تمايز معنى وإعراب التراكيب في إطار الصيغة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذه التراكيب التي تتمايز من حيث الإعراب في إطار الصيغة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التراكيب:
قال:"
والله أنبتكم من الأرض نباتا "
.
ونقـــول:"والله أنبتكم من الأرض إنباتا ".
كلمة"إنباتا" في التركيب الثاني مفعول مطلق لأنها هي المصدر الأصلي للفعل وبينها وبين الفعل "المبني عليه" منزلة معنى أصلية ، أما كلمة"نباتا" في التركيب الأول فهي نائب عن المفعول المطلق لأنها ليست المصدر الأصلي بل هي مصدر للفعل المشارك له في المادة فقط ، فضعفت منزلة المعنى بينها وبين الفعل "المبني عليه " ، ومثل ذلك :شنئته شنئا ،وشنئته بغضا ، فشنئا :مفعول مطلق لأنها المصدر الأصلي للفعل وبينهما منزلة معنى ، أما بغضا فهي نائب عن المفعول المطلق لأنها المرادف للمصدر الأصلي ، ومثل ذلك :رجع رجوعا رجع القهقرى .........إلخ ،ومعنى "رجع القهقرى" أجمل من "رجع رجوعا" لأنه يدل على الرجوع ونوعه ،فهو يحمل المعنى ومعنى المعنى ،وهذا شأن العدول عن الأصل .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى وإعراب التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس،ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .