الدرس الخامس من قرائن العلة:
الكناية عن الرجل تدل على وهم من صرَّح بمعروف مكانه.
فالرواة لا يُبْهمون أو يُكْنُون إلا من كان غير مرضيٍّ من الرواة غالبًا، فإذا أُبهمَ أحدُ الرواة مَرَّةً، وسماه بعضهم باسمٍ مشهور أو معروف بالثقة، كان ذلك أمارةً على وهم من سمَّاهُ؛ لأن أمثال هؤلاء المعروفين يحرص الراوة على إبرازهم، لا إبهامهم.
من أمثلة ذلك:
قال ابن أبي حاتم: في العلل رقم 642:
سألت أبي، وأبا زرعة، عن حديث ؛ رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : لا تحل الصدقة إلا لخمسة : رجل اشتراها بماله، أو رجل عامل عليها، أو غارم، أو غاز في سبيل الله تعالى، أو رجل له جار فيتصدق عليه فيهدي له.
فقالا : هذا خطأ؛ رواه الثوري، عن زيد بن أسلم، قال : حدثني الثبت، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أشبه.
وقال أبي : فإن قال قائل : الثبت من هو أليس هو عطاء بن يسار؟.
قيل له : لو كان عطاء بن يسار لم يَكْنِ عنه.
قلت لأبي زرعة : أليس الثبت هو عطاء ؟ قال : لا، لو كان عطاء ما كان يكني عنه.
وقد رواه ابن عيينة، عن زيد، عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلا.
قال أبي : والثوري أحفظ.اهـ
وهذا واضح لا يحتاج إلى شرح، والله الموفق.