25-01-2015 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث فعلى ساحة هذا العالم "الافتراضي" توجد مئات الآلاف من المواقع الهدامة، والموجهة بشكل رئيسي وأساسي لإفساد عقائد المسلمين، فبالإضافة إلى المواقع النصرانية والشيعية وغيرها من المواقع التابعة للملل الباطلة والمذاهب الفاسدة؛ المروجة لأفكارهم، هناك العديد من المواقع الصريحة في دعوتها إلى الإلحاد والكفر بالله عز وجل.
للعالم الافتراضي، والمقصود به هنا "عالم الانترنت" خطورة كبيرة على معتقد المسلمين، سيما فئة الشباب منهم، وهي الفئة الأكثر ارتياداً لدهاليز هذا العالم العجيب، فعلى قدر ما في "الانترنت" من مصالح ومن سُبل جيدة للدعوة ونشر العلم والإسلام، على قدر ما لهذا العالم من آثار سلبية وأضرار بالغة السوء على عقائد المسلمين.
فعلى ساحة هذا العالم "الافتراضي" توجد مئات الآلاف من المواقع الهدامة، والموجهة بشكل رئيسي وأساسي لإفساد عقائد المسلمين، فبالإضافة إلى المواقع النصرانية والشيعية وغيرها من المواقع التابعة للملل الباطلة والمذاهب الفاسدة؛ المروجة لأفكارهم، هناك العديد من المواقع الصريحة في دعوتها إلى الإلحاد والكفر بالله عز وجل.
وتنتشر الدعوات الصريحة إلى الإلحاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقع الشباب فريسة سهلة لمروجي هذا الفكر الفاسد، في الوقت الذي يغفل فيه كثير من العلماء والدعاة عن هذا الأمر، بل يغفل فيه كثير الهيئات الإسلامية التابعة للدول الإسلامية لطبيعة هذه المواقع ولأهمية الدخول فيها؛ للدعوة ولرد الشبهات التي تُلقى على ساحات صفحاتها من حين لآخر.
فالصفحات التابعة للهيئات الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي كـ"فيس بوك" و"تويتر" محدودة جداً، كما أن طبيعتها الدعوية لا تناسب– في كثير من موادها ومضامينها- المرحلة التي يمر بها العالم، والطبيعة النفسية والعقلية لمرتادي الانترنت هذه الأيام، سيما فئة الشباب منهم.
فعبر صفحات فيس بوك وتويتر تنتشر آلاف المعرفات المشككة في الإسلام والطاعنة في محكماته ومسلماته، وهي صفحات تتحرك بشكل موجه ومدروس لجذب الشباب المسلم، ومن ثم تشكيكه في منظومته العقائدية والفكرية التي يؤمن بها.
لهذا فعلى الدعاة والعلماء النظر بعين الاهتمام إلى هذه النوعية من المواقع والتعامل معها بشكل يواكب اللحظة، وعلى مؤسسات الدول الإسلامية الدينية الرسمية، تجهيز المشاريع العلمية والدعوية والكوادر العلمية لمواجهة هذا السيل الجارف من الانحرافات.
ثم على الدولة "الإسلامية" العمل على تنقية الأجواء الافتراضية، وتجنيب الشباب هذه النوعية من المواقع عن طريق حذفها، وهناك تجارب ناجحة في سياسة الحجب سيما في المملكة العربية السعودية، ومن المواقع التي طُبقت عليها هذه السياسة موقع "الحوار المتمدن" الإلحادي.
وسياسة الحجب لا تكفي وحدها، فهي- فقط- مجرد عامل وقائي، وقد لا يصلح مع كل الناس، فهناك الكثيرون ممن يجيدون التحايل على مثل هذه الأمور، لذا فليس أدوى من الاستعداد الفكري وزيادة النشاط الدعوي وتهيئة الأجواء الواقعية لزيادة الحالة الإيمانية لدي الشباب.