" فذكر إن نفعت الذكرى "
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه
وأشهد أن لا إله إ الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه
أما بعد
قال تعالى فذكر إن نفعت الذكرى
ما أجمل التذكير بالله إذا ما صادف قلبا نقيا وفؤادا طاهرا زكيا وصدرا سليما تقيا عندها تنفع الذكرى و تجدي الموعظة وتؤتي النصيحة ثمارها رطبا جنيا
فالذكرى أمر من الله تعالى ولكن عند تفقد عقل وقلب المدعو، فعندما تتكلم عن الله تعالى ينبغي أن يكون الجو مهيئا بالنسبة للداعي والمدعو .
فالداعي يكون مستحضرا النية ، متذللا لله تعالى أن يعينه ويقبله .
والمدعو لا يكون في وقت عمله أو دكانه ؛ لأنه سيكون مشغولا . فأنت تتكلم عن الملك فينبغي وأنت تتكلم عن الملك تعطي المقام حقه ، فلا ينبغي أن تتكلم والمدعو في يده شيء يشغله عن الكلام .
ولايكون المدعو تدعوه وهو جالس لا يبدي لك بالا وأنت تقف
ولا ينبغي أن يكون في مكان عال عنك ...الخ فإنك أنت الأعلى .،
بحال من الأحوال اقتنص الفرصة المهيأة ولا تتأخر ، وعندما تجد قلبك مهبئا فاعلم أنه حان وقت الذكرى .
ولا تكن ثرثارا واسمح للمدعو بالكلام وبعد أن يفرغ من كلامه عن الدنيا والأغراض ويفرغ قلبه من العلائق، هنا قد حان وقت الكلام فتكلم ، فأنت تتكلم بإذن المولى وداعيا إلى الله بإذنه فلولا الله تعالى ما أذن لك بالكلام ، فهو اختارك بأن تتكلم عنه فكن محسنا مميزا في عرض بضاعتك فهي أغلى بضاعة ( بضاعة الدين ) ، فأهل تجارة الدنيا لا يستحيون في عرض بضائعهم. فتجد مثلا من يبيع الطماطم يقول بأعلى صوته لا يهاب أحدا ولا يستحيي من أحد ( ........ ) فالأحرى أن تكون حريصا على عرض دينك للناس في أجمل حلة ،فأنت بين الذكرى متى تنفع وواجب التذكير بها .
وصل اللهم على محمد وآله وسلم
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
عادل الغرياني