قال الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث 2 673 ـ ط علي الحلبي ـ تحت النوع الرابع والستين:
وقد كان جماعة من سادات العلماء في زمن السلف من الموالى.
وقد روى مسلم في صحيحه(1): أن عمر بن الخطاب لما تلقاه نائبُ مكة أثناء الطريق في حج أو عمرة، قال له: "من استخلفت على أهل الوادي؟" قال: ابن أبزى. قال: ومن ابن أبزى؟ قال: رجل من الموالي. فقال: "أما إني سمعت نبيكَم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله يرفع بهذا العلم ( لفظ مسلم : الكتاب ) أقواما، ويضع به آخرين".
وذكر الزهري(2) أن هشام بن عبد الملك قال له: من يسود مكة؟ فقال: عطاء. قال: فأهل اليمن؟ قال: طاووس. قال: فأهل الشام؟ فقلت: مكحول. قال: فأهل مصر؟ قلت: يزيد بن أبي حبيب. قال: فأهل الجزيرة؟ فقلت: ميمون بن مهران. قال: فأهل خراسان؟ قلت: الضحاك بن مزاحم. قال: فأهل البصرة؟ فقلت: الحسن بن أبي الحسن.(3) قال: فأهل الكوفة؟ فقلت: إبراهيم النخعي.
وذكر أنه يقول له عند كل واحد: أمن العرب أم من الموالي؟ فيقول: من الموالي. فلما انتهى قال: يا زهري، والله لَتَسُودَنَّ الموالي على العرب، حتى يُخطبَ لها على المنابر والعرب تحتها ، فقلت: "يا أمير المؤمنين، إنما هو أمرُ الله ودينُه، فمن حَفِظَه سادَ، ومن ضيَّعه سقَطَ".
قلت: "وسأل بعض الأعراب رجلًا من أهل البصرة فقال: من هو سيد هذه البلدة؟ قال: الحسن بن أبي الحسن البصري. قال: أمولى هو؟ قال: نعم. قال: فبم سادهم؟ قال: بحاجتهم إلى علمه، وعدم احتياجه إلى دنياهم. فقال الأعرابي: هذا لعمر أبيك هو السّؤْدَدُ.أهـ
_________
(1) برقم ( 817 ) .
(2) راويها عن الزهري هو الوليد بن محمد المُوَقّري ، وقد رواها ـ إليه ـ الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 245 ـ 246 .
وقال الذهبي في السير 5 / 85 : الحكاية منكرة ، والوليد واهٍ .
(3) هو الإمام المشهور الحسن البصري .