بسم الله الرحمن الرحيم




لابن تيمية كلام يظهر منه لمن لم يجمع بينه وبين كلامه في المواضع الأخرى أنه يفضل[بل يحكي اتفاق الأئمة الأربعة على هذا التفضيل]= الإفراد بالحج لمن كان قد أتى بالعمرة قبل ذلك بسفرة مستقلة.


وهذا فهم غير صحيح، وقد قع فيه بعض كبار أهل العلم.[انظر:الفتح3/430، ونيل الأوطار9/116]


ولذلك استشكل كلام ابن تيمية،خاصة أن حكاية الاتفاق التي أطللقها ابن تيمية إذا فهمت هكذا=لزم منه أن ابن تيمية يجهل خلافا يعرفه صغار طلبة العلم، بل يجهل مذهبه الحنبلي!
*

والصواب أن مراد ابن تيمية=إنما هو تفضيل(صورة) الاعتمار بسفرة ثم الحج وحده بسفرة أخرى على التمتع[الذي هو جمع بين العمرة والحج في سفرةواحدة].


ولايريد ابن تيمية=أن من اعتمر بسفرة مستقلة، ثم أتى بسفرة أخرى في أشهر الحج أن الإفراد أفضل له من التمتع، بل هو يختار للحاج التمتع على الإفراد مطلقا حتى لو اعتمر قبل ذلك بسفرة مستقلة.
وهذا هو صريح كلامه في فتاويه26/88



وقد أشار إلى هذا الجواب[واستعمال لفظة(صورة)]: شمس الدين الزركشي الحنبلي في"شرحه للخرقي"3/90.


وممن نبه على ذلك من المعاصرين: الشيخ عبد المحسن الزامل في"شرحه المحرر" شريط23-وجه(ب)، وذكر أن ما فهمه بعض الناس= هو خلاف تصريح ابن تيمية[وقد سبق توثيق أحد هذه المواضع]، بل ذكر-حفظه الله- أنه خلاف(تصريح الأئمة). والله أعلم