بسم الله الرحمن الرحيم


...... ونحن من جانبنا إذ نتناول الرسم القرآني في المصاحف المطبوعة الاولى نفترض أن تمثّل النسخة المخطوطة المرشحة والمقدمة للطباعة والنشر من لجان الفحص والطبع لكتاب الله تعالى , تمام الذروة في التطابق مع حقيقة رسم النص الحكيم في صورته ولفظه ومعناه ومثلما كان يقرؤه السلف الصالح من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ) والتابعين وتابعيهم ( رضي الله عنهم ) ومثلما كان يؤكد على الالتزام بكتبته الأولى الفقهاء الأربعة وأئمة العلم وعلماء الرسم والخط القرآني وهجائه , وهو الامر الذي يؤكّده اليوم بين حين وآخر مجمع الفقه الاسلامي المنبثق عن رابطة العالم الاسلامي في (عدم جواز تغيير رسم المصحف العثماني ووجوب بقائه على ماهو عليه ليكون حجةً خالدة على عدم تسرب أي تغيير أو تحريف في النص القرآني وإتباعآ لما كان عليه الصحابة وأئمة السلف رضوان الله عليهم اجمعين ).

وحيث أن عديدٌ من المعنيين والمهتمين بالكتاب الكريم ممن كتبوا حول رسم المصحف الشريف في أوائل عهد الطباعة سواءٌ في مكة المكرمة أو في مصر أو في العراق قد اشاروا الى ماجرى من تساهل في طبع المصاحف في البلدان الاسلامية , وهو ما قد ينطبق على مصحفنا الأيراني المنشور من مؤسسة مطبوعاتي علمي { elmi } في طهران , وينطبق ايضا على غيره من المصاحف الأيرانية الاخرى ومصاحف البلدان العربية و الأسلامية التي تأثرت الى حد ما برسم الاملاء في القرون الاخيرة من تاريخنا نحن المسلمين , فأن المُتَعيّن في رسم المصحف الذي يوافق خط ورسم النص الحكيم وقراءته المشهورة في أي دراسةٍ تتتبع رسمه العثماني الاول كلما أمكن , هي الهدف الديني والشرعي الأسمى الذي يظل الغاية المقصودة عبادياً ولغوياً وتاريخياً وتعليمياً عند كل طباعةٍ ونشرٍ للمصحف الشريف في الأمة الأسلامية وهو الامر الذي يتوخّاه مجمع الملك فهد ( رحمه الله ) في المدينة المنورة .
انتهى بحمد الله تعالى
محمد احمد محمود – العراق