تمايز مستويات التراكيب في إطار الذكر والحذف
خبر لا النافية للجنس بين الحذفين: الجائز والواجب
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في هذين التركيبين:
تقول العرب:ألديك مشكلة؟ والجواب: لا مشكلة لديَّ
ويقولـون:ألديك مشكلة؟ والجواب: لا مشكلة .
أهل الحجاز يردُّون على من يقول لهم: ألديك مشكلة؟بقولهم:لا مشكلة ، وهو الكثير ، فيحذفون الخبر جوازا لدلالة السياق الداخلي عليه ،حيث لا توجد أهمية معنوية لذكر الخبر ، وقد يقولون:لا مشكلة لديَّ ،فيذكرون الخبر بحسب الأهمية المعنوية . أما التميميون فيردون على نفس السؤال بقولهم:لا مشكلة ،فيحذفون الخبر وجوبا لدلالة السياق الداخلي عليه ،فلا حاجة معنوية لذكر الخبر . ووجه الكلام هو قول الحجازيين ،لأن الإنسان يتكلم بحسب الحاجة المعنوية ،فإن أراد تأكيد الخبر أعاد ذكره بحسب الأهمية المعنوية ،وإن أراد الاختصار حذف الخبر لدلالة السياق الداخلي عليه ، وهم أكثر مرونة من التميميين ، وهم مرنون كاللغة المرنة التي تستوعب هذا وذاك، فنحن نقول لمن يسأل:أين محمد؟ محمد في المكتبة ، أو في المكتبة .وبهذا يتضح أن منزلة المعنى هي المعيار في تمايز مستويات التراكيب.