قال المتنبي:بكل أرض وطئتها أمم //تُرعى بعبد كأنها غنم
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل
لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قول المتنبي:بكل أرض وطئتها أمم //تُرعى بعبد كأنها غنم
وصدرهذا البيت يترتب من العام إلى الخاص ومن الأهم إلى الأقل أهمية عدولا عن الأصل ،والأصل فيه من الخاص إلى العام ومن الأهم إلى الأقل أهمية كذلك "أمم بكل أرض وطئتها " ولكن تعلق الاهتمام بالعام ودعت الحاجة المعنوية إلى تقديمه فتقدم بالضابط المعنوي أمنا من اللبس لأن بقاءه في مكانه يجعله صفة للنكرة التي تطلبه ، وخبرا للمبتدأ ، فقدمه الشاعر ليكون خبرا،ولبيان سيادة الذل والعبودية في كل المناطق التي زارها ، كما تم تقديمه بالضابط اللفظي رعاية للتصريع ،كما اتصل المبتدأ بصفته الطويلة ، ومن الملاحظ أن تقديم شبه الجملة أدى إلى تقديم ما تتعلق به وهو الفعل "وطئتها " بسبب الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ،وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل .