أصل الزلَّة والزَّلَل في اللغة من زلَّ يزِلُّ ، إذا انحرف عن مساره أو نزل عن مستواه .
قال لبيد بن ربيعة :
لو يقومُ الفيِلُ أو فَيَّالُهُ ... زَلَّ عن مِثْلِ مَقَامي وزَحَلْ
أي : لم يبلغ مكانتي ، بل انحطَّ عنها . انظر تاج العروس (6/442) ، ومعجم البلدان (4 / 108) .
، والمراد بزلة العالم :خطؤه ومجانبته للصواب باجتهاد في آحاد المسائل مع سلامة أصوله في الاستدلال والتقعيد .
وقد أجاد في هذا الباب وأفاد الحافظ أبو عمر بن عبدالبر ؛ حيث أفرد فصلًا من كتابه : (الجامع في بيان العلم وفضله) ، في خطر زلة العالم ، ونقله عنه ابن القيم في إعلام الموقعين ، والشاطبي في الموافقات .
قال ابن القيم (2/ 192) : (وأن العالم قد يزِلُّ ولا بُدَّ ؛ إذ ليس بمعصوم ، فلا يجوز قبول كل ما يقوله وينزل قوله منزلة قول المعصوم ، فهذا الذي ذمه كل عالم على وجه الأرض وحرَّموه وذموا أهله ، وهو أصل بلاء المقلدين وفتنتهم فإنهم يقلدون العالم فيما زل فيه وفيما لم يزل فيه وليس لهم تمييز بين ذلك فيأخذون الدين بالخطأ ولا بد فيحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله ويشرعون ما لم يشرع ولا بد لهم من ذلك إذ كانت العصمة منتفية عمن قلدوه فالخطأ واقع منه ولا بد) .