ما معنى هذا في قول صاحب اليتيمة:
حتَّى إنَّهُ ذات يومٍ في سفرٍ لَقِيَ نَصَبًا، وله رَفِيقٌ مُحَلَّى بالآداب من أهل الجراب والمحراب، فاشتهى لحمًا، ولم يقدر على ثمنه... إلخ
ما معنى هذا في قول صاحب اليتيمة:
حتَّى إنَّهُ ذات يومٍ في سفرٍ لَقِيَ نَصَبًا، وله رَفِيقٌ مُحَلَّى بالآداب من أهل الجراب والمحراب، فاشتهى لحمًا، ولم يقدر على ثمنه... إلخ
وفقكم الله
يعني بها المتسولين والمكدين. وقد عقد بابا في رسائله فقال: "فصل في السؤال والكدية" ثم بعد كلام قال : " ويقال فلان من أصحاب الجراب والمحراب ومن قرّاء سورة يوسف لأن قرّاء السؤال يستكثرون من قراءتها في الأسواق والجوامع والمجامع لأنها أحسن القصص قال محمد بن وهب :لأن كنت بالأشعار والنحو حافظا ***** لقد كنت من قراء سورة يوسفوالله تعالى أعلم.
جزاكم الله خيرا أبا بكر العروي... أرجو من حضرتك توثيق هذا النص من رسائل الثعالبي... إذ لا أمتلك منه نسخًا... بارك الله فيكم
نصه هكذا في يتيمة الدهر 1 / 231 :
حدثني أبو بكر الخوارزمي وأبو نصر بن سهل بن المرزبان وأبو الحسن المصيصي، فدخل حديث بعضهم في بعض فزاد ونقص، قالوا: كانت حالة المهلبي الوزير قبل الاتصال بالسلطان حال ضعف وقلة، وكان يقاسي منها قذى عينه، وشجى صدره، فبينما هو ذات يوم في بعض أسفاره مع رفيق له من أصحاب الجراب والمحراب، إلا أنه من أهل الآداب، إذ لقي في سفره نصباً، واشتهى اللحم، فلم يقدر على ثمنه، فقال ارتجالاً:
ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا موتٌ لذيذ الطعم يأتي ... يخلّصني من العيش الكريه
إذا أبصرت قبراً من بعيد ... وددت لو آنني ممّا يليه
ألا رحم المهيمن نفس حرٍّ ... تصدّق بالوفاة على أخيه
.....
وقال في موضع آخر 2 / 75:
فصل : إن رضي الشيخ أن يواكل من لا يشاكل ويجانس من لا يؤانس.
فصل : مثلي - أيد الله القاضي - مثل رجل من أصحاب الجراب والمحراب تقدم إلى القصاب يسأله فلذة كبد، فسد باليسرى فاه، وأوجع بالأخرى قفاه.
فلما رجع إلى منزله بعث توقيعاً، يطلب جملاً رضيعاً. كذاك أنا وردت فلا أكرم بسلام، ولا أتعهد بغلام، فلما وجدته لا يبالي بسبالي كاتبته أشفع لسواي.
وفي رسائل الثعالبي ما ذكره الشيخ أبو بكر العروي وفقه الله ، وهو في الشاملة ص 76 لكنه عندي غير موافق للمطبوع .
بارك الله فيكم
يؤكد ذلك تمام القصة التي أوردتها الأخت كما وردت في التذكرة الحمدونية 5/ 70, 71 :
" كانت حال أبي محمد المهلبي، وهو من ولد قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة، قبل اتصاله بالسلطان، حال ضعف وقلة، وكان يقاسي منها قذى عينيه وشجى صدره، فبينا هو في بعض أسفاره مع رفيق له من أصحاب الجراب والمحراب، إلا أنه من أهل الأدب، إذ لقي من سفره نصبا فقال ارتجالا:
ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا العيش ما لا خير فيهفرثى له رفيقه وأحضر له بدرهم ما سكّنه، وتحفظ الأبيات، وتفارقا. فترقت حال المهلبي إلى الوزارة، وأخنى الدهر على الرفيق، فتوصّل إلى إيصال رقعة إلى حضرته فيها:
ألا رحم المهيمن روح عبد ... تصدّق بالوفاة على أخيه
ألا قل للوزير فدته نفسي ... مقال مذكّر ما قد نسيهفلما قرأ الرقعة تذكره، وهزته أريحية الكرم، فأمر له في عاجل الحال بسبعمائة درهم، ووقّع تحت رقعته مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة: 261) ثم قلده عملا يرتفق به ويرتزق منه"
أتذكر إذ تقول لضنك عيش ... ألا موت يباع فأشتريه
بارك الله في الجميع.
هذا مصدر النص كما طلبت الأخت الكريمة:
عنوان الكتاب : "النهاية في الكناية" أو "الكناية والتعريض" أو "الكفاية في الكناية" ...له عدة طبعات أولها طبعة مكة سنة 1301، و الطبعة التي أحيلكم إليها هي طبعة دار المعارف للطباعة و النشر
سوسة - تونس. تحقيق : فرج الحوار، تقديم : الناشر حسن أحمد جغام، بدون تاريخ ص : 125.
والكتاب موجود على الشبكة وهذا رابطه: https://docs.google.com/file/d/0B5OV...t?pref=2&pli=1
والله الموفق.
شكر الله لكم جميعًا