وقال تعالى" قل لو أنتم تملكون "
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، ومما يدل على ذلك موضوع التقدير،حيث نجد بعض النحاة يقدرون بناء على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، لأن التقدير نابع من الاحتياج المعنوي ، فإذا كان التركيب لا يفهم إلا بالتقدير قدَّرنا ، وإذا كانت العلاقات المعنوية لا تتضح إلا بالتقدير قدرنا ،كالحديث الشريف:"التمس ولو خاتما من حديد "، فهذا التركيب لا يُفهم إلا على أساس تقدير كان واسمها ، وكقولنا:زيد في الغرفة ،فنحن لا نستطيع أن نفهم هذا التركيب إلا على أساس الاستقرار، ولهذا نقدره، وكقولنا :النفس بالنفس ،والسن بالسن ، فنحن لا نستطيع فهم هذين التركيبين إلا بتقدير:النفس مقتولة بالنفس ،والسن مقلوعة بالسن ، وكقولنا:من لي بهذا؟ والتقدير :من يتكفل لي بهذا؟ ، والمعنى بحاجة لذلك التقدير ، ولهذا نقدره ، فالتقدير يكون بقدر يحتاجه التركيب ،لتوضيح ما خفي أو استغلق من علاقاته المعنوية ،إلا أن بعض النحاة قد يبالغ في عملية التقدير ويتعسف كما هو الحال في هذين التركيبين وهما من المستقيم الحسن:
تقول العرب:كتب خالد الرسالة وأرسلها.
ونقــول :كتب الرسالة وأرسلها خالد .
والتركيب الأول يترتب من الخاص إلى العام ومن الأهم إلى الأقل أهمية ،والتركيب الثاني يترتب من العام إلى الخاص بحسب الأهمية المعنوية والتركيبان واضحان وضوح الشمس ، ولا يحتاجان للتقدير إلا أن البصريين يجعلون "خالد" فاعلا للفعل القريب ، ويضمرون للفعل الأول ، أما الكوفيون فيجعلونه فاعلا للفعل الأول لسبقه ،ويضمرون للفعل الثاني ،اعتمادا على الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب، فلا فعل بلا فاعل ، ولا يكون الفاعل فاعلا لفعلين ، والفراء يجعله فاعلا لهما ، وهذا ما يراه الدكتور مهدي المخزومي ،فلا إضمار ولا تقدير ،(1) وهذا هو الصواب، لأن التقدير نابع من الاحتياج المعنوي ، فلا حاجة للتقدير في "كتب الرسالة وأرسلها خالد"،لأن الكلام مفهوم بدون التقدير ، فالذي كتب هو خالد ، وخالد موجود، والذي أرسل هو خالد، وخالد موجود،فمطلوب الفعل موجود ولا حاجة للتقدير.،والمخا ب لن يسأل من الذي أرسل ؟ ومن الذي كتب ؟وكل شيء واضح ،والعلاقات المعنوية واضحة . وقال تعالى"قل لو أنتم تملكون" فقد قالوا: إن الأصل هو:لو تملكون تملكون " ثم حذف الفعل الأول وبقيت "الواو" وانفصل الضمير، فلم يقوَ على البقاء ، فاستبدلوا الضمير المنفصل بالواو فصارت الجملة :لو أنتم تملكون" وكل هذا تعسف بحجة أن لو مختصة بالفعل ،مع أن الشاعر العربي يقول:ولو غيرُ أخوالي أرادوا نقيصتي " حيث نلاحظ تسليط التمني على غير، وليس على فعل الإرادة ، ونحن نستخدم هذا في حياتنا اليومية ـ فنقول لأحدهم : لو غيرُك فعل هذا الفعل لأدبته ، فالقائل يتمنى أن يكون غير المخاطب هو الفاعل ليحصل كذا وكذا ، وكان الأولى بهم أن يقولوا:إن "لو"تدخل على الاسم وعلى الفعل ، والمتقدم نحوها متقدم بحسب الأهمية المعنوية ،وهذا التقديم يفيد التخصيص بالشح المتبالغ،عند الإنسان ، كما يقول الزمخشري، أو أن يقولوا إن هناك عدولا عن أصل الاختصاص ، ولا داعي لهذا التعسف في التقدير،لأن هذه التراكيب مفهومة ولا تحتاج إلى تقدير يوضح العلاقات المعنوية داخلها .
وتقول العرب: لا رجلَ في الدار.
ويقولون:قضية ولا أبا حسن لها .
ويقولون:أما البصرة فلا بصرةَ لكم .
وقال الشاعر:لا هيثمَ الليلة للمطيِّ ".
وقال آخر:أرى الحاجات عند أبي خبيب//نكدن ولا أميَّةَ بالبلاد
فاسم لا النافية للجنس قد يكون نكرة وقد يكون معرفة وذلك بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم ،إلا أن بعض النحاة يصرون على التقدير في قولهم :فلا بصرة لكم "فيقولون:ولا مثل بصرة لكم " ويقولون: لا هيثم من الهيثميين الليلة للمطي " ويقولون" لا أمثال علي لهذه القضية ، مع أن سيدنا عمر بن الخطاب كان يقصد سيدنا عليا - رضي الله عنه – والمعنى :لا يقدر على حل هذه القضية أحد ولا أبا الحسن ، ونحن نستخدم هذا في حياتنا اليومية عند حدوث مشكلة ، فنقول: اذهب لفلان "شخص معين معروف" لحل المشكلة ، فنسمع الجوابّ: هذه المشكلة ولا أبا فلان يستطيع حلها ، وهي شبيهة بـ"قضية ولا أبا حسن لها " إلا أن النحاة الفلاسفة يحاولون كبح جماح اللغة ولي عنقها من أجل إخضاع المطلق للثابت ومن أجل أن تتحكم القاعدة في اللغة فتمردت اللغة عليهم وعلى قواعدهم التي استخرجوها من غير القرآن الكريم والحديث الشريف واستخرجوها من الاستقراء الناقص للغة وحاولوا تطبيق النتائج التي توصلوا إليها على اللغة بكاملها وفي كل زمان ومكان ، فلم يفلحوا فلجأوا إلى التقدير المتعسف الذي لا يحتاجه التركيب .....إلخ من أجل أن تكون اللغة على مقاس القاعدة التي توصلوا إليها ، ومن أجل أن تنسجم اللغة مع القاعدة على حد قول بعضهم:ما حاد عن الجادة يجب أن يعود إليها . The same thing in English ,you say:
Ali wrote and sent the letter, and there is no need to estimate the dual or the agent for the second verb ,because the meaning is clear ,and there is no meaning need to estimate the agent or the dual ,because we mention it ,and there is no meaning need to repeat it, and the writer is Ali, and the sender is Ali ,and the meaning is understood ,and it,s enough to the speaker to say an understood speech away from ambiguity and contrast or clash.
At last, the meaning need idea is a global idea, because the human is the human , every where every time.
Thank you
===========================
(1)،(2) د. مهدي المخزومي- قضايا نحوية- منشورات المجمع الثقافي-أبو ظبي- الإمارات العربية المتحدة - ص 150،158،153