيره، وأُطالبه باحتياجاتي لكنه يَتجاهلني، فماذا أفعل؟ فقد تعبتُ منه وأفكِّر في الانفصال.
لكني مُتردِّدة بسبب ابنتي
الجواب
الحمدُ لله رب العالمين، وبه نستعين.بدايةً أشكُر ثقتك في شبكة الألوكة، وأتمنى أن نكونَ عند حُسن الظن.غاليتي، مِن الأمور التي تصعُب على الكثير منَّا عملية اتخاذ القرار، وخاصة إذا كان القرارُ يتعلَّق بمصير حياتك وحياة الآخرين معك.ومِن هذه القرارات قرارُ الزواج، وقرارُ الانفصال، وقرارُ اختيار التخصص الدراسي، وغيرها مِن القرارات، والإنسانُ يَحتاج حتى يتخذَ القرارَ المناسب إلى إستراتيجياتٍ ووسائل مُعِينةٍ تُسانده، وتكشف له ما لم يكنْ يَعلمه، خاصة إذا كان الإنسانُ يعيش حالةً انفعاليهً سيئةً، فمِن الممكن أن يتخذَ قرارًا وسرعان ما يَندم عليه.أختي الصغرى، نحن هنا نُساندك على اتخاذ القرار، ولا نتخذه لك، فهناك فرقٌ يَنبغي لنا معرفتُه، فلا يَحِقُّ لنا أن نُقَرِّرَ لك، فأنتِ الوحيدةُ التي تَعرفين ذلك، وأنت تحتاجين منا مساندةً فقط؛ ولذلك أوصيك بالتالي:• الاستخارة: فعليك أن تصلي ركعتينِ تستخيرين فيها الله، وأكثري مِن الدعاء بأن يختارَ الله لك الأفضل، وأكثِري من الاستغفار، فقد قال بعضُ السلَف: مِن عَمِل لآخرته كفاه اللهُ دنياه، ومَن أصلح ما بينه وبين الله كفاه اللهُ الناس، ومَن أَصْلَحَ سريرته أصلح الله علانيته.• اكتبي جميعَ الإيجابيات المترتِّبة على اتخاذك لقرار الانفصال، والسلبيات كذلك عليك وعلى ابنتك.• أين ستذهبين إذا طلبتِ الطلاق؟ هل عند أهلك؟ هل الحياةُ عندهم ستصبرين عليها؟ هل ستستطيعين الابتعاد عن زوجك؟ وما مدى فرصة زواجك مرةً ثانية؟ وكيف سيكون مصير ابنتك؟• ماذا فعلتِ لتُصلحي حياتك مع زوجك وأهله؟ بالتأكيد أنك حاولتِ، ولكن هل تكفي محاولاتك؟ بمعنى: كم مرة كررتِها؟ وهل تنوعتِ فيها؟!• أوصيك بأن تَقومي بما يمكنك القيام به؛ حتى لا تَلومي نفسك وتلومك ابنتُك.• اجتهدي في القراءة حول الاهتمام بالزوج والحياة الزوجية، وكيف تكسبين زوجك وأساليب الإقناع والتأثير.• اسألي نفسَك عن مدى إجادتك للحوار وفنِّيَّاته مع الزوج والآخرين، وطَوِّري نفسك في ذلك.نعم عزيزتي بعد هذه الوسائل والمحاولات في تنفيذها، اسألي نفسَك بعدها: هل ما زلتِ ترغبين في الطلاق؟عزيزتي، مِن الوسائل التي تَزيد القُرب بين الأزواج أن يكونَ بينهما أهدافٌ مشتركةٌ وحواراتٌ هادئة فمثلًا:• تحاوَري مع زوجك، هل سيكون لكم منزلٌ في المستقبل منفصلٌ، وخططي معه لذلك، ولْيكُنْ ذلك هدفاً مِن أهدافكما المشتركة.• أحْسِني إلى زوجك وأهله؛ فقد قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، وقال: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((اتقِ الله حيثما كنتَ، وأتْبِع السيئة الحسنة تَمْحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسَن))؛ رواه الترمذيُّ، وقال: حديث حسن.• وحاولي أن تَشعري بالسعادة في العطاء، وسيكون ذلك ثمرة التكرار والاجتهاد.وختامًا، ثلاث سنوات زواج ليستْ كَفيلةً بأن تجعلك تتخذين الطلاق طريقًا، بل قولي لنفسك بعد التوكُّل على الله: أنا قادرة على تغيير حياتي للأفضل.جرِّبي وحاولي، وليكن مَشروعك الحالي: لن أخسَر
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/fatawa_counsel...#ixzz45384gLtj