قال الزَّبيدي في تاج العروس : عَمَوَاسُ ، هكذا قَيَّدَه غيرُ وَاحِدٍ ، وهو بسُكونِ المِيمِ ، وأَوْرَدَه الجَوْهَرِيّ في ع م س ، وقال : طاعُونُ عَمْواسَ أَوّلُ طاعُونٍ كانَ في الإِسْلامِ بالشَّأْمِ ، ولم يَزِدْ على ذلِك . وفي العُبَابِ : عَمْوَاسُ : كُورَةٌ من فِلَسْطِينَ ، وأَصْحابُ الحَدِيثِ يُحَرِّكُونَ الميم ، وإِليه يُنْسَبُ الطَّعُونُ ، ويُضَاف ، فيُقَالُ : طاعونُ عَمْواسَ ، وكانَ هذا الطّاعُونُ في خِلافَةِ سيِّدِنا عُمَر رضِيَ اللهُ عَنْه ، سنةَ ثَمانِيَ عَشْرةَ ، وماتَ فيه جَماعةٌ من الصَّحابَةِ ، ذَكَرتُهم في كتابي : دَرُّ السَّحَابَة في وَفَيَاتِ الصَّحابَة ... وقَرَأْتُ في الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيّ عن أَبي إِسْحَاقَ أَنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ رَضي الله تَعالَى عنه ماتَ في طاعُونِ عَمْواس ، قال : هكذا مُقَيَّدٌ في النُّسْخَة بسكونِ الميمِ ، وقال البَكْرِيُّ في كِتَابِ المُعْجَم : من أَسْماءِ البِقاع : عَمَواسُ ، محَّركة ، وهي قريةٌ بالشّام عُرِفَ الطّاعُونُ بها ، لأَنّه منها بَدَأَ ، وقيل : إِنّمَا سُمِّيَ طاعُونَ عَمَواس ، لأَنّه عَمَّ وآسَى : أَي جَعَلَ بعضَ الناسِ أُسْوَةَ بعضٍ . انتهى . قلت : فهذا الَّذِي حَمَلَنِي على أَنء أَفْرَدتْهُ في تَرجمةٍ مُسْتَقِلَّة ، فتأَمَّلْ .أهـ
وفي معجم البلدان لياقوت الحموي : عمواس رواه الزمخشري بكسر أوله وسكون الثاني ، ورواه غيره بفتح أوله وثانيه ، وآخره سين مهملة . وهي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس ، قال البشاري : عمواس ذكروا أنها كانت القصبة في القديم ، وإنما تقدموا إلى السهل والبحر من أجل الآبار ؛ لأن هذه على حد الجبل وقال المهلبي : كورة عمواس هي ضيعة جليلة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس ، ومنها كان ابتداء الطاعون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ثم فشا في أرض الشام ، فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة رضي الله عنهم ومن غيرهم وذلك في سنة 81 للهجرة ، ومات فيه من المشهورين : أبو عبيدة بن الجراح ، وعمره ثمان وخمسون سنة ، وهو أمير الشام ، ولما بلغت وفاته عمر رضي الله عنه ولى مكانه على الشام يزيد بن أبي سفيان ومعاذ بن جبل والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو والفضل بن العباس وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان ، وقيل : مات فيه خمسة وعشرون ألفا من المسلمين ، وفي هذه السنة كان عام الرمادة بالمدينة أيضا ...