هل يوصف الله تعالى بأنه يخون من يخون؟
بقلم أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري
لقد شاهدت وسمعت مساء أمس الثلاثاء (3 ربيع الأول 1429هـ /11مارس 2008م ) على قناة (BBC) العربية الفضائية في أول أيام بثها التلفزيوني تقريراً عن نزاع بين دولتين إفريقيتين مسلمتين جارتين، إحداهما عربية، قال فيه زعيم تلك الدولة بما مضمونه: «أننا تعاهدنا نحن وجيراننا على المصالحة في الكعبة ـ والظاهر أنه يقصد بذلك عند الكعبة لا في جوفها، وإن كان حصل هذا العهد في جوف الكعبة فهذا أشد ـ وأننا اتفقنا على أن من يخون، الله يخونه». انتهى مضمون كلامه مع نقل العبارة الأخيرة حرفياً.
فهل من صفات الله الخيانة؟!
وهل هي من صفات المقابلة كقوله تعالى. ويمكرون ويمكر الله ، نسوا الله فنسيهم ؟!
وهل يجوز أن يطلق هذا الوصف على الله، كأن يقول القائل: «والخائن يخونه الله». أو: «الله يخونني إن خنتك». أو: «الله يغشني إن غششتك». أو: غيرها من ألفاظ لم يثبت فيها نص من كتاب أو سنة؟!
وهل يليق برأس ورئيس دولة أن يقول مثل هذه الألفاظ أمام العامة، وعبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وبالتالي تُنْقَلُ هذه العبارة إلى وسائل الإعلام المقروءة؟!
وهل يجب على ولاة الأمر أن يتعلموا المسائل العقدية والشرعية، أم هموم السياسة عذر لترك تعلم مثل هذه المسائل العقدية، وخاصة في باب الأسماء والصفات، لأن السياسة لها الأولوية على مسائل العقيدة والاعتقاد؟!
وهل سنجد من الدعاة والعلماء من يلتمس لمثل هؤلاء الأشخاص من ولاة الأمر الأعذار لمثل هذه الزلات اللسانية، أو الفلتات العقدية، والتي لا أظن ولاة الأمر لو علموا بخطئها وخطرها، أنهم سيعودون للتلفظ بها، أو بمثلها، لأن الظن بهم ـ والمفروض فيهم ـ أنهم أحرص الناس على الحق، وأقبل الناس للنصيحة التي تجنبهم وشعوبهم وأمتهم الخطأ.؟!
وإن كان الغرب قد أساء إلى الإسلام ورسوله عن قصد وتعمد، ومع سابق الإصرار والترصد، فلا ينبغي علينا أن نسيء نحن المسلمين إلى الله ولو عن طريق الخطأ، والسهو.والله نسأل أن يصلح ولاة أمر المسلمين، وأن يريهم الحق حقاً ويرزقهم اتباعه، وأن يريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه، وأن ييسر لهم بطانة خير يأمروهم بالخير والمعروف ويعينوهم عليه، وأن يجنبهم بطانات السوء، الذين يزينون لهم الشر ويعينوهم عليه.
والحمد لله رب العالمين