تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الداعية بين القضاء والقدر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    المشاركات
    632

    افتراضي الداعية بين القضاء والقدر

    الداعية بين القضاء والقدر
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وبعد ،
    عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم :
    " .....ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله منك حتى تؤمن بالقدر – فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك......" رواه أحمد وصححه الألباني

    عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أول ما خلق الله تعالى القلم فقال له : اكتب قال : ما أكتب ؟ قال : اكتب القدر ما كان وماهو كائن إلى الأبد " رواه الترمذي وصححه الألباني .

    من أساسيات وأولويات العقيدة عند المسلمين ، وركن ركين من أركان الإيمان هو ركن الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره .
    الإيمان بالقدر هو عمود التوحيد العملي الذي به تصدق باقي الأركان ، فلن يكمل توحيدك وإيمانك إلا به .
    ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، والله علم ما كان ، وما هو كائن ، وما سيكون ، وما هو لم يكن لو كان كيف سيكون . إليه يرجع الأمر كله .
    الخوض في الكلام في القدر بدعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم :
    " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا ، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا ، وإذا ذكر القدر فأمسكوا " رواه الطبراني

    الإيمان بالقدر يريح الإنسان من حمل الهم والغم والحزن والكآبة .
    وبالتالي فالمؤمن بالقدر تجده هنيء البال طيب النفس مستقر .
    لخص أحد العلماء القدر فقال :
    " من لم يؤمن بقضاء الله فقد كفر ، ومن حمل ذنبه على الله فقد فجر ، والله تعالى لا يطاع استكراها ، ولا يعصى بغلبة، لأنه مالك لما ملكهم ، وقدر على ما أقدرهم .
    فإن عملوا بالطاعة لم يَحُل بينهم وبين ما عملوا ، وإن عملوا بالمعصية فليس هو الذي أجبرهم على ذلك ، ولو أجبر الخلق على الطاعة لأسقط الثواب ، ولو أجبرهم على المعصية لأسقط العقاب ، ولو أهملهم كان ذلك عجزا في القدرة ، فإن عملوا بالطاعة فله المنة عليهم ، وإن عملوا بالمعصية فله الحجة عليهم "
    قال الطحاوي رحمه الله "وكل ميسر لما خلق له ، والسعيد من سعد بقضاء الله ،والشقي من شقي بقضاء الله "
    قال صلى الله عليه وسلم "الدعاء يرد القضاء"،" ولا يرد القدر إلا الدعاء" ،"ولا يغني حذر من قدر ، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل" .
    أخي الداعية :
    الكون تحت السيطرة ، فلا يحزنك قولهم ، ولا فعلهم ،"ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون"
    الداعية مطمئن النفس ، يرسل من بين شفتيه رسائل التفاؤل والبشر والأمل ، فهو كهف المظلومين ،ومأوى لشكوى المتألمين ،
    يرسم للجرحى طريق العلاج ، ويدل العطاشى موضع السقاء ، ويواسي المكلومين .
    أخي الداعية: إن المأوى والكهف ورد القضاء ورفع الضيق بين كفيك ، كيف هذا ؟
    " فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا " ارفع يديك للسماء واخفض رأسك واطلب بذل وانكسار ، فأنت تعلم الناس الأمل وطريق الأمل في الدعاء، فالداعية يعيش بالدعاء لا يتكلم جملة إلا بها دعاء إذا خلا في ذكر ودعاء ، مع الناس كلامه مملوء بالدعاء ، حياته كلها دعاء لأنه يخاف " ولكن قست قلوبهم " فالمحن لا ترد إلا بالدعاء .
    فهذا طريق الدعاة مع القدر ، الدعاة يصنعون أقدارهم بألسنة كثيرة الإلحاح وبأيدي دائما ممدودة للفتاح ، وبقلوب منكسرة تأمل بالبشر والفلاح .
    وهذه فرصة لا تأتي للغافلين أن يكون لسانك رطبا بذكر الله لرد القدر والقضاء .
    فهذا المطمئن ليس باردا ولا يشعر بما حوله، لا ولكنه وقر الإيمان بالقدر في قلبه فلا يبكي على دنيا ولا يحزنه الألم ؛ لأنه يتربع على عرش قلبه الإيمان بالقدر ،
    ولذلك باستطاعته رد القدر برفع يديه فدائما في خلواته ومع الناس " اللهم " لا تفارق لسانه ولا قلبه .
    فاللهم فرج كرب المكروبين ونفث الهم عن المهمومين "
    وصل اللهم على محمد وآله وسلم
    وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .
    عادل الغرياني

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,713

    افتراضي رد: الداعية بين القضاء والقدر

    بارك الله فيك .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •