واكتفى موقع الحرس الثوري الناطق بالفارسية بالجملة الشرطية التالية لجعفري: "لو أذن لنا القائد المعظم للقوات المسلحة (آية الله خامنئي) بالجهاد فسنسوي إسرائيل بالأرض خلال 24 ساعة"، مضيفاً: "صواريخنا تنتظر الانطلاق بلهفة منذ سنين".
من حين لآخر يخرج علينا مسؤول إيراني معمم هنا أو هناك بتصريح عنتري من تلك التصريحات المعلبة الجاهزة التي اعتاد الإيرانيون إطلاقها عند كل أزمة إسلامية أو عربية مع الكيان الصهيوني أو الولايات المتحدة الأمريكية.
ففي أزمة غزة الأخيرة خرج علينا القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، بتصريح يتحدث فيه عن تدمير إسرائيل عن بكرة أبيها؛ شريطة أن يفتي المرشد الأعلى للنظام الإيراني آية الله علي خامنئي بالجهاد.
حيث نقلت مواقع إيرانية عدة قريبة من الحرس الثوري والأجهزة الأمنية الإيرانية هذه التصريحات من دون أن تنشر تفاصيل أكثر بشأن مكان وتاريخ إطلاقها، بحسب العربية نت.
واكتفى موقع الحرس الثوري الناطق بالفارسية بالجملة الشرطية التالية لجعفري: "لو أذن لنا القائد المعظم للقوات المسلحة (آية الله خامنئي) بالجهاد فسنسوي إسرائيل بالأرض خلال 24 ساعة"، مضيفاً: "صواريخنا تنتظر الانطلاق بلهفة منذ سنين".
فهذا هو المنطق المسيطر على الحالة السياسية في إيران، تصاريح عنترية لا غير، فماذا فعلت الدولة الإيرانية مع هذه الحرب التي تدار على غزة الآن؟ بل ماذا فعلت إيران منذ ظهور هذا الكيان للقضية الفلسطينية، أو للمسلمين؟
إن الساسة الإيرانيين لا يملكون من أمرهم شيئاً، فما يحرك إيران ويخطط لها ويضع لها سياستها ويوطد علاقتها بالدول الأخرى هم معمميها من رجال الدين وعلى رأسهم مرشد الثورة الإيرانية وما يحيطون بالمرشد.
والمرشد ومن حوله لا يرون في إسرائيل عدواً لهم بل عدوهم الأول والأوحد هم أهل السنة، وما يحدث في العراق وسوريا واليمن وفي مختلف بلدان العالم من حروب وأزمات من اختلاق الشيعة أوضح شاهد على هذا الأمر.
إن طلب الفتوى بمحاربة عدو قاتل يسفك دماء المسلمين أمر مثير للسخرية، وذلك لأن الفتوى أمر ديني، والموقف الشرعي من مسألة دفع الصائل وجهاد أهل الكفر المعتدين على حرمات المسلمين أمر يعلم حله وشرعية بل وجوبه أصغر أطفال المسلمين، فليس الأمر بحاجة إلى فتوى من أكبر رأس في الدولة الشيعية.
العجيب في الأمر أن مرشد إيران على خامنئي كان قد دعا قبل وقت قصير من تصريح قائد الحرس الثوري إلى إجراء استفتاء بين العرب واليهود في إسرائيل وفلسطين لمحو "الدولة الصهيونية"!!
فمرشد إيران (العنترية) يرى أن معاناة الفلسطينيين التي امتدت لأكثر من نصف قرن ستنتهي بإجراء استفتاء يجمع بين العدو الغاصب العنصري والشعب الفلسطيني المجني عليه، وبالتأكيد ستشرف حكومة الصهاينة على هذا الاستفتاء.. ما هذه السذاجة، وما هذا الاستخفاف؟!!
ففي حفل إفطار أقيم مع عدد من طلاب الجامعات في طهران، أكد خامنئي أن "محو النظام الصهيوني لا يعني إبادة اليهود، ويجب انتخاب نظام الحكم في تلك المنطقة من خلال الاستفتاء".
هذا هو موقف المرشد المعلن؛ خضوع، واستكانة، وتمييع للقضية، لا كما يصور إعلام إيران، ويصرح قائد حرسها الثوري...
في المقابل من ذلك خرجت- ولازالت تخرج- فتاوى شيعية بإباحة قتل أهل السنة في سوريا والعراق، وكان من أشهرها فتوى السيستاني بوجوب قتل أهل السنة في العراق، فلماذا لم نسمع من هذا السيستاني أو غيره من مراجع الشيعة فتوى أخرى بوجود قتال اليهود؟
إن العلاقة الإيرانية الإسرائيلية علاقة متجذرة متشابكة، فاليهود والشيعية يجمعهم عدو واحد؛ وهو أهل السنة، وهدف واحد؛ وهو القضاء على الدول الإسلامية، وسبيل واحد؛ وهو التآمر والقتل والخيانة؛ لهذا لا تطمع أيها القارئ الكريم في ما دون تصريح خامنئي، فلو انتظر قائد الحرس الثوري وانتظرنا معه ألف عام ما خرج مرشد إيران بفتوى تبيح قتال اليهود، وما تمخض بأكثر مما تمخض به. |