دور الاحتياج المعنوي في إعراب الجمل
لماذا كانت الجمل بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال؟
إعراب الجمل بعد النكرات والمعارف يعتمد على منزلة المعنى وأهميته بين الجمل وما قبلها كما هو الحال في الاّيات الكريمة التالية: قال تعالى:حتى تنزِّل علينا كتابا نقرؤه" جملة "نقرؤه" صفة،لأن النكرة تطلب الوصف طلبا حثيثا وتبحث عما يوضحها ويزيل الإبهام عنها . وقال تعالى:ولا تمنن تستكثر"جملة "تستكثر" حال ،لأن الجملة مسبوقة بالمعرفة والمعرفة لا تحتاج إلى توضيح . وقال تعالى:وهذا ذكر مبارك أنزلناه"تحتمل جملة "أنزلناه" الصفة والحال ،حيث يجوز في جملة أنزلناه أن تكون صفة للنكرة(ذكر) وأن تكون حالا ،لأن النكرة قد تخصصت بالوصف (مبارك) فاقتربت من المعرفة، فهي لا تحتاج إلى توضيح . وقال تعالى :كمثل الحمار يحمل أسفارا".تحتمل جملة "يحمل أسفارا" الحال والصفة، حيث يجوز أن تكون جملة(يحمل أسفارا ) حالا من المعرفة(الحمار) أو صفة لأن المعرف الجنسي يقرب في المعنى من النكرة ، وهي أي النكرة بحاجة إلى توضيح . فالإعراب ليس شكليا وإنما يعتمد على منزلة المعنى بين أجزاء التركيب .