عُلوُّ الله تعالى
قال تعالى:" سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى "قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا* سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا(الإسراء 42-43) فقد عدل عن مصدر "تعالى" إلى مصدر "علا" على المحور الرأسي للغة بالضابط المعنوي . جاء في التحرير والتنوير:و "علوا" مفعول مطلق عامله (طالبه) "تعالى" ، جيء به على غير قياس فعله للدلالة على أن التعالي هو الاتصاف بالعلو بحق لا بمجرد الادعاء. وجاء في تفسير فتح القدير:ثم نزه تعالى نفسه ، وتعالى : تباعد عما يقولون من الأقوال الشنيعة والفرية العظيمة علوا أي تعاليا ، ولكنه وضع العلو موضع التعالي كقوله : "والله أنبتكم من الأرض نباتا " ثم وصف العلو بالكبر مبالغة في النزاهة . قلت:وصيغة التفاعل تفيد التدرج والتظاهر في التعالى ،فعدل عنها لإثبات علوه مرة واحدة ، ولنفي التظاهر بالتعالي ، كما قال ابن عاشور ، كما عدل عن صيغة التفاعل لأن التفاعل يكون بين أكثر من طرف ولا يوجد هنا إلا طرف واحد، كما أن مجيء الأصل "تعاليا" يحول دون وصف التعالي بكلمة "كبيرا" لأن الصغر والكبر يكونان للشيء الثابت في الصغر والكبر لا للشيء المتدرج .