من متشابهات القرآن الكريم
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى:" قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ *حيث تقدم الظرف "بيني وبينكم" بحسب الأهمية المعنوية على التمييز ،أي: قل يا رسول الله للمنكرين لك كذا وكذا ،وقد سبق هذه الآية الحوار الذي دار بين الرسول الكريم وبين الكفار الذي طلبوا آية على صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولهذا تقدم قوله "بيني وبينكم" على التمييز "شهيدا "لأنه سبق ذكر المنكرين، وتأخر التمييز "شهيدا" ليتصل بقوله تعالى "يعلم ما في السماوات والأرض "وبينهما احتياج معنوي.
وقال تعالى:"قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا*، حيث تقدم التمييز "شهيدا"لأنه يروى أن كفار قريش قالوا حين سمعوا قوله "هل كنت إلا بشرا رسولا " فمن يشهد لك أنك رسول الله ؟ فنزل "قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا"مقدما التمييز على الظرف، لأنه سبق ذكر الشاهد، وتأخر الظرف "بيني وبينكم" ليتصل مع قوله تعالى"إنه كان بعباده خبيرا بصيرا"وبينهما احتياج معنوي أيضا ،لأنهما حديث عن العباد.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس .