غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم
****************************** ****************************** ***********
.............................. .............................. .........................
من أخذتهم العزة بالإثم وتغلغلت فى نفوسهم النزعة العصبية وحِمية الجاهلية وأبواْ حكم الله ورسوله تم غزوهم . من أهم هذه الغزوات :
غزوة بدر :
هى غزوة الفرقان التى فرَقت بين الحق والباطل وتسمى بيوم بدر اليوم الذى التقى فيه الجمعان جمع المسلمين وجمع المشركين ..
مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على بئر توضأوا وشربوا منها ( بئر السقيا ولقد بنى بجواره مسجد السقيا ) .
نزل النبى عليه الصلاة والسلام فى موضع من مواضع بدر واستشار صحابته فى المنزل الذى نزل به فكان المسلمون بالعدوة الدنيا
على ضفة الوادى وجاء المشركون بركبهم أسفل منهم فكانوا بالعدوة القصوى يقودهم أبو سفيان بن حرب ( قبل إسلامه ) .
( إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ )
أقام سعد بن معاذ عريشاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( موضع مسجد العريش حالياً ) .
بشّر الله نبيه ورسوله بالنصر على أعداء الله وغشّى الله المسلمين بأمنة من النعاس وأنزل الله عليهم مطراً كان لهم طهوراً .
وأنزل الله ملائكة من السماء يقاتلون معهم ويثبتونهم ويُنزلوا السكينة فى قلوبهم وألقى الله الرعب والذلة والصَغار فى قلوب المشركين ..
بدأ النزال والقتال ..
رأى المسلمون الكفار أمامهم وكأن عددهم قليل . ورأى المشركون جمع المسلمين أمامهم وكأنهم أذلة
( قلة ) . ( وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً .. وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ .. لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً )
كانت قلوب المسلمين علي الكفار ملتظية وصدورهم منشرحة وآمالهم فى النصر منفسحة وأقدامهم إلى اللقاء مستبقة .
قُتل صناديد قريش وأشرافهم وزعماء شركهم وأئمة ورؤوس كفرهم قُتل أبو جهل وأبو البخترى بن هشام وقتل عتبة بن ربيعة وأخيه شيبة
وقتل أمية بن خلف والنضر بن الحارث ونوفل بن خويلد وقتل عقبة بن معيط وزمعة بن الأسود وغيرهم من الطغاة الكفرة والبغاة الفجرة .
كانوا صرعى مجندلين وطرحى معفرين . وامتلأت أيدى المسلمين بالأسرى والغنائم والأنفال .
كانت غزوة بدر فى شهر رمضان فعظُمت بركته بنصر المسلمين .
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمواراة وطرح من قتل من الكفار فى قُلِب بدر ودفنهم فيها كانمن بين القتلى فى القليب عتبة بن ربيعة وأخيه شيبة
نظر إلىهما أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ( أبيه وعمه ) وقد تغير لونه وبدا الأسى والحزن على وجهه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدخلك شىء يا أبا حذيفة قال لا والله يا رسول الله بل أحزننى ما مات عليه أبى من الكفر والشرك وكنت أدعو الله أن يهديه إلى الإسلام .
نال المسلمون إحدى الحسنيين وهو : النصر على أعداء الله .. ومُنِى المشركون بالقتل والذل والخزى والهزيمة .
ومن مات منهم أو ظل على كفره وشركه فله عذاب أليم فى يوم الدين .
..
يهود بنى قريظة . يهود بنى قينقاع . ويهود تيماء . ويهود طىء . ويهود بنى نبهان . ويهود فدك . ويهود وادى القرى :
أقروا بالتصالح على دفع الجزية وطلبوا العهد والأمان .
..
يهود خيبر ويهود بنى النضير :
أبواْ الإيمان واتباع دين الإسلام أو الإقرار بالجزية وقاموا بتشييد أبراجاً وآطاماً ( البيوت المرتفعة العالية ) يحتمون بها
وبنوا حصوناً وجدراً وصياصى يتمنعون ويتحصنون فيها . ضرب المسلمون الحصارعليهم ثم نزلوا إلى ساحتهم وفتحوا حصونهم
ودمروا آطامهم وهدموا منازلهم ودكوا قلاعهم وزلزلوا ثغورهم وألقى الله الرعب والفزع فى قلوبهم فكانوا سبباً لخراب بيوتهم وديارهم .
يقول جل شأنه : ( هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَاظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ
فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ )
ومن فروا منهم وتمنعوا بين الزروع والنخيل والأشجار تم قطعها عليهم للتمكن من الوصول إليهم .
( مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ )
..
غزوة أحد :
كشف الله فيها قلوب أهل الشقاق والنفاق من المسلمين .
أجمع الكفار والمشركين على الخروج إلى المدينة لحرب وقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقودهم أبو سفيان صخر بن حرب
وزوجته هند بنت عتبة بن أبى ربيعة ( قبل إسلامهما ) وعكرمة بن أبى جهل وزوجته وصفوان بن أمية وزوجته ( قبل إسلامهم )
وجبير بن مطعم وغلام حبشى يدعى وحشى وعبد الله بن أبى ربيعة وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد ( قبل إسلامهم جميعاً ) .
تجهز رسول الله وأصحابه لملاقاتهم وأبى عبد الله بن أبى بن سلول التأهب والإستعداد للقتال هو ومن معه وقالوا
لو خرجنا إليهم لأصابوا منا أما لو جاءوا علينا أصبنا منهم . تخاذلوا وتقاعسوا وقالوا بأفواههم ماليس فى قلوبهم .
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الوادى من جبل أحد وخلفهم جبل صغير يسمى جبل عينين
( وهو مايسمى بجبل الرماة حالياً ) ونظم صفوف أصحابه وبوأ مواضعهم وأنزلهم منازلهم وجعل عدداً منهم على حافة الجبل لحماية ظهور المسلمين
وأمّر عليهم عبد الله بن جبير وقال لهم : ( إلزموا مكانكم واحموا ظهورنا إن كانت النوبة لنا أو علينا ) .
بدأ النزال والقتال : قُتل حامل لواء المشركين طلحة بن أبى طلحة وأخيه نافع وابنه الحارث وقُتل أرطأة بن شرحبيل وسباع بن عبد العزى
وأبو يزيد بن عمير وعثمان بن عبدالله بن المغيرة المخزومى . وقُتل أبى بن خلف رماه النبى صلى الله عليه وسلم بحربته فأرداه قتيلاً .
بانت مصارع المشركين واستوسقت قتلاهم وانكشفوا مهزومين مدحورين .
ماأن رأى الرماة ماحلّ بالكفار تنازعوا واختلفوا : أيبرحون مكانهم أم لا قال لهم أميرهم عبد الله بن جبير :
لا تعصوا نبى الله ولاتبرحوا مكانكم . فانشغلوا وانصرفوا فى حماية ظهور المقاتلين بتنازعهم واختلافهم .
( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ
وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ )
كرّ المشركون عليهم من خلفهم يقودهم خالد بن الوليد ( قبل إسلامه ) فأصيب المسلمون بالكرب والبلاء وانكفأت الخيل
بعضها على البعض وتداخلت ودخل المغفر فى وجْنة نبى الله صلى الله عليه وسلم ( وجهه الكريم ) .
يقول عليه الصلاة والسلام : ( اشتد غضب الله على قوم دَمُوا وجه رسول الله ) رواه الطبرانى
ويقول الواقدى : ( قال سعد بن أبى وقاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشتد غضب الله
على قوم دموا وجه رسول الله واشتد غضب الله على رجل قتله رسول الله )
أكرم الله بالشهادة : سيدنا حمزة بن عبد المطلب ومعه مصعب بن عمير وحنظلة بن أبى عامر ونعيم بن مالك .
وأصيب بالجرح والقرح سعد بن معاذ وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن عباده وأسيد بن حضير والطفيل بن النعمان وقتادة بن النعمان
رضى الله عنهم أجمعين .
....
بان أمر المنافقين وظهر نفاقهم وبدت ضغائنهم وأضغانهم وأخرج الله مافى قلوبهم .
قالوا لقد اغتر المسلمين بدينهم وبنصرهم فى يوم بدر ولو أنهم قعدوا مثلما قعدنا ما أصابهم ما أصابهم .
....
فى صبيحة اليوم التالى ليوم أحد : أمر الله نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم أن يخرج بالصحابة قبل أن يضمدوا جراحهم وعلى ماهم فيه
من القرح والجرح لملاحقة الكفار وقتالهم . هبّ المسلمون إليهم وقاموا بملاحقتهم حتى بلغوا " حمراء الأسد "
ففر المشركون وتفرقوا وتمنعوا فى الكهوف والجبال . يقول العزيز الحكيم :
( الَّذِينَ سْتَجَابُوا لِلَّهِ وَلرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ لْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ )
..
غزوة مؤتة :
كانت ضد امبراطورية الروم فى أرض البلقاء بالشام .
آمنت قبائل بنو سليم وأشجع وغطفان وذبيان وفزارة .. وأبى أمير بصرى النزول على حكم الله ورسوله فتم غزوهم .
كان جيش الروم فى بصرى كثير العدد حشوده عظيمة وعدته وعتاده وفيرة وجحافله كبيرة ويسانده ويظاهره بعض القبائل الأخرى
من لخم وجذام ومن بلى وبلقين وعذرة وبهراء .
نزل المسلمون بقلة عددهم بمكان يسمى "معان " ثم توجهوا إلى "مشارف " وعند "مؤتة " بدأ النزال والقتال .
حمل المسلمون عليهم واشتد القتال وتساقط الكفار من على خيلهم وتخضبت الأرض بدمائهم .
كان زيد بن حارثة يقود المسلمون منّ الله عليه بالشهادة فقادهم جعفر بن أبى طالب وبعد استشهاده قادهم عبد الله بن رواحة فقال
إنّا لانقاتل بعدد ولاقوة ولاكثرة إنما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذى أكرمنا الله به فإنما هى إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة .
وتم تقسيم جيش المسلمين إلى ميمنة وميسرة وإلى قلب وساق ومؤخرة يقودهم خالد بن الوليد وأبلى المسلمون بلاء حسناً فى شتى أنواع وفنون القتال .
هزمت نصارى الروم وهزم جيشها وضربت رقابهم وأعناقهم وسبيت نساؤهم وغنم المسلمون أسلابهم وأموالهم وفتح الله أرضهم للإسلام .
..
غزوة تبوك :
كانت ضد امبراطورية الروم فى أرض تبوك وأيلة ودومة الجندل لعدم نزولهم على حكم الله ورسوله .
وهذه الغزوة تسمى بغزوة العسرة أو الشدة حيث استعد فيها المسلمون للقتال فى وقت وهج الشمس ولظى حرها وقسوة والتهاب سعيرها .
فأتى إلى النبى صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر :
نفرٌ من الضعفاء والمرضى : يطلبون الإذن بالقعود عن القتال لما هم فيه من ضعف ومرض فأذن لهم رسول الله .
ونفرٌ من الفقراء : يرغبون فى الجهاد والقتال ولكنهم لايملكون عدة النزال وليسواْ من ذوى اليسار فأخبرهم النبى
صلى الله عليه وسلم بعدم وجود مايحملهم عليه فانصرفوا وقلوبهم تتفتر ألماً وحزناً وأعينهم تفيض دمعاً وبكاءً
لعدم قدرتهم على مايتجهزون به للجهاد فى سبيل الله ورفع راية دين الله .
( لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ
مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتوْكَ لِتحْمِلَهُمْ قُلْت لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ
توَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ )
ونفرٌ أغنياء وأقوياءٌ أشداء : كرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم وتخاذلوا عن الحرب والقتال وجاءوا إلى رسول الله يطلبون الإذن منه
بالقعود متعللين بلهيب الشمس وشدة حرها . لم يأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يقول جل شأنه : ( إِنمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتأْذِنُونَك َ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ )
تعبأ المسلمون وتوجهوا للنزال : وتخلف الأقوياء الأغنياء الأشداء شغلتهم أموالهم وأهلهم وأولادهم .
( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ
وَقَالُواْ لاَ تنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ )
قبل بدء القتال :
أتت رسل النصارى من أيلة وتبوك ودومة الجندل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبون العهد والأمان
والتصالح والإقرار بدفع الجزية وتبعهم أهل جرباء وأهل أذرح وأهل مقنا .
يقول الدكتور عبد اللطيف الطيباوى فى كتابه " محاضرات فى تاريخ العرب والإسلام " : ( تم عقد معاهدة الصلح بين صاحب إيلة يوحنا بن رؤية
على دفع الجزية وديباجة المعاهدة : بسم الله الرحمن الرحيم هذه أمنة من الله ومحمد النبى رسول الله ليوحنة بن رؤية وأهل إيلة
سفنهم وسياراتهم فى البر والبحر لهم ذمة الله ومحمد النبى ومن كان معهم من أهل الشام وأهل البحر ... ) .
عاد نبى الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم دون حرب أوقتال .
جاء المتخلفون إلى صحابة رسول الله يحلفون بأيمان كاذبة ويقدمون لهم أعذاراً واهية ويبررون سبب تخلفهم وتخاذلهم لكى
يرضواْ ويرضى عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نزل أمر الله بالإعراض عنهم فلقد كشف الله نفاقهم وكذبهم وإفكهم ولسوف ينبئهم الله يوم القيامة بأعمالهم .
( سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتمْ إِلَيْهِمْ لِتعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ .. إِنهم رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ..
يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِترْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن ترْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ..)
وبين الله جزاءهم بأنهم : رجس . ومأواهم عذاب أليم وفى النار خالدين . وأنهم أعراب فسقة فجرة لايعرفون حدود ما أنزل الله .
يقول عز وجل : ( الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ )
وأمر الله نبيه ورسوله أن لايخرج أحدا منهم معه فى قتال فى أى غزوة من الغزوات .
وأمره سبحانه وتعالى بأن لايصلى على أحد منهم مات أبداً وأن لايقم بالوقوف على قبر أىٍ منهم إذا مات .
يقول سبحانه وتعالى : ( فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً .
وَلَن تقَاتلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنكُمْ رَضِيتم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ .
وَلاَ تصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّات أَبَداً . وَلاَ تقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنهم كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ )
..
يوم حنين :
كانت ضد الكفار والمشركين فى هوازن وكان زعيمهم مالك بن عوف الأنصارى ( قبل إسلامه ) .
خرجوا برجالهم ونسائهم وأبنائهم وركبهم وركابهم حتى كان يُسمع رغاء بعيرهم وبكاء صغيرهم وصهيل فوارسهم وخيلهم
من وادى أوطاس ( واد قريب من وادى حنين بين مكة والطائف ) .
نزل المسلمون بأرض حنين وقد أخذهم العُجب لكثرة عددهم واغتروا بوفور عدتهم وعتادهم .
كرّ المشركون من كمائنهم عند مدخل وادى حنين وبرزوا من مكامنهم متوشحين سيوفهم ورماحهم يرشقون المسلمون بالنبل والسهام
حتى ولّوا منهم مدبرين وهم على هذا الجمع الغفير والعدد الكثير بل وضاقت عليهم الأرض بما رحبت على اتساعها ورحبها
وكأن سدت عليهم وأغلقت طرقاتها ودروبها أمامهم . يقول تبارك وتعالى :
( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ )
ظن الكفرة المشركين أن النصر قد دان لهم .
أيقن المسلمون أن النصر ليس بالكثرة فى الأعداد ولا بالقلة فى التعداد . وأدركوا أن النصر من عند الله وأن من يخذله الله فلا ناصر له
ومن ينصره الله لا غالب له .. آبوا وتابوا وأنابوا إلى الله ..
أنزل الله عليهم الأمن والسكينة والطمأنينة وأمدهم بجنود من الملائكة تحارب وتقاتل معهم .
اشتدت شوكتهم وقويت عزيمتهم وتضاعفت قوتهم وعظم النزال وأقدموا وأجهزوا على أعدائهم وأعداء الله . انتثرت رؤوس الكفر والشرك
مابين صريع وطريح وقتيل وجريح وضربت أعناق المشركين وسبيت نساؤهم وجمعت أسلابهم وغنموا الأرض والأموال والأنفال
وختم الله لهم بالنصر وألحقوا الهزيمة بالكفار وعجل الله بأرواحهم إلى النار .
( ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ )
..
غزوة الطائف :
أبى أهل الطائف وقبائل ثقيف النزول على حكم الله ورسوله وتحصنوا فى الدور والثغور .
توجه إليهم مالك بن عوف الأنصارى ( بعد إسلامه ) قام بمحاصرتهم وإعادة بلاغهم إلى الإيمان واتباع دين الإسلام .
استجابوا للدعوة ولبوا النداء وآمنوا برسالة رب الأرض والسماء وأسلموا وحسن إسلامهم .
..
غزوة الأحزاب ( الخندق ) :
تحزب الكفار والمشركين واليهود والنصارى لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
تحزبوا من قريش وغطفان وبنى وائل ومن بنو أسد وفزارة وأشجع ومن يهود بنى النضير ويهود بنى مرة . وساندتهم وتحزبت معهم يهود بنى قريظة
( يهود بنى قريظة كان لهم عهد وأمان . وبهذه المساندة والممالأة نقضوا العهد الذى أعطاه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
أمر رسول الله أصحابه بحفر خندق يكون حائلاً ومانعاً ضد الأحزاب . ولبس المسلمون لأمتهم وأخذ كل منهم
موضعه فى المرابضة والرمى والمراقبة ( مواضع وأماكن المرابضة هى مواضع المساجد السبعة ) .
أتى الأحزاب من كل حدب وصوب بخيلهم وفوارسهم وبحدهم وحديدهم وبكثرة عددهم وعتادهم يطوقون المسلمون
من أعلى الوادى ومن أسفله ومن تحته ومن فوقه . ( إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ
وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً )
اضطربت قلوب المسلمين من جمعهم وزاغت أبصارهم من أعدادهم وحارت وخارت نفوسهم من عدتهم وعتادهم وأصابهم البلاء والإبتلاء
وأخذتهم الظنون فى إلحاق الهزيمة بهم وغلبهم اليأس والقنوط من عدم النصر عليهم .
صعد النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم فوق إحدى الصخرات ( الصخرة المقام عليها مسجد الفتح وهى ضمن
المساجد السبعة ) داعياً الله الواحد القهار والعزيز الجبار مبتهلاً إليه أن يفرق جمع هؤلاء الأحزاب وأن يشتت شملهم وقال :
( اللهم إنى أسألك عهدك ووعدك ) متفق عليه .
أمد الله المؤمنين بجنود من الملائكة وأرسل على الكفار ريحاً عقيمة عاتية اقتلعت أبدانهم وزلزلت قلوبهم وألقت الهلع والذعر فى نفوسهم .
خذل الله الأحزاب بجمعهم . وكفى الله المؤمنين حربهم وقتالهم .
هلل المسلمون مكبرين بنصر الله : الله أكبر الله أكبر الله أكبر . لاإله إلا الله . الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرةً وأصيلا . لاإله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده .
لاإله إلا الله ولانعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .
( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً )
....
تأديب يهود بنى قريظة :
لما كانت يهود بنى قريظة نقضت العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بممالأتها ومساندتها الأحزاب
ضد المسلمين : فقد وجب قتالهم وغزوهم لتأديبهم وإجلائهم عن أرضهم .
توجه المسلمون إليهم ودمروا حصونهم ودكوا صياصيهم وآطامهم وأسقطوا قلاعهم وتم طردهم وفتح بلادهم .
*****
فتح مكة
حُقّ وعد الله فى علمه وحان الأجل الذى سماه الله وأثبته فى حكمه بعودة رسول الله إلى موطنه ومكان مولده .
{ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ }
أمر الله نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم بفتح مكة . دخلها المسلمون دون حرب أو قتال . وتم هدم مافيها من أوثان وأصنام
ومحو كل النصب والأحجار وطمس وإزالة أى أثر للكفر أو الشرك أو البطلان .
وتم الإشهار والإعلان بأن المشركين والكفار رجس ونجسٌ لايقربوا البيت الحرام بعد هذا العام . يقول جل شأنه :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا }
وتم منح الكفار المهلة التى حددها الله فى كتابه وأمر الله بها نبيه ورسوله وهى :
( أربعة أشهر ) : يسير الكفار خلالها آمنين أحرار طلقاء . يقول جل شأنه : ( فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم : ( إذهبوا فأنتم الطلقاء ) أى : " طلقاء خلال المدة المنصوص عليها" .
وبعد انتهاء المهلة يكون لهم الخيار : إما اتباع دين الإسلام . وإما حصارهم والترصد لهم وقتالهم وقتلهم .
( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ )
( من كان له عهد أو ميثاق ومدته تزيد عن أربعة أشهر ) : تستكمل لهم المدة بشرط : أن لا يكونوا قد مالأوا أو عاونوا وساندوا عدواً ضد المسلمين
( إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ )
آمن الناس طواعية بدين الله وأتوا أفواجاً وأرسالاً إلى رسول الله فكان فتح مكة هو الفتح الأعظم ونصرالله المبين .
.............................. .............................. ...
أدى رسول الله أمانة ربه مخلصاً وأنذر قوماً لداً من الكفار والمشركين وأنذر قوم بهت وضلال من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين ..
أنذرهم باللطف واللين تارة وبالحق والقوة تارة أخرى .
.............................. .............................. .
****************************** ****************************** ****************************** **********************
سعيد شويل