لا بد أن يعلم طالب العلم الذي يبغي النجاح والفلاح أن التخصص في علم من العلوم أمر مطلوب؛ فبعد أن يجول في كل علم من العلوم الشرعية ويجوب فيه؛ بحيث يدرس أهم كتبه، ويتقن مسائله ويضبطها ضبطًا صحيحًا، فإنه يختار لنفسه علمًا يتخصص فيه؛ فيدأب فيه ويبحث؛ ويعرف دقائقه، ويُلِمُّ بمباحثه ومسائله.
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله [ت 170هـ]: ((إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ عَالِمًا فَاقْصِدْ لِفَنٍّ مِنَ الْعِلْمِ([1]))).
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ رحمه الله [ت 224هـ]: «مَا نَاظَرَنِي رَجُلٌ قَطُّ وَكَانَ مُفَنِّنًا فِي الْعُلُومِ إِلَّا غَلَبْتُهُ، وَلَا نَاظَرَنِي رَجُلٌ ذُو فَنٍّ وَاحِدٍ إِلَّا غَلَبَنِي فِي عِلْمِهِ ذَلِكَ([2])».
[1])) ((جامع بيان العلم وفضله)) (1/ 522).
[2])) السابق.