البكاء الكاذب < سياسة > !! ..
عجباً لهم .. يقتلون الإنسان ، ويحطمون والأوطان ، ويدمرون بلدانهم المدمرة .. ثم نراهم يصيحون في منابر الألم : إنْ نريد إلا الإصلاح ، وخلاص الإنسان من العبودية .. قالها الكثير من أدعياء < نظرية المخلص > الذي يـُـبعث من عالم الجعهول !! فلمَّـا تولى منصب القمة .. عاد ظالماً فوق ظلم السابقين ..
وفي طريقه إلى كراسي الخلد والبقاء .. تراه متوجعاً متألماً لحال الأمة المنكوبة ، ولا بأس من خلط ذلك الحزن بشيء من دموع التا،سيح البريئة ، التي لا صدق لدموعها في واقع الحقيقة إلا النفاق والخداع للسذج والمغفــلـين من بعض أبناء الشعـوب المستضعفة ..
بكى لي ظالمي ميتاً وأَدْرِي ... بضحكِ فؤادهِ بين الضلوعِ
وأكذبُ ما يكونُ الحـــزنُ يوماً ... إِذا كان البكاءُ بلا دمـــوعِ
وكما قيل :
ثم بكوا من بعده وناحوا ... كذباً كما يفعل التمساحُ
إنها السياسة الخادعة ، وزخرف القول الـمُـزَيـَّن بجميل المنطق الخادع ، وأفعال أهل التمثيل ، وخيال الظل الذي لا حقيقة له ، إلا برق خُلَّب كاذب .. يكتشف البلاد والعباد بعد حين من الزمن أنهم : خدعوا كما خدعوا من الذين جاؤوا مِــن قبلِ صاحبِ الدموع الجديدة !! ..
أسفــي على عــهدٍ به ... يَجْني الجبانُ على الجريحْ
ويســــومُه أقسى الهوا ... ن فَيُقْتلُ الخُلُقُ الصـــحيحْ
باسم السياسة حُلّلَ الـ ... إجــــرامُ والعيشُ القـــبيحُ
أيها الناس :
لا تخدعوا ، وتكونوا تجارب مختبر لمن يتباكى ويتلوى ويتقلب على منابر التغيير للواقع .. فكم من قائل غير فعال ، وكم من مثرثر ليس له من ثرثرته إلا الكذب والظلم لنفسه وأمته ..
والمصلحون : حياتهم إيمانٌ وصدق ، وقولٌ يُــصدِّقه العمل ، وواقعٌ تعيش به الأمة صلاحَ دينٍ ودنيا .. فذاك المصلح إذا وُجِـــدَ فهــو الذي تفديه الشعوب بنفسها وأرواحها ..
ماذا على السلطانِ لو أجرى الذي ... تشتاقُهُ الأحـــرارُ من إصـــلاحِ
تاللهِ لو منــــحَ الرعيــــــــــ ةَ حقَّها ... لفــــــداه كـلُّ الشعبِ بالأرواحِ
حسن الحملي ..