تناول الإعلام المصري موضوعا دينيا حول ظهور جهاز الكتروني سينتج قريبا
يقول عنه مخترعه : إنه يمثل الذكاء المعرفي الإلكتروني في عالم التقنية العلمية والشرعية، وصُمّم الجهاز على أن يكون مفتيا يقوم بالإجابة على أسئلة المستفتين.
ملحق (الدين والحياة) استشرف آراء بعض الفقهاء والدعاة السعوديين حيال رؤيتهم لهذا المفتي الالكتروني القادم للساحة الشرعية، وهل يوافقون على طبيعة عمله الجديد والذي سيزاحم الفقهاء
في البداية عارض فضيلة الدكتور هاني الجبير القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة فكرة المفتي الإلكتروني بقوله “ الفتوى لا تنقل عن موضعها,كما قرر ذلك أهل العلم, لأن الفتاوى تتفاوت بتفاوت الزمان والمكان والحال, والمفتي يحتاج للاحتراز عن تعبيرات المستفتين التي قد يريدون بها غير الواقع, أوتوجيه المفتي لما يريدون، ويحتاج المفتي أيضا لمعرفة الأعراف المتبدلة والمتغيرة ومع ذلك فهولابد أن يعرف الأدلة النصية والاجتماعية والقياسية وطرق الاستدلال بها “ وبين من خلال حديثه “ المستفتي يحتاج للاطمئنان على سلامة رأي العالم من خلال اقتناعه بتدين المفتي وتمكنه العلمي وحسن مسلكه “ .
وأضاف “ أن البرنامج الحاسوبي لا يمكن أن يتحقق فيه ما يلزم المفتي , ولا يحقق ما يحتاجه المستفتي فهوقاصر في هذه الجوانب لكونه ليس كائنا متفاعلا مع المجتمع يدرك حراكه وتغيراته وتفاوت أحواله ومهما كان فيه من مهارات فسيظل قاصرا في هذا التفاعل وفي تحقيق احتياج المستفتي النفسي وهذا يمنع الانتفاع به أوالاعتماد عليه “ وأقترح فضيلته أن ينتفع بالجهاز من ناحية أخرى بقولة “ ولكن هذه الفكرة الذكية جميل أن ينتفع بها في تعليم أحكام الشرع بأن تعرض للباحث وطالب العلم في كل مسألة يطلب بحثها مثل : النصوص الشرعية والنقول الفقهية, والترجيح بينها بنظر تجريدي غير مرتبط بحالة مستفتي معين بل على وجه التعليم والدلالة كما في محركات البحث وليس على وجه الإفتاء, بل أحسب أن ذلك مفيد جدا للفقيه والمفتي وطالب العلم والباحث سواء وافق رأيه أوخالفه وهويعطيه نظرة أورأيا يمكن مناقشته أو تطويره وتعديله ليخرج بالحكم الأمثل في اجتهاد الفقيه أو المفتي “
جهاز أصم وابكم
من جهته قال فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحيم بن صمايل السلمي الفقيه المعروف “ لا أؤيد لهذا الجهاز القيام بالفتوى, لأن أحوال الناس متنوعة ومختلفة وغير منضبطة كذلك, وبيئاتهم متنوعة, و الفتوى تختلف زمانا و مكانا و من مكان إلى آخر “ و أضاف فضيلته “ أنه من الممكن أن يكون هناك جهاز توضع فيه مجموعة من الفتاوى و يصبح مثل كتب الفتاوى التي تباع في المكتبات بهدف التثقيف و الفائدة العامة “ و نوه أنه “ إذا كان الشخص يعتقد أن هذا الجهاز يعطي السائل فتوى صحيحة كليا فهذا خطأ, لأن الشخص حينما يأتي للمفتي فيسأله المفتي عن بعض أحواله مثل أمور الزواج و هل هو بالغ أو غير ذلك بحسب الفتوى و حالتها و ما هي الأحوال التي يحتاجها المفتي, و بناء على ذلك فإنه لا يصح أخذ الفتوى من جهاز أصم و أبكم لا يدرك شيئا بل كيف يمكن أن يكون هناك جهاز يفتي الناس بحيث يستغني الناس عن المفتيين و المعنى أنهم يصبحون ليس لهم داعي و هذا مفهوم خاطئ “
الجهاز لا يفتي
و قال الدكتورعلي الشبل أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود بخصوص المفتي الإلكتروني “ لا يصح أن يكون هناك جهاز للإفتاء يقوم مقام المفتي أو ما يسمى “ مفتي الكتروني “ لأن الإفتاء ليس عرض معلومات و إنما هو فقه بالأدلة و تكييفها الشرعي و الواقعي بنفس أحكام الشريعة التي جاءت في الكتاب و السنة و الإجماع و القياس و مصادر الأدلة التي ينزلها على الوقائع المعينة و الأحوال المختلفة و هذا الجهاز بالتأكيد أنه عار عن الفهم و إنما هو بحسب ما يشحن فيه من معلومات و يغذى فيه من بيانات و أشار إلى أنه من الممكن أن يستعين به المفتي في استحضار بعض المعلومات بقوله “ و من الممكن أن يستعين به المفتي في استحضار الأقوال و الأدلة و ترجيحاتها و مناقشاتها و تعليلاتها كذلك, أما أن يفتي بنفسه فلا يصح ذلك, لأن المفتي يحتاج إلى تنزيل الحكم الشرعي على قضية معينة و هي ما تسمى بالتكييف الفقهي و الواقعي “ و بيَن أن “ العلماء ذكروا أن للاجتهاد و الفتاوى شروطا أحدها أن يكون عالما بفقه المسألة التي يفتي بها بمطابقتها للواقع بحيثياتها التي تحتمها الدليل الشرعي إما بالإباحة أو بالتحريم أو بالتفضيل أو بالكراهة أو الإستحباب و الوجوب و المسائل الثابتة تحتاج أن تكون ملائمة للمستفتي مثل حكم الصيام الوجوب و لكن الكبير والصحيح و المعتوه لكل واحد منهم حكم مختلف و الله أعلم “
صحيفة عكاظ http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2008...0327183399.htm
تعليق
لقد اتفق هؤلاء المشايخ على جزئيات معينة ومحاولة للاستفادة من هذا الجهاز بشرط عدم اعتباره مفتيا لحالات المستفتي . وهذا بدون اتفاق منهم كإصدار بيان ونحوه
فأقول : سبحان الله
هكذا الرجال حينما يبحثون عن الحق ويتكلمون به ، يتفقون حتى في كثيرٍ من الجزئيات .