ورد أن أبا بكر رضي الله عنه قال عن كلام مسيلمة الكذاب أنه كلام ماجاء به من إل ولا بر ؟
فما صحة هذا الأثر بارك الله فيكم .
ورد أن أبا بكر رضي الله عنه قال عن كلام مسيلمة الكذاب أنه كلام ماجاء به من إل ولا بر ؟
فما صحة هذا الأثر بارك الله فيكم .
جاء في تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري: (3/ 300):
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: (سُبْحَانَ اللَّهِ! وَيْحَكُمْ! إِنَّ هَذَا لَكَلامٌ مَا خَرَجَ مِنْ إِلٍّ وَلا برٍّ، فَأَيْنَ يَذْهَبُ بِكُمْ! فَلَمَّا فَرَغَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنَ الْيَمَامَةِ- وَكَانَ مَنْزِلُهُ الَّذِي بِهِ الْتَقَى النَّاسَ أَبَاضَ، وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ الْيَمَامَةِ ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى وَادٍ مِنْ أوديتها يقال له الوبر- كان مَنْزِلُهُ بِهَا).
وفي الروض الأنف (2/ 259): (وَقَوْلُ الصّدّيقِ [عَنْ كَلَامِ مُسَيْلِمَةَ]: هَذَا كَلَامٌ لَمْ يَخْرُجْ مِنْ إلّ وَلَا بِرّ أَيْ لَمْ يَصْدُرْ عَنْ رُبُوبِيّةٍ لِأَنّ الرّبُوبِيّةَ حَقّهَا وَاجِبٌ مُعَظّمٌ وَكَذَلِكَ فَسّرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ ...).
بارك الله فيك، هل لهذا القول من سند ؟
وفيك بارك الله، لم أقف على سند له.
قال أبو عبيد في غريب الحديث 3 / 230 :
في حديث أبي بكر الصديق أنه لما قدم وفد اليمامة بعد مقتل مسيلمة قال لهم : ما كان صاحبكم يقول : فاستعفوه من ذلك فقال : لتقولن فقالوا : كان يقول : يا ضفدع نقّي كم تنقّين لا الشراب تمنعين ولا الماء تكدّرين في كلام من هذا كثير ; فقال أبو بكر : ويحكم ! إن هذا الكلام لم يخرُج من إلّ ولا بِرّ فأين ذُهِب بكم .اهـ
وقال ابن جرير في تفسيره 2 / 298 :
1634- حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ خُصَيْفٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ : فِي قَوْلِهِ : {جِبْرِيلَ} قَالَ : جَبْرُ : عَبْدٌ ، إِيلُ : اللَّهُ ، وَمِيكَا قَالَ : عَبْدٌ ، إِيلُ : اللَّهُ.
فَهَذَا تَأْوِيلُ مَنْ قَرَأَ جَبْرَائِيلَ بِالْفَتْحِ وَالْهَمْزِ وَالْمَدِّ ، وَهُوَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَعْنَى مَنْ قَرَأَ بِالْكَسْرِ وَتَرْكِ الْهَمْزِ.
وَأَمَّا تَأْوِيلُ مَنْ قَرَأَ ذَلِكَ بِالْهَمْزِ وَتَرْكِ الْمَدِّ وَتَشْدِيدِ اللاَّمِ ، فَإِنَّهُ قَصَدَ بِقَوْلِهِ ذَلِكَ كَذَلِكَ إِلَى إِضَافَةِ جِبْرَ وَمِيكَا إِلَى اسْمِ اللَّهِ الَّذِي يُسَمَّى بِهِ بِلِسَانِ الْعَرَبِ دُونَ السُّرْيَانِيِّ وَالْعِبْرَانِي ِّ ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الإِلُّ بِلِسَانِ الْعَرَبِ اللَّهُ كَمَا قَالَ : {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلاَ ذِمَّةً} فَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ : الإِلُّ : هُوَ اللَّهُ . وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِوَفْدِ بَنِي حَنِيفَةَ حِينَ سَأَلَهُمْ عَمَّا كَانَ مُسَيْلِمَةُ يَقُولُ ، فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ لَهُمْ : وَيْحَكُمْ أَيْنَ ذُهِبَ بِكُمْ وَاللَّهِ ، إِنَّ هَذَا الْكَلاَمَ مَا خَرَجَ مِنْ إِلٍّ وَلاَ بِرٍّ . يَعْنِي مِنْ إِلٍّ : مِنَ اللَّهِ.
1635- وَقَدْ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ : فِي قَوْلِهِ : {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلاَ ذِمَّةً} قَالَ : قَوْلُ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ حِينَ يُضِيفُ جِبْرَ وَمِيكَا وَ إِسْرَا إِلَى إِيلَ يَقُولُ : عَبْدُ اللَّهِ {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاَّ} كَأَنَّهُ يَقُولُ : لاَ يَرْقُبُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.اهـ
إذًا ليس مسندًا؟
نعم ليس مسندا ، إنما نقلته للفائدة .