06-06-2015 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث فها هو أشهر كتاب الرواية بالجزائر "رشيد بوجدرة" يجهر بإلحاده علانية على وسائل الإعلام، وذلك في برنامج بثته قناة "الشروق" الجزائرية منذ أيام، مما أثار جدلا كبيرا في فضاء مواقع التواصل الإجتماعي بالبلاد، بين من اعتبر تصريحات بوجدرة "حرية معتقد" وبين من اعتبره " إهانة للإسلام " بالجزائر.
لا يمكن تجاهل دور تسلل العلمانية والشيوعية إلى بلادنا العربية والإسلامية في شيوع انتشار ظاهرة الإلحاد بين شباب المسلمين، تحت قناع التظاهر بالعلم وإعمال العقل تارة، وقناع الزعم بنصرة الفقراء والمساكين والكادحين تارة أخرى.
وعلى الرغم من انفتاح المجتمعات الإسلامية منذ مدة – ليست بالقصيرة - على جميع التيارات الفكرية الوافدة إلى أبنائه عبر ثورة الاتصالات المعاصرة، وذلك دون تحصين مسبق تحمي عقيدة هؤلاء الشباب من شبهات تلك التيارات فضلا عن أطنان من الشهوات...إلا أن الإلحاد - حتى وقت مضى ليس ببعيد - لم يكن ليجرؤ على الجهر بكفره وعدم إيمانه بوجود إله على وسائل الإعلام، وإن كانت حربه ضد ثوابت الإسلام وبدهيات العقيدة الإسلامية غير خافية على أحد.
وفي تطور ملحوظ ضمن الهجمة الشرسة على ثوابت الإسلام ومقدساته في الشرق والغرب مؤخرا، بدأت ظاهرة الإلحاد تخرج إلى الظهور والعلن في بلادنا العربية والإسلامية، بعد أن كان رموز العلمانية والشيوعية العرب يزعمون أنهم لا يؤمنون إلا بالجانب الاقتصادي والسياسي من العلمانية –اللادينية – أوالشيوعية الملحدة، وهو ما يشكل – بلا شك – خطرا كبيرا على الهوية الإسلامية.
فها هو أشهر كتاب الرواية بالجزائر "رشيد بوجدرة" يجهر بإلحاده علانية على وسائل الإعلام، وذلك في برنامج بثته قناة "الشروق" الجزائرية منذ أيام، مما أثار جدلا كبيرا في فضاء مواقع التواصل الإجتماعي بالبلاد، بين من اعتبر تصريحات بوجدرة "حرية معتقد" وبين من اعتبره " إهانة للإسلام " بالجزائر.
وعلى الرغم من أن موقف "بوجدرة" من الإسلام معروف منذ عقود، لكن وقوفه ببرنامج تلفزيوني، وجهره بالإلحاد، أثار صدمة لدى الجزائريين، إزاء جرأة الرجل في الجهر بذلك، وسط مجتمع معوف بهويته الإسلامية الراسخة.
وقال بوجدرة في البرنامج التلفزيوني "المحاكمة" على شاشة قناة "الشروق" الجزائرية: " لو لم أكن ملحدا لإعتنقت البوذية دينا"، وكان بوجدرة في كل مرة يقسم بأمه بدلا من الله.
وسألت مذيعة البرنامج الروائي بوجدرة البالغ من العمر 74 عاما، إن كان يؤمن بالإسلام، فقال "لا".
وإذا كانت بعض الأصوات العلمانية المدافعة عن تصريحات "بوجدرة" قد استنجدت ببند حرية المعتقد الذي يكفله الدستور الجزائري لمواطنيه، فليت شعري لماذا لما تراعى أمثال هذه الحقوق المنصوص عليها في الدساتير العربية إلا مع أعداء الإسلام ؟!
وعلى الرغم من التنديد بتصريحات "بوجدرة" الإلحادية من قبل "جمعية العلماء المسلمين"، من خلال صدور بيان لها أمس الجمعة تعتبر فيه التصريح جهرا خطيرا جدا وجب الوقوف عنده، داعية الرجل إلى التوبة، ومن قبل رئيس "جبهة الصحوة الإسلامية"، حمداش زراوي الذي اعتبر التصريحات "مستفزة"، ناهيك عن مطالبة رواد شبكات التواصل الاجتماعية، خاصة "فيسبوك"، الحكومة الجزائرية بإقامة الحد على الروائي رشيد "بوجدرة".....
إلا أن الواضح أن أي إجراء لن يُتخذ من جانب الحكومة ضد تصريحات "بوجدرة"، بل ربما تمكنه هذه التصريحات لاحقا من الفوز بجائزة أدبية، مثلما حدث مع الروائي الجزائري كمال داوود الذي تمت إستضافته بقنوات تلفزيونية فرنسية، وفاز لاحقا بجوائز أدبية معتبرة القيمة، بعد تصريحاته ضد اللغة العربية بداية بناير من العام الماضي.
لم يكن جهر "بوجدرة" بالإلحاد على وسائل الإعلام العربية والإسلامية هي الحادثة الوحيدة مؤخرا، بل هناك أمثلة أخرى على تمادي العلمانيين العرب في الجهر بإلحادهم على وسائل الإعلام، فها هي مجموعة من الملحدين العرب يتجهزون لإطلاق قناة تلفزيونية تمثلهم تحت اسم "العقل الحر"، وقد زعموا أنها من أجل نشر الفكر العلماني، إلا أن أحد رموز هذه القناة المنتظرة "أحمد حرقان" قد اعترف في لقاء مع برنامج "مصر الجديدة" على قناة "الحياة" المصرية في 16 نوفمبر من العام الماضي بإلحاده بقوله: "أنا أعتنق فكر الإلحاد لعدم وجود إله لهذا الكون، ناهيك عن أن المنتج العراقي "خلدون الغانمي" الذي افتتح في أمريكا تلفزيون "صوت أمريكا" لم يخف هدفه من وراء ذلك حيث جعل عنوان التلفزيون :"قناة إلحادية شرق أوسطية تتحدى المحرمات".
إنها الحرب على الإسلام من قبل العلمانيين العرب تخرج من الخفاء إلى الجهر والعلن، ولا بد أن تواجه من كافة المستويات: الحكومية والعلمية الدعوية الإسلامية والشعبية، وإلا كان أثرها على المجتمع الإسلامي جد خطير.