تمايز معنى وإعراب التراكيب في إطار الصيغة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذه التراكيب التي تمثل النعت المقطوع وغير المقطوع والتي تتمايز من حيث المعنى والإعراب في إطار الصيغة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
نقـول:قابلت زيدا المحتاجَ.
ونقول:قابلت زيدا المحتاجُ.
ونقول:مررت بزيدٍ العـالمِ.
ونقول:مررت بزيدٍ العـالمُ.
ونقول:مررت بزيدٍ العـالمَ.
ونقول:جاء زيدٌ الظــالمُ.
ونقول:جاء زيدٌ الظــالمَ.
فمن ناحية المعنى التركيب الأول يعني أنك وصفت زيدا بالاحتياج ،والعلاقة المعنوية قائمة بين الصفة والموصوف، أما التركيب الثاني فيعني أنك قطعت العلاقة المعنوية بين الصفة والموصوف ،وصارت الصفة المقطوعة خبرا للمبتدأ المحذوف ،وهذا التركيب يعني الترحم على زيد المحتاج،وفي التركيب الثالث وصفنا زيدا بأنه عالم ،وفي التركيب الرابع مدحنا زيدا بأنه عالم ،وفي التركيب الخامس خصصنا زيدا بالعالمية ،وفي التركيب السادس وصفنا زيدا بأنه ظالم ،وفي التركيب السابع ذممنا زيدا بأنه ظالم ،وقطع النعت من أجمل ظواهر العربية لأنه عدول عن الأصل ويحمل معنى المعنى .
أما من حيث الإعراب فالمحتاج في التركيب الأول صفة ،وفي الثاني خبرٌ لمبتدأ محذوف تقديره هو ،وفي الثالث صفة لزيد ، وفي الرابع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو،وفي الخامس مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني أو أخص ،وفي السادس صفة لزيد ، وفي السابع مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني أو أخصُ.
وهذا يعني أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة ، تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ، وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايزمعنى وإعراب التراكيب.