تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: إسعاف الملول بطرق حديث القبلة بعد الوضوء وأنه ليس بمعلول

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2015
    المشاركات
    105

    افتراضي إسعاف الملول بطرق حديث القبلة بعد الوضوء وأنه ليس بمعلول

    عن عائشة رضي الله تعالى عنها :(أن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها ولم يتوضأ)) .
    صحيح - أخرجه أبوداود (178) : من طريق يحيى وعبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة به
    وأخرجه النسائي(170), وفي ((الكبرى))(155): من طريق يحي (وحده) به .
    وقال أبو داود:
    " كذا رواه الفريابي قال أبو داود وهو مرسل إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة قال أبو داود مات إبراهيم التيمي
    ولم يبلغ أربعين سنة وكان يكنى أبا أسماء".
    وقال النسائي :
    " ليس في هذا الباب حديث أحسن من هذا الحديث وإن كان مرسلا وقد روى هذا الحديث الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروةعن عائشة.
    قال يحيى القطان حديث حبيب عن عروة عن عائشة هذا وحديث حبيب عن عروة عن عائشة تصل وإن قطر الدم على الحصير لا شيء ".
    وأخرجه الدارقطني (254/1-الرسالة): من طريق أبي عاصم وغندر عن سفيان به .
    وقال : "ولم يروه عن إبراهيم التيمي غير أبي روق عطية بن الحارث ، ولا نعلم حدث به عنه غير الثوري وأبي حنيفة ، واختلف فيه ،
    فأسنده الثوري عن عائشة ، وأسنده أبو حنيفة عن حفصة ، وكلاهما أرسله . وإبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة ، ولا من حفصة ،
    ولا أدرك زمانهما ، وقد روى هذا -الدرقطني (257/1)-الحديث معاوية بن هشام عن الثوري ، عن أبي روق ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن عائشة ، فوصل إسناده .
    واختلف عنه في لفظه ، فقال عثمان بن أبي شيبة عنه بهذا الإسناد : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل وهو صائم " .
    وقال عنه غير عثمان : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل ولا يتوضأ " . والله أعلم ".
    قلت :ومع الإختلاف عليه في لفظه , ففيه وهم من معاوية بن هشام إذ لم يتابعه أحد على وصله لاسيما, وقد قال فيه الإمام أحمد : كثير الخطأ .
    وقال ابن حبان : ربما أخطأ , ولخّص الحافظ ترجمته بقوله : "صدوق لها أوهام ".
    وهذا منه وهم بلاشك فقد خالف الحفّاظ في وصله فلا يقبل هذا منه ووجب الحكم عليه بالنكارة .
    وأخرجه أحمد (25767-الرسالة), وابن أبي شيبة (45/1), والدارقطني (139/1-140): من طريق وكيع عن سفيان به .
    وأخرجه أبونعيم في ((الحلية))(219/4),والدارقطني (256/1-الرسالة)، والبيهقي في "الخلافيات" (440): من طريق قبيصة عن سفيان به .
    ولفظ أبي نعيم : ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُغَسِّلُنِي وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ ثُمَّ يُصَلَّى)).
    وقال أبونعيم : " كَذَا رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَائِشَةَ، مِنْ دُونِ أَبِيهِ".
    وأخرجه الدارقطني (139/1)، والبيهقي في "الخلافيات" (439) من طريق أبي عاصم الضحاك عن سفيان به .
    وأخرجه البيهقي (126/1-127):من طريق عبد الرزاق - وهو في ((المصنف))(511)- أنا سفيان عن أبي روق ، عن إبراهيم التيمي ، عن عائشة:
    (( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل بعد الوضوء ، ثم لا يعيد الوضوء ، وقالت : ثم يصلي )).
    وقال البيهقي :
    "فهذا مرسل . إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة ، قاله أبو داود السجستاني وغيره . وأبو روق ليس بقوي ، ضعفه يحيى بن معين وغيره .
    ورواه أبو حنيفة ، عن أبي روق ، عن إبراهيم ، عن حفصة . وإبراهيم لم يسمع من عائشة ولا من حفصة ، قاله الدارقطني وغيره .
    وقد روينا سائر ما روي في هذا الباب ، وبينا ضعفها في الخلافيات . والحديث الصحيح عن عائشة في قبلة الصائم ، فحمله الضعفاء من الرواة
    على ترك الوضوء منها ، ولو صح إسناده لقلنا به ، إن شاء الله تعالى ".
    وقال ابن حزم في ((المحلى))(228/1):" وَهَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ؛ لِأَنَّ رَاوِيَهُ أَبُو رَوْقٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ ".
    وله طريق آخر عن عائشة :أخرجه أبو داود (179) ، والترمذي (86) ، وابن ماجه (502) ،وأحمد(25766-الرسالة),وابن أبي شيبة (44/1)، وإسحاق (566) ، والطبري في "تفسيره" (9630) ،
    وابن المنذر في "الأوسط" (15) ، والدارقطني(137/1-138)، والبيهقي في "السنن" (125/1-126)، وفي "الخلافيات" (435) ،
    والبغوي في "شرح السنة" (168) : من طريق الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة :
    (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ، ثم خرج إلى الصلاة ، ولم يتوضأ " ، قال عروة : فقلت لها : من هي إلا أنت ؟! فضحكت .
    وقال ابن مالج : " يقبل بعض أزواجه ، ثم يصلي ، ولا يتوضأ " قلت : من هي إلا أنت ؟ فضحكت )).
    وقال الترمذي :
    " ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لأنه لا يصح عندهم لحال الإسناد قال وسمعت أبا بكر العطار البصري
    يذكر عن علي بن المديني قال ضعف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث جدا وقال هو شبه لا شيء قال وسمعت محمد بن إسمعيل -البخاري- يضعف هذا
    الحديث وقال حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة وقد روي عن إبراهيم التيمي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها ولم يتوضأ
    وهذا لا يصح أيضا ولا نعرف لإبراهيم التيمي سماعا من عائشة وليس يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء".
    وقال الدارقطني : "حدثنا محمد بن مخلد ، نا صالح بن أحمد ، نا علي بن المديني ، قال : سمعت يحيى - وذكر عنده حديثا الأعمش ، عن حبيب ،
    عن عروة ، عن عائشة : " تصلي وإن قطر الدم على الحصير " وفي القبلة - قال يحيى : احك عني أنهما شبه لا شيء ".
    قال ابن عبد البر في ((التمهيد))(174/21):
    "قَالُوا وَلَا مَعْنَى لِطَعْنِ مَنْ طَعَنَ عَلَى حديث حبيب بن أبي ثابت عن عروة فِي هَذَا الْبَابِ لِأَنَّ حَبِيبًا ثِقَةٌ وَلَا يُشَكُّ أَنَّهُ أَدْرَكَ عُرْوَةَ وَسَمِعَ مِمَّنْ هُوَ أَقْدَمُ مِنْ
    عُرْوَةَ فَغَيْرُ مُسْتَنْكَرٍ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مَنْ عُرْوَةَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَمِعَهُ عَنْهُ فَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ لَمْ يزالوا يروون الْمُرْسَلَ مِنَ الْحَدِيثِ وَالْمُنْقَطِعَ وَيَحْتَجُّونَ
    بِهِ إِذَا تَقَارَبَ عَصْرُ الْمُرْسِلِ وَالْمُرْسَلِ عَنْهُ وَلَمْ يُعْرَفِ الْمُرْسِلُ بِالرِّوَايَةِ عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالْأَخْذِ عَنْهُمْ أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى الِاحْتِجَاجِ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ
    عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجُلُّهُ مَرَاسِيلُ وَالْقَوْلُ فِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَائِشَةَ مِثْلُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمْ يَلْقَ عَائِشَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ فِيمَا يُرْسِلُ وَيُسْنِدُ قَالُوا
    وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْخَبَرُ عَنْ عَائِشَةَ مِنْ وُجُوهٍ وَإِنْ كَانَ بَعْضُهَا مُرْسَلًا فَإِنَّ الطُّرُقَ إِذَا كَثُرَتْ قَوَّى بَعْضُهَا بَعْضًا...".
    وقال البيهقي : "( وأخبرنا ) أبو بكر بن الحارث الفقيه ، نا علي بن عمر الحافظ ، نا أبو بكر النيسابوري ، ثنا عبد الرحمن بن بشر قال :
    سمعت يحيى بن سعيد ، وذكر له حديث الأعمش ، عن حبيب ، عن عروة قال : أما إن سفيان الثوري كان أعلم الناس بهذا ، زعم أن حبيبا لم يسمع من
    عروة شيئا . ( وأخبرنا ) أبو بكر ، أنا علي ، نا محمد بن مخلد ، نا صالح بن أحمد ، نا علي بن المديني قال : سمعت يحيى ، وذكر عنده حديث الأعمش ، عن حبيب ، عن عروة ، عن عائشة تصلي وإن قطر الدم على الحصير ، وفي القبلة . قال يحيى : احك عني أنهما شبه لا شيء" .
    ( وأخبرنا ) أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ، ثنا إبراهيم بن مخلد الطالقاني ، ثنا عبد الرحمن بن مغراء ، أنا الأعمش ،
    أخبرنا أصحاب لنا ، عن عروة المزني ، عن عائشة بهذا الحديث .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف وله علتان :
    الأولى : جهالة أصحاب الأعمش .
    والثانية : عبدالرحمن بن مغراء : ضعيف في روايته عن الأعمش خاصة،وقد تفرد عنه بقوله: عروة المزني ,وإنما هو عروة بن الزبير، كما قال وكيع عن الأعمش وعن هشام بن عروة .
    وقال أبو داود : روي عن الثوري أنه قال : ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني . يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء .
    قال البيهقي : فعاد الحديث إلى رواية عروة المزني ! وهو مجهول .
    قال صاحب ((عون المعبود))(210/1):"مَقْصُودُ الْمُؤَلِّفِ -يعني : أبا داود - أَنَّ حَبِيبًا وَإِنِ اخْتُلِفَ فِي شَيْخِهِ أَنَّهُ الْمُزَنِيُّ أَوِابن الزُّبَيْرِ فَلَا يُشَكُّ فِي سَمَاعِ حَبِيبٍ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
    فَإِنَّهُ صَحِيحٌ وَإِلَيْهِ أَشَارَ بِقَوْلِهِ حَدِيثًا صَحِيحًا(1) فَمُحَصَّلُ الْكَلَامِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَغْرَاءَ مَعَ ضَعْفِهِ وَرِوَايَةِ شَيْخِهِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمَجْهُولِينَ قَدْ تَفَرَّدَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ عُرْوَةَ
    بِهَذَا اللَّفْظِ أَيْ عُرْوَةَ الْمُزَنِيِّ وَأَمَّا وَكِيعٌ وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ مِنْ أَصْحَابِ الْأَعْمَشِ فَلَمْ يَقُولُوا بِهِ فَبَعْضُ أَصْحَابِ وَكِيعٍ رَوَى عَنْهُ لَفْظَ عُرْوَةَ بِغَيْرِ نِسْبَةٍ وَبَعْضُهُمْ
    رَوَى عَنْهُ بِلَفْظِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ثُمَّ الْأَعْمَشُ أَيْضًا ليس متفردا بهذا بل تَابَعَهُ أَبُو أُوَيْسٍ بِلَفْظِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ثُمَّ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ أَيْضًا لَيْسَ مُتَفَرِّدًا بَلْ تَابَعَهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أبيه ومعلوم قطعا أنه ابن الزُّبَيْرِ فَثَبَتَ أَنَّ الْمَحْفُوظَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَبَعْضُ الْحُفَّاظِ أَطْلَقَهُ وَبَعْضُهُمْ نَسَبَهُ وَقَدْ تَقَرَّرَ فِي مَوْضِعِهِ أَنَّ زِيَادَةَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ
    وَأَمَّا عُرْوَةُ الْمُزَنِيُّ فَغَلَطٌ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَغْرَاءَ وإِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّ سَمَاعَ حَبِيبٍ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ مُتَكَلَّمٌ فِيهِ وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
    الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ وَلَمْ يَصِحَ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَصَحَّحَهُ أَبُو دَاوُدَ وَأَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ لَكِنِ الصَّحِيحُ هُوَ الْقَوْلُ الْأَوَّلُ فَيَكُونُ الْحَدِيثُ مُنْقَطِعًا
    وَأُجِيبَ ضَعْفُ الِانْقِطَاعِ مُنْجَبِرٌ بِكَثْرَةِ الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ الْعَدِيدَةِ ".
    قلت : والرواية التي عن الثوري قد علّقها أبو داود وبصيغة التمريض .
    قال الزيلعي في ((نصب الراية))(72/1): " وَأَمَّا مَا حَكَاهُ أَبُو دَاوُد عَنْ الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ إلَّا عَنْ عُرْوَةَ الْمُزَنِيّ، فَهَذَا لَمْ يُسْنِدْهُ أَبُو دَاوُد، بَلْ قَالَ عَقِيبَهُ: وَقَدْ رَوَى حَمْزَةُ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ حَدِيثًا صَحِيحًا، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَبَا دَاوُد لَمْ يَرْضَ بِمَا قَالَهُ الثَّوْرِيُّ، وَيُقَدَّمُ هَذَا لِأَنَّهُ مثبت،
    والثوري ناف ...وَعَلَى تَقْدِيرِ صِحَّةِ مَا قال الْبَيْهَقِيُّ: إنَّهُ عُرْوَةُ الْمُزَنِيّ، فَيُحْتَمَلُ أَنَّ حَبِيبًا سَمِعَهُ مِنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَمِعَهُ مِنْ الْمُزَنِيّ أَيْضًا، كَمَا وَقَعَ ذَلِكَ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْأَحَادِيثِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ".
    قلت : والتصريح بالمزني خطأ من عبدالرحمن بن مغراء , ولم يُعيَّن عروةُ في سائر روايات أصحاب الأعمش، إلا في روايتين عن وكيع، جاء فيهما أنه:
    (عروة بن الزبير)إحداهما: في مسند الإمام أحمد(25766-الرسالة) عن وكيع، والثانية عند ابن ماجه(502)عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، كلاهما عن وكيع , وقد عيّن الأئمة أنه عروة بن الزبير إذ نفوا سماعه من عائشة , ويقوّي ذلك أيضا أنه إذا أُطلق عروة عن عائشة فهو منصرفٌ إلى عروة بن الزبير لأنه ابن أختها ,
    ومَنْ يتجاسر أن يقول لأم المؤمنين (( من هي إلا أنت ؟!))غير ابن أختها عروة بن الزبير
    قال أحمد شاكر في تعليقه على ((سنن الترمذي))(135/1):" وهذا ضعيف لأن عبدالرحمن بن مغراء و إن كان من أهل الصدق إلا أن فيه ضعفا , وقد أنكر عليه ابن المديني أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه عليها الثقات , وقال الحاكم أبو أحمد :((حدّث بأحاديث لايتابع عليها )).وقد خالفه في روايته هنا الثقات من أصحاب الأعمش
    الحفاظ كما بينا في أسانيد الحديث , ويدل كلام أبي داود , ثانيا أنه يرى صحة رواية حبيب عن عروة , ويؤيده أن حبيب بن أبي ثابت لم يعرف بالتدليس !بل هو ثقة حجة ...".
    قلت : بل إن حبيب بن أبي ثابت موصوف بالتدليس , قال الحافظ في ((طبقات المدلسين ))(69)-في (المرتبة الثالثة)وهي مرتبة مَن أكثر من التدليس فلم يَحْتَجَّ الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقاً، ومنهم من قبلهم- :
    " حبيب بن أبي ثابت الكوفي تابعي مشهور يكثر التدليس، وصفه بذلك ابن خزيمة والدارقطني وغيرهما، ونقل أبو بكر بن عياش عن الأعمش عنه أنه كان يقول:
    لو أن رجلاً حدثني عنك ما باليت إن رويته عنك؛ يعني: وأسقطته من الوسط ".
    وقال في ((التقريب)):" ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس ".

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2015
    المشاركات
    105

    افتراضي

    وللحديث طرق أخرى عن عروة بن الزبير :
    أخرجه الدارقطني (247/1): من طريق حَاجِب بْن سُلَيْمَان , نا وَكِيعٌ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ:
    ((قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ ثُمَّ ضَحِكَتْ)).
    وقال الدارقطني :" تَفَرَّدَ بِهِ حَاجِبٌ عَنْ وَكِيعٍ وَوَهِمَ فِيهِ وَالصَّوَابُ عَنْ وَكِيعٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ ,
    وَحَاجِبٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ إِنَّمَا كَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ".
    قلت :حاجب بن سليمان ترجم له المزي في ((تهذيب الكمال))(201/5)بقوله:"قال النسائى : ثقة .
    و قال فى موضع آخر : لا بأس به .
    و ذكره أبو حاتم بن حبان فى كتاب " الثقات " .
    وقال الزيلعي في ((نصب الراية))(73/1):"هَذَا تَضْعِيفٌ مِنْهُ - أي : الدارقطني- لِلرُّوَاةِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ ظَاهِرٍ، وَالْمَعْنَيَان ِ مُخْتَلِفَانِ، فَلَا يُقَالُ: أَحَدُهُمَا بِالْآخِرِ".
    وقال أحمد شاكر في تعليقه على ((سنن الترمذي))(136/1):" حاجب بن سليمان المنبجي-بفتح الميم واسكان النون وكسر الباء- ذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه النسائي وقال : ثقة , ولم يطعن فيه أحد من الأئمة إلا كلمة الدارقطني هذه , وهو تحكم منه بلا دليل , وحكم على الراوي بالخطأ من غير حجة , فإن المعنين مختلفان :
    بعض الرواة روى في قبلة الصائم , وبعضهم روى في قبلة المتوضئ , فهما حديثان لا يعلل أحدهما بالآخر ".
    وقال الألباني في ((صحيح أبي داود))(:"ويؤيد ذلك: أن الحماني روى الحديث عن الأعمش، وجمع فيه بين التقبيل وهو صائم، وبين الصلاة بعد ذلك كما سبق. فالظاهر أن هذا هو أصل الحديث، فروى بعضهم منه التقبيل وهو صائم، وبعضهم ترك الوضوء من التقبيل؛ وكل ثقة، فما رواه هذا لا يعارض رواية ذاك وبالعكس".
    قلت : وقد جاء الجمع بين التقبيل وهو صائم وترك الوضوء من القُبلة عن هشام بن عروة من رواية أبي أويس :
    أخرجه الدارقطني (248/1):من طريق عَلِي بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَرَّاق , نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , نا أَبُو أُوَيْسٍ , حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ :
    أَنَّهَا بَلَغَهَا قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ: فِي الْقُبْلَةِ الْوُضُوءُ , فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ لَا يَتَوَضَّأُ)).
    قلت : وهذا إسناد صالح للإعتبار .
    وقال الدارقطني : "وَلَا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ عَنْ عاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ هَكَذَا غَيْرُ عَلِيّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ".
    قال الألباني في ((صحيح أبي داود))(322/1):"وهذا لا شيء؛ فإن علي بن عبد العزيز: هو البغوي، وهو إمام مشهور، والدارقطني نفسه يروي عنه كثيراً، وقد قال فيه:
    " ثقة مأمون " , فمثله لا يتوقف في قبول ما تفرد به؛ بل ينظر فيما يخالفه فيه غيره من الثقات، فلعله يكون أحفط منهم وأرجح رواية، كما قال بعض المحققين.
    وأما عاصم بن علي؛ فيكفي فيه أنه من شيوخ البخاري في ((صحيحه )) ".
    قلت : وأبو أويس : صدوق يهم , وقد تُوبع فزالت الخشية من وهمه .
    وأخرجه الدرقطني (248/1):من طريق بَقِيَّة , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
    ((لَيْسَ فِي الْقُبْلَةِ وُضُوءٌ)).
    وأخرجه إسحاق بن راهويه في ((مسنده))(172/2): أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ
    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَهَا وَهُوَ صَائِمٌ، وَقَالَ: ((إِنَّ الْقُبْلَةَ لَا تَنْقُضُ الْوُضُوءَ، وَلَا تُفْطِرُ الصَّائِمَ)) وَقَالَ: ((يَا حُمَيْرَاءُ إِنَّ فِي دِينِنِا لَسَعَةً)).
    وَقَالَ إِسْحَاقُ: "أَخْشَى أَنْ يَكُونَ غَلِطَ ".
    قلت : ووجه الغلط أنه ثابت من فعله صلى الله عليه وآله وسلم وليس من قوله .
    وقال الدارقطني في ((العلل))(63/15):" عبد الملك بن محمد، شيخ له-أي :لبقية - مجهول , عن هشام ".
    وأخرجه الدارقطني (248/1):من طريق مُحَمَّد بْن جَابِرٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا .
    وعلّقه الدراقطني في ((العلل))(63/15):عن نوح بن ذكوان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
    قلت : وهذا إسناد ضعيف لأجل نوح بن ذكوان , فإنه ضعيف كما في ((التقريب))ترجمه(7 255).
    وأخرجه الدارقطني (259/1): من طريق إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى , نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
    ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ)).
    وقال الدارقطني : " هَذَا خَطَأٌ مِنْ وُجُوهٍ " .
    وأخرجه الدارقطني (248/1):من طريق الْحَسَن بْن دِينَارٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ رَجُلًا , قَالَ:
    سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ امْرَأَتَهُ بَعْدَ الْوُضُوءِ؟ , فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَلَا يُعِيدُ الْوُضُوءَ)). ,
    فَقُلْتُ لَهَا: لَئِنْ كَانَ ذَلِكَ مَا كَانَ إِلَّا مِنْكِ فَسَكَتَتْ.
    وقال الدارقطني :" هَكَذَا قَالَ فِيهِ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ".
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جدًا , فإن الحسن بن دينار : متروك .
    وأخرجه عبدالزاق في ((المصنف))(510), ومحمد بن الحسن في ((الحجة على أهل المدينة))(66/1):عن إبراهيم بن محمد ,عن معبد بن نباتة ,عن محمد بن عمرو , عن عروة بن الزبير ,عن عائشة قالت:
    (( قبّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى ولم يحدث وضوءً)).
    قال ابن عبدالبر في ((الإستذكار))(257/1):"ذَكَرَ الزَّعْفَرَانِي ُّ عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ لَوْ ثَبَتَ حَدِيثُ مَعْبَدِ بْنِ نُبَاتَةَ فِي الْقُبْلَةِ لَمْ أَرَ فِيهَا شَيْئًا وَلَا فِي اللَّمْسِ وَلَا أَدْرِي كَيْفَ مَعْبَدُ بْنُ نُبَاتَةَ هَذَا فَإِنْ كَانَ ثِقَةً فَالْحُجَّةُ فِيمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
    قَالَ أَبُو عُمَرَ: هُوَ مَجْهُولٌ لَا حُجَّةَ فِيمَا رَوَاهُ عِنْدَنَا
    وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ ".
    وأخرجه الدارقطني (245/1) :من طريق مُحَمَّد بْن عِيسَى بْنِ يَزِيد الطَّرَسُوسِي عن سُلَيْمَان بْن عُمَر بْنِ سَيّْارٍ مَدِينِيّ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ ,
    قَالَتْ: ((لَا تُعَادُ الصَّلَاةُ مِنَ الْقُبْلَةِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ)).
    قلت : وهذا إسناد ضعيف , فإن رواته فيما دون الزهري مابين مجهول وضعيف .
    وقال الدارقطني :" خَالَفَهُ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ فِي إِسْنَادِهِ".
    ثم أخرجه الدارقطني : من ثلاثة طرق عن سَعِيد بْن بَشِيرٍ , حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ:
    لَقَدْ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يُقَبِّلُنِي إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَمَا يَتَوَضَّأُ)).
    قلت : سعيد بن بشير : ضعيف .
    وقال الدارقطني : "تَفَرَّدَ بِهِ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ فِي الْحَدِيثِ , وَالْمَحْفُوظُ عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ,
    عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ , وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحُفَّاظُ الثِّقَاتُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , مِنْهُمْ مَعْمَرٌ , وَعُقَيْلٌ , وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , وَقَالَ مَالِكٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ: فِي الْقُبْلَةِ الْوُضُوءُ , وَلَوْ كَانَ مَا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ صَحِيحًا , لَمَا كَانَ الزُّهْرِيُّ يُفْتِي بِخِلَافِهِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ".
    ثم أخرجه من طريق مَالِك , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: (( مِنْ قُبْلَةِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ الْوُضُوءُ )).

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    أحسن الله إليك .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2015
    المشاركات
    105

    افتراضي

    وله طريق آخر عن عائشة :
    أخرجه الدارقطني (258/1): من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ عَائِشَةَ :
    ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كَانَ يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ لَا يُحْدِثُ وُضُوءًا)).
    وقال الدارقطني :" قَوْلُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ وَهْمٌ وَإِنَّمَا أَرَادَ غَالِبَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ , وَأَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ هُوَ خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ ضَعِيفٌ ,
    وَلَيْسَ بِالَّذِي يَرْوِي عَنْهُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ".
    وأخرجه الدارقطني (249/1):من طريق الْوَلِيد بْن صَالِح , نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    ((كَانَ يُقَبِّلُ ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ)).
    قلت : وهذا إسناد جيد .
    وقال الدارقطني :" يُقَالُ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ صَالِحٍ وَهِمَ فِي قَوْلِهِ , عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ , وَإِنَّمَا هُوَ حَدِيثُ غَالِبٍ , وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ , عَنْ عَطَاءٍ , مِنْ قَوْلِهِ وَهُوَ الصَّوَابُ , وَإِنَّمَا هُوَ حَدِيثُ غَالِبٍ ! وَاللَّهُ أَعْلَمُ".
    قلت : وهذا التعليل عليل , فكيف يسوغ تعليل رواية الثقة برواية المتروك ؟!
    قال عبدالحق الإشبيلي في ((الأحكام الكبرى))(432/1):"الْوَلِيد بن صَالح ثِقَة مَشْهُور، وَقد أسْند الحَدِيث مُوسَى بن أعين، عَن عبد الْكَرِيم، عَن عَطاء، عَن عَائِشَة، كَمَا تقدم فِي أول الْبَاب (2)، ومُوسَى بن أعين ثِقَة مَشْهُور، وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم، وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يحسن الثَّنَاء عَلَيْهِ".
    وقال الألباني في ((صحيح أبي داود)):"هذا إسناد صحيح , وأما الدارقطني؛ فقد أعله- على طريقته في إعلال كل إسناد لهذا الحديث،ولو بدون حجة ناهضة- فقد قال:
    " يقال: إن الوليد بن صالح وهم في قوله: عن عبد الكريم؛ وإنما هو حديث غالب "! يريد ما ساقه قبل هذا بإسناده إلى جَنْدَل بن وَالِق: نا عبيد الله بن عمرو عن غالب عن عطاء عن عائشة ... به. قال:" غالب: هو ابن عبيد الله؛ متروك " !أقول: إن عجبي من الدارقطني لا يكاد ينتهي؛ فكيف يجيز رد رواية الثقة أو تخطئته بمجرد قوله: "يقال: إن الوليد بن صالح وهم "؟! ليس هذا من الممكن أن يقال في كل حديث مهما كان شأن رجاله في الثقة والعدالة؟!
    فإن الوليد هذا متفق على توثيقه، واحتج به الشيخان، ولم يتكلم فيه أحد بضعف في روايته , ثم إن الأغرب من ذلك: أنه يخطئه بمخالفة من هو دونه في الثقة والحفظ بدرجات؛ وأعني به، جندل بن والق، الذي جعل (غالب بن عبيد الله المتروك) مكان (عبد الكريم الجزري) ! وإليك ترجمته من "تهذيب التهذيب ":
    " ذكره ابن حبان في "الثقات ". وقال مسلم: متروك. وقال البزار: ليس بالقوي ".فكيف يجوز ترجيح رواية من هذا شأنه على رواية الثقة اتفاقاً؟! يضاف إلى ذلك أنه لم ينفرد بهذا الإسناد؛ بل تابعه محمد بن موسى بن أعين عن أبيه عن عبد الكريم؛ كما سبق في رواية البزار , وبالجملة؛ فهذا الحديث صحيح لا شك فيه؛ ولو لم يكن له
    من الأسانيد إلا هذا لكفى حجة؛ فكيف وله طرق أخرى ..".
    وله طريق آخر عن عائشة :
    أخرجه أحمد(24329-الرسالة), وابن ماجه(503) ,والدارقطني (257/1-258),البيهقي في "الخلافيات" (446):من طريق مُحَمَّد بْن فُضَيْل وعباد بن العوام وعبدالواحد بن زياد عن الْحَجَّاج، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ زَيْنَبَ السَّهْمِيَّةِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
    " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يُقَبِّلُ، وَيُصَلِّي ، وَلَا يَتَوَضَّأُ ".
    قلت :زينب السهمية: هي بنت محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص. فهي عمة عمرو بن شعيب. وذكرها ابن حبان في الثقات .
    وقال الدارقطني :" زَيْنَبُ هَذِهِ مَجْهُولَةٌ وَلَا تَقُومُ بِهَا حُجَّةٌ" .
    والحجاج قال فيه الدّارقطني: " رجل مشهور بالتّدليس وبأنه يحدث عمن لم يلقه ولم يسمع منه".
    واختلف فيه عليه :
    أخرجه الطبري في "تفسيره" (397/8) :من طريق حفص بن غياث عن حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن زينب السهمية، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، ليس فيه عائشة!
    وأخرجه الدارقطني (142/1): من طريق الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن زينب، عن عائشة.
    قلت : وهذه متابعة قوية لحجاج بن أرطأة .
    وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (509) : عن الأوزاعي عن عمرو بن شعيب، عن امرأة سماها، عن عائشة.
    وأخرجه البيهقي في "الخلافيات" (445) - عن العرزمي عن عمرو بن شعيب، قال: عن أبيه، عن جده، والعرزمي: وهو محمد بن عبيد الله : متروك .
    قال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه.
    وقال ابن معين: لا يكتب حديثه.
    وقال الفلاس: متروك.
    وقال وكيع: كَانَ مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه العرزمي رجلا صالحًا قد ذهبت كُتُبه فكان يحدِّث حِفْظًا فَمَنْ ذَلِكَ أتى.
    وقال القطّان: سَأَلت العرزمي فجعل لا يحفظ، فأتيته بكتاب فجعل لا يحسن يقرأ.
    وقال البخاري: تركه ابْن الْمُبَارَك، وغيره.
    وانظر ((ميزان الإعتدال))(635/3), و((تاريخ الإسلام))(207/4).
    وقال الدَّارَقُطْنِي ّ: ضعيف جدًا. كما في ((العلل)) 5 الورقة 139.
    وقال تركه ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي. كما في ((السنن))له .
    وله طريق آخر عن عائشة :
    أخرجه ابن أبي حاتم في ((العلل))(642/1): سمعتُ َأبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا به عن محمد بن عبد الله بْنِ بَكْرٍالصَّنْعا ني، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشِم ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو سَلاَّم، عَنْ زَيْدٍ العَمِّي ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيق ، عَنْ عائِشَة:((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَبَّلَها، ثُمَّ مَضى لِوَجْهِهِ، وَلَمْ يُحْدِثْ وُضُوءًا)).
    وقال ابن أبي حاتم: "وسمعتُ أَبِي يَقُولُ:أَبُو سَلاَّم هَذَا هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ سَلاَّمٌ الطويلُ ، والحديثُ مُنكَرٌ، وسَلاَّمٌ متروكُ الحديث " .
    قال ابن عبدالهادي في ((شرح علل ابن أبي حاتم))(ص : 215):"ولم يرو هذا الحديث أحدٌ من أصحاب السنن، ولم أره في سنن الدارقطني، ولا في ترجمة سلام الطويل من كتاب
    ابن عدي وابن حبان، والله سبحانه وتعالى أعلم".
    وجاء من حديث أم سلمة بإسناد ضعيف :
    أخرجه الطبراني في ((الأوسط))(136/4):من طريق سَعِيد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد الْأُمَوِيّ قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ(3)، قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَا يُحْدِثُ وُضُوءًا)).
    وقال الطبراني :
    " لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، إِلَّا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، عَنْ أَبِيهِ ".
    قلت : وهذا إسناد ضعيف , فيه يزيد بن سنان بن يزيد التميمى الجزرى ، أبو فروة الرهاوى , ضعّفه الأئمة .
    وقال الحاكم : روى عن الزهرى و يحيى بن أبى كثير و هشام بن عروة المناكير الكثيرة .
    و قال العقيلى : لا يتابع على حديثه .
    وجاء من حديث أبي أمامة بإسناد تالف :
    أخرجه ابن عدي في ((الكامل))(91/4): حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنا عَبد العزيز بن هبار، حَدَّثَنا آدَمُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي إياس اسمه ناهية، حَدَّثَنا ركن بْن عَبد اللَّه الشامي عَنْ مَكْحُولٍ، عَن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قالَ: قُلتُ يَا رَسُولَ اللهِ الرَّجُلُ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ ثُمَّ يُقَبِّلُ أَهْلَهُ وَيُلاعِبُهَا يَنْقُضَ ذَلِكَ وضوءه؟ قَال:(( لا )).
    وقال ابن عدي : " وركن هذا له عن مكحول أحاديث غير ما ذكرته ومقدار ما له مناكير".
    وَرَوَاهُ ابن حبان في ((كتاب الضُّعَفَاءِ)) وَأَعَلَّهُ بِرُكْنٍ، وَقَالَ: "إنَّهُ رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ سِتَّمِائَةِ حَدِيثٍ، مَا لِكَثِيرٍ مِنْهَا أَصْلٌ لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَالٍ"،
    وجاء من حديث ابن عمر :
    أخرجه ابن حبان في ((المجروحين))(201/2): أخبرنا عِمْرَانُ بْنُ فَضَالَةَ الشَّعِيرِيُّ بِالْمَوْصِلِ قَالَ حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَن ابن عمر :(( قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ وَلا يُعِيدُ الْوُضُوءَ )).
    وقال ابن حبان :" غَالب بن عبيد الله الْعقيلِيّ الْجَزرِي من أهل قرقيسيا يروي عَن عَطاء وَمُجاهد روى عَنهُ يعلى بن عبيد والكوفيون كَانَ مِمَّن يروي المعضلات عَن الثِّقَات
    حَتَّى رُبمَا سبق إِلَى الْقلب أَنه كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ بِحَال".

    ______________________________ __________________

    (1) وَهُوَ مَا أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِ الدَّعَوَاتِ مِنْ سُنَنِهِ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ حمْزَةَ الزَّيَّاتِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ
    قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي جَسَدِي وَعَافِنِي فِي بَصَرِي الْحَدِيثَ .
    وقال الترمذي :" هذا حديث حسن غريب ".

    (2)قال عبدالحق الإشبيلي عند( باب ما جاء في الوضوء من القبلة ): " الْبَزَّار: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن يَعْقُوب بن صبيح، ثَنَا مُحَمَّد بن مُوسَى بن أعين، حَدثنِي أبي،
    عَن عبد الْكَرِيم، عَن عَطاء بن أبي رَبَاح، عَن عَائِشَة " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يقبل بعض نِسَائِهِ وَلَا يتَوَضَّأ ".
    عبد الْكَرِيم هُوَ الْجَزرِي، ثِقَة جليل.
    قلت : وهذه متابعة قويّة للوليد بن صالح , وقال عبدالحق الإشبيلي : " لا أعلم له علة توجب تركه، ولا أعلم فيه مع ما تقدم أكثر من قول ابن معين: حديث عبد الكريم
    عن عطاء حديث رديءٌ , لأنه غير محفوظ , وانفراد الثقة بالحديث لا يضره ".
    وقال الحافظ ابن حجر في "الدراية" (ص 20) : " رجاله ثقات ".
    وقال الزيلعي في ((نصب الراية))(74/1):" وَعَبْدُ الْكَرِيمِ: رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ وَأَخْرَجَ لَهُ الشَّيْخَانِ، وَغَيْرُهُمَا، وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُمْ،
    وَمُوسَى بْنُ أَعْيَنَ مَشْهُورٌ، وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ، وأبوه مشهور، روى له البخاري، وإسماعيل: روى عَنْهُ النَّسَائِيُّ، وَوَثَّقَهُ. وَأَبُو عوانة الاسفرائني،
    وَأَخْرَجَ لَهُ ابْنُ خُزَيْمَةُ فِي صَحِيحِهِ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ...".

    (3)ووقع في ((نصب الراية))(75/1) : بدل ((أم سلمة)) : (( أبوهريرة))! .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2015
    المشاركات
    105

    افتراضي

    جزاك الله خيرًا أخي أحمد أبا أنس , وهذا ما يسّره الله تعالى لي في تحقيق هذا الحديث فإن أصبت فمن الله , وإن أخطأت فأستغفر الله وأتوب إليه

  8. #8

    افتراضي

    بارك الله فيكم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2015
    المشاركات
    105

    افتراضي

    وفيك بارك الله أخي أبا محمد ريان الجزائري وجزاك الله خيرًا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •