قالت عائشة رضي الله عنها:(كان رسول الله ﷺ أفكه الناس مع نسائه)
هل ثبت هذا الأثر من طريق عائشة رضي الله عنها .
قالت عائشة رضي الله عنها:(كان رسول الله ﷺ أفكه الناس مع نسائه)
هل ثبت هذا الأثر من طريق عائشة رضي الله عنها .
روى الطبراني في الأوسط: (6361): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، نا أَبِي، نا أَبِي، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ مَعَ الصَّبِيِّ»
وقال عقبه: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ إِلَّا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَلَا يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ "
قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: (1/ 482): (ورَوَاهُ الْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده من حَدِيث أنس دون قَوْله «مَعَ نِسَائِهِ» . وَرَوَاهُ الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِي ّ فِي الصَّغِير والأوسط فَقَالَا «مَعَ صبي» . وَفِي إِسْنَاده ابْن لَهِيعَة).
وإنما ثبت عن زيد بن ثابت:
روى ابن أبي شيبة: (25837)، وغيره: عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : (كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ إذَا خَلاَ مَعَ أَهْلِهِ، وَأَزْمَتِهِ إذَا جَلَسَ مَعَ الْقَوْمِ).
أَفْكَهِ النَّاسِ: أَي: من أمزحهم إذ خلا بِنَحْوِ أَهله.
وَأَزْمَتِهِ: أي: وَأَرْصَنِهِمْ كما جاء في بعض الروايات عند ابن أبي شيبة أيضًا.
وفي كنز العمال: 18692- عن حبشي بن جنادة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفكه الناس خلقًا. "كر وفيه حصن بن مخارق واه".
وما ورد عن عائشة كما عند ابن عساكر (4/ 37) من طريق أبي الفرج المعافى بن زكريا: أخبرنا محمد ابن حمدان بن بغداد الصيدلاني: حدثني يوسف بن الضحاك: حدثني أبي: أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مزاحًا، وكان يقول: «إن الله لا يؤاخذ المزاح الصادق في مزاحه).
قال الألباني: في الضعيفة: (7/ 107): "كذا قال! وليس بمتصل؛ فإن (يوسف بن الضحاك) متأخر، يروي عن أبي سلمة التبوذكي، ومحمد بن سنان العوفي وأقرانهما، وأراه سقط منه اسم شيخه الذي روى عنه أبيه عن خالد. والله أعلم".
قلت: و (محمد بن حمدان بن بغداد الصيدلاني) ترجمه الخطيب (2/ 287) برواية جمع عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
و (يوسف بن الضحاك) ترجمه الخطيب أيضًا (14/ 307) ووثقه.
قلت: (أبو البراء): والظاهر أن بعض الشراح، كصاحب: (قوت القلوب)، وصاحب: (فيض القدير)، روى حديث عائشة هذا بالمعنى فقال: (كان رسول اللهﷺ أفكه الناس مع نسائه).
وورد أيضًا من طريق أنس بسند ضعيف:
رواه الديلمي (1/ 2/ 241) من طريق السلمي، بسنده عن يوسف بن أحمد بن الحكم: حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي: حدثنا حماد ابن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعًا.
قلت - القائل الألباني-: وهذا إسناد واه جدًا؛ يوسف بن أحمد بن الحكم لم أعرفه، والسلمي متهم بوضع الأحاديث للصوفية.
والحديث عزاه السيوطي لابن عساكر، فانتقده المناوي بأن الديلمي أخرجه أيضًا، ثم لم يتكلم على إسناده بشيء، والعهد به أنه يعل الحديث بمجيئه من طريق السلمي هذا.