بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه ، وبعد : ـ
أيها الأحبة الكرام :ـ
يقول الله تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً }[ الأنعام :من الآية 112]
ويقول الله تعالى :{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }[ الفرقان:31].
قدمنا من قبل على صفحات هذا الموقع المبارك عدداً من المقالات التي تتكلم عن الكذاب اللئيم زكريا بطرس ، كانت مرحلةً أولى في التصدي لهذا الكذاب اللئيم وردّه عن عرض الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن الدين ، وبيّنا كيف أنه كذاب لئيم وليس مبشر عظيم كما ادعى هو ، عليه من الله ما يستحق .
واليوم إن شاء الله تعالى في هذا الملف نعرض لشبهاته حول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي طيات الكلام نزيد الأمر بياناً لمن لم يقرأ ، ولمن بقي في نفسه شك من أن هذا الرجل كذاب لئيم .
وقبل أن أقدم لحضراتكم بحثي دعني أعرض عليك ما يتكلم به بطرس اللئيم على رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
هكذا يتكلم بطرس اللعين على سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم :
يتكلم الكذاب اللئيم زكريا بطرس ، ويتكلم غيره ، بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان شهوانيا لا همَّ له إلا النساء ، تزوج ستة وستين (66) امرأة غير سيدات المتعة( 1) ، وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستولي على زوجات أصحابه بـ ( العافية ) أو بـ ( المحايلة ) ويعد من هؤلاء ـ الذين استولى عليهم بالعافية أو المحايلة ـ زينب بنت جحش وصفية بنت حيي وجويرة بنت الحارثة والفتاة الفزارية (2) ، ومن وقعت عليها عينه وأعجبته تحرم على زوجها في الحال (3) . يقول وقد أخذ تصريحاً بأن يتزوج من يشاء .ويقول أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يطوف على نسائه كلهم في ليلة واحدة (4) ، وكان يحض على النكاح ـ وهو يفسر النكاح بالجماع ـ ويقول النكاح من سنتي (5) ، وكان يباشر زوجاته وهن حائضات ـ ويتأفف عند ذلك ـ وأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يُقَبِّل زوجاته وهو صائم ، ويقول بأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان فناناً (6) ، وأنه يمكن استخراج كتاب جنسي بعنوان ( من أقوال الرسول )(7) ـ قبَّحه الله ـ ، ويقول أنه كان يعجب من الدنيا بثلاثة أشياء ( النساء والطيب والطعام ) ثم يعلق قائلا باللهجة العامية المصرية ( الشيء ولزوم الشيء ، يعني هيجيب طاقة من فين للنساء إلا لمّا يملاها تمام ) (8) . ثم يختم قائلا أن هذا كله قليل من كثير ولكنه سكت عن هذا الكثير لأن ذكره ـ أي الرسول صلى الله عليه وسلم ـ قبيح .!! قبَّح الله بطرس ومن قال بقول بطرس .
ويقول أن الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان قتّالا يقتل المعارضين من النساء والرجال .. لا صبر له على المخالف .. أيا كان هذا المخالف رجلا كان أو امرأة ، صغيرا كان أو كبيرا .. يقتل بأبشع الطرق (9) . هكذا يقول هذا الكذوب .
هذه هي الصورة التي يرسمها بطرس للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قتَّالٌ للرجال مِزْواج للنساء ، ويسأله المذيع مرة في برنامج أسئلة عن الإيمان : ألم يكن في محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير ؟
فأجاب : بلى . كان فيه خير ، كان يداعب زوجاته ، يغتسل هو وعائشة في ( طشت ) واحد ، ويجري ورائها وتجري ورائه .. يرشها بالماء وترشه بالماء .. !! .
هذا هو الخير الذي وجده في سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .!!
وقفه :
قال أحدهم بعد أن اطلع على ما يقوله بطرس : حقدَ على شخص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنزع منه كل خير ، ومعلوم بالبديهة أن شخصا أقام أعظم دولة في التاريخ لا زالت موجودة إلى اليوم ، وشخص حظي بكل هذا الحب والهالة من التعظيم والتقدير ، ولا زال أتباعه يحبونه إلى الآن أشد من حبهم لأنفسهم لن يكون بهذه الصورة .فأخو الخنا لا يسوس الناس ولا يقود الجيوش ، ولا يقيم الدول ، والغليظُ القتال ضيقُ الصدرِ لا يحبه الناس.. يهابونه ثم يلعنونه بعد موته ، أما هذا فحبيب لا زال . نفديه بالنفس والأهل والمال .يكفي هذا للتدليل على كذب بطرس .
لماذا الرد على بطرس ؟
قلتُ : وزكريا بطرس ليس فردا ، وإنما توجها عاماً داخل النصرانية اليوم ، وكلامه يؤيده الأقباط جميعهم ، بين مُقِلٍّ ومستكثر ، فلم نسمع إلى الآن من ينتقده بل ينقلون قوله ويفرحون بفعله ويعدونه ( صوتا صارخا في البرية ) . ويمكن القول بأن هذا هو التصور الذي في ذهن نصارى اليوم عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .ولذا وجب الرد على الشبهات ، ونحن هنا نتوجه لشبهاتهم ونمتطي بطرسا كنموذج ، نريد أن نزيل الغمة عن الحيارى من هذه الأمة ، وبطرس لأنه حوى جميع خبائثهم ، وقال بجميع ما يتكلمون به .
السؤال :أحقا ما قال بطرس ؟
: أبدا ، ولا شيء مما قال بطرس حقٌ .
: من أين له بهذا الكلام إذا ؟
: بالكذب المباشر ، أو بالكذب غير المباشر .. يقطع النص من سياقه العام ويفسره من رأسه ، أو يعتمد الضعيف والشاذ وما لا يصح من الأحاديث وأقوال العلماء .
: وضح كلامك .
: حاضر . أوضحه في عدد من المباحث هي :
1. ـ كيف تتكون شبهات النصارى بشيء من التفصيل .
2. ـ بطرس يكذب فيما يتكلم .
3. ـ علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بالجنَّ ، وكذا جميع الأنبياء .
4. ـ الفتاة الفزارية وزواج النبي صلى الله عليه وسلم ـ من السيدة عائشة وزينب وجويرة وصفية رضوان الله عليهن .
5. ـ لهذا قتلهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهنا فصل في بيان الحكمة من تشريع الجهاد .
6 ـ ما يخفيه بطرس على مستمعيه .
7. ـ الناسخ والمنسوخ عندنا وعندهم .
وعمّا قريب إن شاء الله تعالى أنتهي من مبحث أخير بعنوان جناية زكريا بطرس على النصرانية وألحقه بهذا البحث .
أسأل الله أن يتقبل ويبارك ، وأن يكتب أجر من قرأ ومن نشر ومن كتب أضعافاً مضاعفة ، بفضله وكرمه ومنته
وإلى البحث من هنا :
http://www.ebnmaryam.com/***/modules......t=&book=427
===========================
( 1) في الصميم الحلقة الخامسة عشر. د/24 ، وأسئلة عن الإيمان الحلقة 62 .د/9، وكرر ذات الكلام في الحلقة 39 من أسئلة عن الإيمان د/6،7 ، والحلقة 9 من برنامج حوار الحق د/ 23 وما بعدها وفي هذه الحلقة تفصيل لكذبه .وكرر ذات الكلام في الحلقة 39 من أسئلة عن الإيمان د/6،7.
(2) حوار الحق الحلقة التاسعة د/14، والحلقة 39 من أسئلة عن الإيمان د/17، 18 ، أسئلة عن الإيمان الحلقة 94 د/14 ، (2)أسئلة عن الإيمان الحلقة 95 بداية الحلقة .
(3) حوار الحق الحلقة التاسعة د/15
(4) حوار الحق الحلقة التاسعة د/19
(5) حوار الحق الحلقة التاسعة د/ 21:36
(6) حوار الحق الحلقة التاسعة د/ 21:36
(7) حوار الحق الحلقة التاسعة د/21:40
(8) حوار الحق الحلقة التاسعة د/17
(9) الحلقة 37 من أسئلة عن الإيمان د /4 ، وما بعدها ، وكل هذه الحلقة على هذا النحو . وهو كلام يردده كثيرا .
أخواني الكرام في هذا المنتدى المبارك
وهذا البحث سأقوم ـ إن شاء الله ـ بطباعته ، وهو تكملة لبحث آخر طرح في السوق من أشهر ، فأرجو التصويب إن ثم خطأ شرعي .