الكلمة الطيبة درس ديني .

يقول الله عزوجل في كتابه العزيز بشان الكلمة الطيبة من سورة ابراهيم عليه السلام ( الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها )
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في جزء من حديث له ... والكلمة الطيبة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ) ان مفهوم الكلمة الطيبة يمتاز بنوع من الوسع والشمولية غير محصورفي زاوية ما وفي هذا اللقاء سنعالج فقط بعض الكلمات التي من هذا القبيل , فالاية المباركة تطرحها في صورة بهية مثالية عجيبة اذ قدمت لها وصفا نفعيا راقيا حينما شبهتها بالشجرة المثمرة المغدقة التي يستفيد منها صاحبها وهي راسخة ثابتة لا تسقطها الرياح الهوجاء والتحديات الطبيعية المختلفة لانها شجرة تمثل الحقيقة الناصعة التي لاتقبل النفي والزوال مهما كان على عكس الشجرة الخبيثة التي لا قرار لها بل هي مجتثة مقتلعة من اصلها ولا يستفيد منها صاحبها وانما تضره وتخزيه , قال المفسرون المراد بالكلمة الطيبة وخصوصا ابن عباس هي كلمة الاخلاص الايمانية المتمثلة في : لااله الا الله ) اما الكلمة الخبيثة هي كلمة الكفر المتناقضة تماما مع الاولى . وهذا التوجيه التفسيري يعود بنا الى ما المحنا اليه اعلاه حينما قلنا بان هذ الكلمة محاطة بقوة شمولية لا حدود لها اذ الدين الاسلامي عند التا مل هو كلمة طيبة كما ان ملة الكفر تعني كذالك كلمة خبيثة وفي هذا الا طار يقول مولانا سبحانه ( وجعل كلمة الذين كفرو السفلى وكلمة الله هي العليا ) هذا من الناحية الاجمالية اما التفصيل فليس لاحد اجراؤه اوتحديده بصفة نهائية ابدا لان الشريعة ممتدة امتداد الزمان والمكان ولانسان منظمة لشؤونه الد ينية والدنيوية وتبقى مسيرة الاجتهاد سارية المفعول مهما تطورت الاوضاع الا جتماعية الانسانية فلا التفات الى كلمات الكفر التي ترد على السنة الفاقدين لعين البصيرة والبصر( قال تعالى لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اؤليك كالانعام بل هم اضل اؤليك هم الغافلون ) من تلك الكلمات على سبيل المثال لا الحصر: ان الاسلام ليس دين علم وحضارة انه دين التخلف والرجعية وجاء لفترة معينة واناس معينين انتهت صلاحيته وغيرها من الكلمات الخبيثة المنتنة النابتة في افئدة يلفها الظلام والجهل ’ديننا هو العلم كله وحضارة كله وهذا مستنتج من النصوص العديدة التي تدعوا الى تحريك اجهزة التفكير لدي الانسان وليس هذا مكان ذكرها التزاما بموضوعنا ثم الم يعرف هؤلاء ان اول اية نزلت هي قوله سبحانه: اقرأبسم ربك. اين عقولهم . انه هذيان السكارى وهيم الشعراء وهراء فوق هراء وفراغ في فراغ كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الاكذبا.
ثم الحديث النبوي طرح الكلمة الطيبة والبسها حلة اخرى الا وهي الصدقة بمعنى اننا حينما نختار هذه الكلمة الجميلة كاننا تصدقنا فنحصل على ثوابها وجزائها حسنة ثم الا يغري هذا ببذل الجهود في اتجاه ارسالنا وتبادلنا الا الكلمات الطيبة فيما بيننا حتى نعمر موازيننا بالحسنات التي هي هي معيار الفوز في الاخرة قال تعالى في هذا الخصوص ( فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاؤلئك الذين خسروا انفسهم ) فكفة الميزان تثقل بماذا؟ فلا نجد الجواب لهذا السؤال الا قول ما يلي : تثقل باكتساب الحسنا ت ولا تخف الا بمناقضها وهو اكتساب السيئات ثم مما ينبغي استنتاجه ما دام ان الكلمة الطيبة تضيف الى رصيدنا ثواب صدقة ما فان الكلمة الخبيثة بدورها ايضا تفنيها وتثبت مكانها سيئة ويدخل تحت الكلمة المقبولة شرعا مقولة الصدق وقول الحق فالمؤمن يجب دائما ان يتحرى الصدق في كلامه مع أي كان ان الايما ن يتنافى كليا مع الكذب الذي هو كلمة خبيثة مضرة ومهلكة للحسنات ومنقصة في الميزان انها فرص للنجاح يبن ايدينا تتاح لنا فلا نفوتها وبالتالي سنلحق بالركب الخاسر حسب ما ترشد اليه الاية الكريمة وامر سهل لايحتاج منا الى كبير جهد بدني ولا مالي ولا ولا فقط يتطلب الموقف التسلح بارادة وعزيمة وتصميم وطيد واعتقاد جازم اننا كلما التزمنا بما سبق كلما كنا افضل تحصيلا وارتقاء عند بارئنا سبحانه والعكس صحيح أي كلما فرطنا وابتعدنا عن عدم التزام ما دعتنا الشريعة الى الالتزام به خصيصا في هذا الجانب كلما ارتكسنا وغرقنا في وحل الظلام المرعب والمحزن يوم الدين اذن نحن امام خيارين اثنين لا ثالث لهما اما الالتزام فلنا ما لنا وعدم الالتزام وعلينا ما علينا .

ان التركيز القوي في هذه الجلسة المباركة كما تلاحظون قدتم حول الكلمة الطيبة اما الخبثة سنخصص لها مناسبة اخرى بحول الله .
من الكلمات الطيبة ما ورد في الحديث الذي رواه مالك الحارث بن عاصم الاشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الطهور شطر الايمان والحمد لله تملا الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن او تملأ مابين السماء ولارض ) اي الاكثار من ترديد اللسان مع حضور القلب خشية وخشوعا امام حضرة الملك القدوس وفهم المعنى الذي تدلان عليه تثقلان كفة ميزان حسنات الذاكرين لها عند خالقنا يوم الحساب وعبر بالاملاء كناية عن عظيم ثوبهما بالنسبة للذي يلازم ذكر الله بهما. ويقول الحبيب المصطفى في السياق نفسه ( كلمتان حبيبتان الى الرحمان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) اخرجه البخاري . فعلا هاتين الكلمتين خفيفتان على اللسان ولوانك بقيت مدة طويلة تذكرهما ما حصل لك العياء ولا احسست بالثقل صدق الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى عليه افضل الصلاة وازكى السلام ثم مما يدعو الى الاكثار منها ما تتبو ءاها من منزلة كريمة حبيبة عند الله فلم التغافل عنها وعدم الاكتراث بها كهكذا شانها وحالها .
من الكلمات الطيبة : التحية الاسلامية المعروفة الا وهي السلام عليكم انها كلمة طيبة وحق واجب على المسلم تجاه اخيه اذا لقيه او مر عليه او او. قال عزوجل بخصوص تشريعها ولتزامها بين عباده المومنين ( واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها) . هذا تأصيل قراني اما التا صيل من السنة المطهرة الشريفة يقول خاتم الرسل الكريم عليه السلام :( افلا ادلكم ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم : افشوا السلام بينكم ) أي بادلوفيما بينكم هذه الكلمة الرفيعة الطيبة ستحقق لكم بدون ادنى شك التواد والتحاب الايماني وتعزز القيمة الاخوية وتفتح الابواب الموصدة في وجه بعضكم البعض ونتيجة لهذا سيسود التواصل والتعاون والتضامن على جميع جبهات الحياة فيما بيننا
واخيرا وليس اخرا نجد من الكلمات الطيبة هو ما يصلنا عبر الاثيرليلا ونهارا من الاعلانات المسموعة الايمانية المنطلقة من بيوت الرحمان تدعونا لزيارة المكان قصد اداء الركن الاعظم في ديننا الحنيف الذي هو ايضا كله كلمة طيبة ابتداء ووسطا ونتهاء ومما يجب التنبيه اليه هو : ان كل كلمة في القران كلمة طيبة فكل حرف نقره يكافؤنا ربنا بعشر حسنات حتى قال المصطفى الكريم لا اقول الم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف . بقلم عمر وعلي عبد المالك