♦ ملخص السؤال:رجلٌ طلَّق امرأته بسبب مكالَمة هاتفيةٍ بينها وبين شابٍّ بعد زواجٍ دام 15 عامًا، وما زال يحبها ولا يستطيع العيش بدونها، ويسأل: ماذا أفعل؟♦ تفاصيل السؤال:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.يعلم الله كيف حزني وتعبي النفسي الشديد بسبب مشكلتي، لكن أدعو الله تعالى أن يُثبتني ويُقويني على محنتي.أنا رجل متزوج منذ 15 عامًا، عشتُ أجمل حياتي مع زوجتي، كنا نتعامل معًا كأننا (روميو وجوليت)، وكان الناس يحسدوننا على سعادتنا، وكنتُ أُكِنُّ لها كل الاحترام، وأعشقها من كل قلبي، وهي كانتْ تُبادلني الشعور نفسه، والخلاصة أن حبنا ليس له وصف.حدثتْ بيني وبينها مشكلات كثيرة كأي بيتٍ، وكانتْ تحل عن طريق الأهل والأصدقاء، أو كنا نحلها سويًّا، إلى أن صدمتُ صدمة عمري؛ إذ وجدتُ رقمًا غريبًا على هاتف زوجتي، وكانت المكالَمةُ مُسَجَّلة، وعندما سمعتُ المكالمة وجدتها تتحدث إلى شابٍّ أعرفه، وكان في المكالمة ألفاظ خارجةٌ لا تُتَوَقَّع من زوجةٍ محترمةٍ!كان ردُّ فِعلي الطلاق، وواجهتُ أهلها بما حدث، وتَمَّ الطلاق منذ أيامٍ، وأخذتْ حقها كاملاً، والآن أنا مُتْعَب نفسيًّا، ولا أستطيع العيش بدونها! وقد علمتُ من بعض أقاربها أنها حزينة.لا أعلم ماذا أفعل؟ فلا أستطيع العيش بدونها، ولا أستطيع أن أثقَ فيها مرةً أخرى.فكرتُ في الزواج لأنساها، لكني غير متقبل لأي امرأة غيرها فهل لديكم أي حل أستطيع فعله لأتخطى هذه المرحلة؟
الجواب
الأخ الفاضل، حياك الله.كم هو جميلٌ أن يُحِبَّ كلٌّ مِن الزوجين الآخر على قدْر ما ذكرت! وكم هو رائع أن تكونَ بينهما تلك المشاعر الراقية، وتربطهما هذه العلاقةُ الوثيقةُ والدرجة العالية مِن التفاهُم والتناغُم الذي يغبطهما عليه الناسُ مِن حولهما!وكم هو قاسٍ ومؤلمٌ وموجِعٌ للقلب أن يأتيَ موقفٌ واحدٌ بعد أكثر من عشرين سنة يتصرف فيه أحدُ الزوجين على نحو غير مُرْضٍ وبصورة غير مُشرِّفة ليذهبَ بكل جميلٍ، وليقضي بكل قوة على كل ما سبق مِن أيام هنيئة, وليهدم كل سعادة في لحظة غضب يأبى الزوج فيها أن يعفو، ويرفض أن يسامح أو يتهاون! ولا يكتفي بذلك بل يفضح شريكته ويُعلن أمرها أمام الوالد والأهل؛ حتى يفتضح أمرها ولا يُعاتبوه على الطلاق.ألا ترى في ذلك شيئًا مِن القسوة؟! ألا ترى بُعدًا عن ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [النور: 22]؟لا أُنكر أنَّ الزوجةَ قد أخطأتْ وتجاوَزتْ وتعدَّت الحُدود في حديثها - على حسب ما ذكرت - وقد تمكَّنْتَ بنفسك من الحصول على المكالَمة، وسجَّلت كلامها، وبالبحث والتنقيب تجلى لك أنك لن تثق فيها بعد اليوم! ونحن كما يحدث دائمًا نرى أخطاء غيرنا بوضوحٍ تامٍّ، ولا نكاد نتنبّه لما نقع فيه من أخطاء عظيمةٍ، ومُخالفات جسيمةٍ.وعلى كل حال، فإني أنصحك إن لم تكنْ قد مَضَت العدة - وهذا ما أعتقده - أنْ تراجعَ نفسك، وتستخير الله في إرجاعها، على أن تكون حياتكما أقرب إلى الله، أبعد عن معاصيه، من اختلاط الرجال بالنساء، والتهاون في المحادثات بين الجنسين بلا رقيبٍ ولا حسيبٍ، ويجب أن يكونَ ذلك بدافع مَرْضاة الله، وليس بدافع الغيرة أو الشك، ويجب أن يكون الأمر للطرفين لك ولها، فالله تعالى حرَّم عليك الاختلاط، وأوجب عليك غضَّ البصر، كما حرَّم وأوجب عليها.ولتعلم أيها الكريم أننا مهما احتقرنا أخطاء غيرنا، وعظُمتْ في أعيننا واستقبحناها، فقد يأتي يومٌ نقع فيه في أسوأ مما أنكرنا، وأشَرّ مما رأينا، وكم مِن مستقبح لذنبٍ وقع في أشر منه!فسامِحْ واعْفُ واغفرْ، وذكِّر نفسك بميزات زوجتك الكثيرة كما تتذكر عيبها الواحد، ولتكن لها عونًا على طاعة الله، وعلى أن ترافقك في الجنة - بإذن الله.وأذكِّرك أخيرًا إذا ما ترجَّح لديك إرجاعها، وقررتَ استئناف الحياة من جديد: ألا تُذكِّرها بذنبها، ولا تُلمِّح بجرمها؛ فالله غفور رحيم، والمعصومُ مَن عَصَمَه اللهُ.والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/fatawa_counsel...#ixzz43Fpe0wig