الكتاب الذي بين أيدينا أصله رسالة علمية حصل الباحث بموجبها على درجة الدكتوراه من كلية أصول الدين بالقاهرة، جامعة الأزهر الشريف، وفيه يتناول المؤلف الرد علي الطاعنين في عصمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم، وذلك من خلال عدة قضايا، هادفًا من وراء ذلك بيان أن عصمة الأنبياء وعلى رأسهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرورة دينية، وأنها سبيل حجية وحى الله تعالى من القرآن والسنة.
الكتاب: رد شبهات حول عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في ضوء الكتاب والسنة.
تأليف: دكتور/ عماد السيد الشربيني
نشر: مطابع دار الصحيفة
تاريخ النشر: ط1، 1424هـ،2003م
عدد الصفحات: 608
ـــــــــــ
إن شبهات أعداء الإسلام من المستشرقين حول عصمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمة على إنكار نبوته صلى الله عليه وسلم، إذ لم تكن لدى معظمهم القناعة العلمية، ولا الإيمان الراسخ بهذه النبوة، وبخاصة أولئك الذين جمعوا بين الاستشراق والتبشير، وألبسوا أفكارهم أردية كنسية متطرفة. فقد نشأوا على أديان أخرى، ونفذوا بشئ من العداء لهذه الشخصية النبوية الكريمة، ودفعوا دفعاً مقصوداً للطعن في نبوته، وحملوا حملاً مغرضاً لتجريده من صفاتها، وعلى رأسها صفة العصمة.
الكتاب الذي بين أيدينا أصله رسالة علمية حصل الباحث بموجبها على درجة الدكتوراه من كلية أصول الدين بالقاهرة، جامعة الأزهر الشريف، وفيه يتناول المؤلف الرد علي الطاعنين في عصمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم، وذلك من خلال عدة قضايا، هادفًا من وراء ذلك بيان أن عصمة الأنبياء وعلى رأسهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرورة دينية، وأنها سبيل حجية وحى الله تعالى من القرآن والسنة.
كما سعى المؤلف إلى أن يكون هذا البحث هادياً لمن تأثر من أبناء الإسلام بشبهات أعداء السنة حول عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يوجب على من عرف الحق أن يأخذ بأيديهم إلى بر الأمان.
كما هدف إلى بيان أن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الواردة في صحيح السنة المطهرة تعتبر في ميزان العقل البشرى والعلمي معجزة، لا تستطيع الأمم جميعها في الحاضر والمستقبل أن تفعل مثلها، إذ لم يحفظ لنا التاريخ من بين جميع الأمم، حياة رجل منذ طفولته إلى وفاته، مثلما حفظه المسلمون عن رسولهم صلى الله عليه وسلم بكل دقة، وبكل حب وإخلاص.
وجاء هذا الكتاب في مقدمة، وتمهيد، وأربعة أبواب، وخاتمة.
أما المقدمة فقد ضمنها سبب اختيار الموضوع، وأهميته، وخطة البحث ومنهج البحث فيه، وأما التمهيد فاشتمل على مبحثين، تناول في المبحث الأول التعريف بالعصمة، وبيان دلالتها على حجية القرآن الكريم، والسنة النبوية، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفي المبحث الثاني تحدث عن أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام قرآناً وسنةً وحضارة
وجاء هذا الكتاب في أربعة محاور موزعة على أربعة أبواب:
تحدث المؤلف في الباب الأول (المحور الأول) عن عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدنه ودفع الشبهات عن ذلك، وجاء هذا الباب في فصلين، أما الأول فتحدث فيه المؤلف عن عصمته صلى الله عليه وسلم كما يصورها القرآن الكريم والسنة النبوية، وجاء الفصل الثاني للحديث عن شبه الطاعنين في سلامة عقله وبدنه صلى الله عليه وسلم والرد عليه.
وفي هذا الباب سعى المؤلف إلى بيان عصمته صلى الله عليه وسلم في بدنه من القتل، وفى قلبه، وعقيدته من الكفر والشرك، والضلال، والغفلة، والشك، وعصمته من تسلط الشيطان عليه، مع بيان كمال عقله، وخلقه صلى الله عليه وسلم، ثم أردف ذلك بالحديث شبه الطاعنين في هذا الأمر مع الرد عليهم.
وجاء الباب الثاني (المحور الثاني) في فصلين، تحدث المؤلف فيهما عن عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ الوحي كما يصورها القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم رد على شبهات الطاعنين في هذا الأمر، فأوضح أن نصوص القرآن الكريم، والسنة المطهرة، والسيرة العطرة قد دلت على عصمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب، وأن إجماع الأمة قد انعقد على ذلك.
فمهمة الرسل الأولى التي كلفهم الله عز وجل بها إلى الأمم ليخرجوهم من الظلمات إلى النور، هي التبليغ الذي أوجبه الله تعالى عليهم بمقتضى اصطفائهم للرسالة التي حملهم إياها، فيجب عليهم التبليغ، ويستحيل عليهم أي شيء يخل به ككتمان الرسالة، والكذب في دعواها، وتصور الشيطان لهم في صورة الملك وتلبيسه عليهم في أول الرسالة وفيما بعدها، وسلطه على خواطرهم بالوساوس، لا على وجه العمد، ولا على وجه السهو، ولا في حال الرضى أو السخط، والصحة أو المرض، ويجب على المسلمين اعتقاد ذلك فيهم.
وجاء الباب الثالث للحديث عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اجتهاده والرد على الشبهات في هذا الأمر، وعرضه المؤلف في فصلين، وفيه أوضح المؤلف عصمته صلى الله عليه وسلم في اجتهاده في الإسلام، لأنه اجتهاد محروس بوحي الله تعالى، فإن وافق قوله أو فعله مراد الله تعالى، فالأمر كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان الأمر يحتاج إلى تصحيح أو توضيح أوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك ويصير اجتهاده في النهاية، وحى من الله تعالى، وحجة شرعية إلى يوم الدين.
أما الباب الأخير (المحور الرابع) فكان عن عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في سلوكه وهديه، وفيه دلل المؤلف على عصمته صلى الله عليه وسلم في سلوكه وهديه، فقد كانت أقواله وأفعاله، وأحواله كلها؛ تشريعاً تقتضى المتابعة والاقتداء إلا ما قام به الدليل على أنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم، وعلى ذلك دلائل القرآن الكريم، والسنة المطهرة، واتفاق السلف وإجماعهم عليه. وذلك أننا نعلم من دين الصحابة وعادتهم مبادرتهم إلى تصديق جميع أحواله، والثقة بجميع أخباره في أي باب كانت، وعن أي شيء وقعت؛ وأنه لم يكن لهم توقف ولا تردد في شيء منها، ولا استثبات عن حاله عند ذلك، هل وقع فيها عن وحى أو اجتهاد، وهل وقع فيها سهواً أو عمداً، أو رضاً أو سخطاً، أو جداً أو مزحاً، أو صحة أو مرضاً، أو أي حال كان.
فنسأل الله أن يجزي المؤلف خيراً على جوابه الكافي في هذا الكتاب الماتع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|