حديث : « إني لا أَنْسَى ولكن أُنَسَّى لأُشَرِّع».
لا أصل له.
هكذا أورده الغزالي في إحياء علوم الدين (5/347).
وقد ذكره القاضي عياض في «الشفا» (2/342) قال: «وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: إنى لأنسى أو أُنَسَّى، لَأَسُنَّ». كذا قال: «الحديث الصحيح»!!
قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: «ذكره مالك بلاغاً بغير إسناد، وقال ابن عبد البر: لا يوجد فى الموطأ إلا مرسلاً لا إسناد له. وكذا قال حمزة الكتانى: إنه لم يرد من غير طريق مالك. وقال أبو طاهر الأنماطي: وقد طال بحثى عنه وسؤالى عنه للأئمة والحفاظ فلم أظفر به ولا سمعت عن أحد أنه ظفر به. قال: وادعى بعض طلبة الحديث أنه وقع له مسنداً».
فلت: وهذا الحديث عديم الأصل! مخالف لما ثبت في صحيح البخاري برقم (401) ومسلم برقم (571) من حديث إبراهيم عن علقمة قال: قال عبد الله بن مسعود: صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم -قال إبراهيم: لا أدري زاد أو نقص- فلما سلَّم قيل له: يا رسول الله أَحَدَثَ في الصلاة شيء؟ قال: «وما ذاك؟» قالوا: صليت كذا وكذا. فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلَّم، فلما أقبل علينا بوجهه قال: «إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به ولكن إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحرَّ الصواب فليتُم عليه ثم ليسلِّم ثم يسجد سجدتين». انتهى.