من هو أتاتورك؟
ولد مصطفى كمال أتاتورك سنة (1299هـ = 1880م)
بمدينة "سالونيك" التي كانت خاضعة للدولة العثمانية،
أما أبوه فهو "علي رضا أفندي"
الذي كان يعمل حارسًا في الجمرك،
وقد كثرت الشكوك حول نسب مصطفى،
ويذكر الكاتب الإنجليزي "هـ.س. أرمسترونج"
في كتابه: "الذئب الأغبر"
أن أجداد مصطفى كمال من اليهود الذين نزحوا من إسبانيا
إلى سالونيك وكان يطلق عليهم يهود الدونمة،
الذين ادعوا الدخول في الإسلام.
ويعلق توني على نسب مصطفى كمال قائلا
" إن دما يهوديا يجري في عروق الأسرة الكمالية
فقد كانت سالونيك مهبط اليهود أيام محنتهم
وقد درؤوا الفتنة عنهم باعتناق الإسلام .....
ويقول أسامة عيناى :
إن الدونمة يعتزون كثيرا بأتاتورك
ويعتقدون اعتقادا راسخا أنه منهم
وحجتهم في ذلك أن أتاتورك أسفر عن نياته
ضد الإسلام حين تولى الحكم .
• بداية الصعود
تخرج أتاتورك من الكلية العسكرية برتبة نقيب أركان حرب
وبعد تخرجه عين ضابطًا في الجيش الثالث
في سالونيك وبدأ نجمه يسطع
عندما عين قائدًا للفرقة 19أثنا الحرب العالمية الأولى
ورقي إلى رتبت عقيد ثم عميد
بعدما تظاهرت القوات البريطانية بالهزيمة أمامه مرتين .
• صناعة الزعيم :
كانت اللعبة العالمية للقضاء على الخلافة العثمانية
تستدعي اصطناع بطل تتراجع أمامه جيوش الحلفاء الجرارة
وتمت صناعة الزعيم بواسطة المخابرات البريطانية
على يدر رجل المخابرات البريطاني (أرمسترنج)
الذي تعززت علاقة مصطفى كمال به في فلسطين وسوريا
عندما كان أتاتورك قائدا هناك في الجيش العثماني ؛
وبسبب هذه العلاقة الحميمة مع المخابرات البريطانية
تخلى عن الدفاع عن فلسطين
فقام بإنهاء القتال مع الإنجليز
وسمح لهم بالتقدم شمالاً دون مقاومة،
وأصدر أوامره بالكف عن الاصطدام مع الإنجليز.
ومما هو جدير بالذكر
أن أتاتورك كان كثير الفرار أمام الأعداء
حتى قيل إن فراره امتد من الشام إلى بلاد الأناضول
في الحرب العالمية الأولى .
وفي عام 1338هـ احتل الحلفاء واليونان أزمير
فظهر مصطفى كمال بمظهر المنقذ
لشرف الدولة العثمانية
فقام باستثارة روح الجهاد في نفوس الأتراك ورفع القرآن
وتراجعت أمامه قوات الحلفاء
(مع أنها قادرة على هزيمته !!)
فابتهج العالم الإسلامي بهذا النصر !
وأطلق عليه لقب الغازي
ومدحه الشعراء حتى قال شوقي :
الله أكبر كم في الفتح عجب
يا خالد الترك جدد خالد العرب
وهكذا خُدع المسلمون بهذا الدجل السياسي
فهل نستفيد من دروس التأريخ ؟!!
• إلغاؤه للخلافة الإسلامية :
بعد أن أصبح زعيما وبطلا مناضلا أمام الشعوب الإسلامية
بدأ يفكر كيف يصل إلى سدة الحكم
بدعم صهيوني وصليبيي حاقدين على الخلافة الإسلامية
فدبرت الصهيونية العالمية في عام 1909م
أحداث ما يعرف في التأريخ بأحداث 31 مارت
وقد حدث هذا الاضطراب الكبير في العاصمة
بتخطيط أوروبي يهودي مع رجال (جمعية الاتحاد والترقي)
وكان أتاتورك أحد أقطابها
لعزل السلطان عبد الحميد الثاني - رحمه الله –
وتم عزل السلطان
ووجهت له جمعية الاتحاد والترقي زورا وبهتانا
التهم التالية :
تدبير حادث 31مارت
إحراق المصاحف
الإسراف
الظلم وسفك الدماء
ومن المعروف أن جمعية الاتحاد والترقي تتبنى الأفكار الغربية
ولكنها استخدمت العبارات الدينية
لكسب أنصار لها ضد خليفة المسلمين .
وبعد عزل السلطان عبد الحميد
تولى الخلافة أخوه محمد رشاد
ولكن ليس له من الأمر شيء
فالحكم الحقيقي في يد جمعية الاتحاد والترقي
وفي عام 1314هـ/1923م
فرضت معاهدة لوزان على تركيا جميع الشروط المعروفة
بشروط كرزون الأربع
(وهو رئيس الوفد الانجليزي في مؤتمر لوزون)
وكانت هذه الشروط
التي قبلها أتاتورك كالتالي :-
قطع كل صلة لتركيا بالإسلام
إلغاء الخلافة الإسلامية إلغاء تاما
إخراج الخليفة وأنصار الإسلام من البلاد
ومصادرة أموال الخليفة
اتخاذ دستور مدني بدلا من دستور تركيا القديم
وفي عام 1324/ 1924م
دعا مصطفى الجمعية إلى اجتماع طرح فيه مشروع قرار بإلغاء الخلافة
التي سماها (بالورم من القرون الوسطى)
وقد أجيز القرار الذي شمل نفي الخليفة في اليوم التالي
دون مناقشة ,
وانطفأت على يد كمال شعلة الخلافة
التي كان المسلمون طيلة القرون يستمدون من بقائها
رمز وحدتهم واستمرار كيانهم .
• شيء من آثاره بعد أن وصل هو وحزبه إلى سدة الحكم
لم يُعرف في تاريخ المسلمين مجرم ينتسب للإسلام مثل أتاتورك
وحزبه حزب الشعب الجمهوري
وهذه بعض
جرائمهم في أمة الإسلام :-
أغفل الدستور في عام 1347هـ 1928م
أن تكون تركيا دولة إسلامية
في عام 1342هـ تم إلغاء الخلافة الإسلامية
التي كان المسلمون ينضوون تحت لوائها .
أهمل التعليم الديني ثم أُلغي
وأغلقت كلية الشريعة في جامعة استنبول
في عام 1352هـ 1933م .
اعترفت الحكومة التركية بدولة اليهود في فلسطين
برغم رفض الشعب التركي لذلك .
فرض التعليم المختلط بين الذكور الإناث .
إلغاء المحاكم الشرعية
والعمل بالدستور المدني السويسري
والقانون الجنائي الايطالي
والقانون التجاري الألماني .
حول مسجد آيا صوفيا إلى متحف
وحول مسجد محمد الفاتح إلى مستودع .
حددت عدد المساجد ولم يسمح بغير مسجد واحد
في كل دائرة من الأرض يبلغ محيطها 500متر .
أُلغيَ حجاب المرأة وأمرت بالسفور وألغيت قوامة الرجل .
فُرضت الأحرف اللاتينية بدل من الأحرف العربية .
منع الأذان باللغة العربية .
• وفاته :
توفي هذا المجرم في عام 1356هـ
بعد أن حول تركيا التي كانت مقر الخلافة الإسلامية
إلى دولة لا دينية
والله المستعان
وقد أوصى قبل موته ألا يصلى عليه !!
كتبه / موسى بن ذاكر الحربي