من يتعــقـَّـل يصلْ < تعقَّــلوا يا عباد الله > !! ..
أهلُ الحكمة والتجربة في عالم الحياة المتغيرة يعلمون : أنَّ الدهر قُـلَّبٌ ، والأيامَ دولٌ ، وفي كل وادٍ بنو سعد .. ولهذا نراهم في حياتهم العملية يقررون لنا دروســـًا مفادها :
أنَّ الحياة يحسن عيشُها ، ويطيب قضاءُ أيامها بالظن الجميل ، والأمل القوي ، وترك الفكر في كل ما يمكن أنْ لا يقع من المكاره ..
وَقُل للفؤِاد إن نَزا بِك نزوَةً ... مِنَ الرَّوع أفْرِخْ أكثَرُ الرَّوعِ باطِلُه
وربَّ أمـورٍ لا تضيرك ضيرةً ... وللقلبِ مِنْ مخشـاتهـنَّ وجيبُ
ثم نراهم يــُعلِّمون أصحابَ الابتداء في صناعة الحياة : أن ما يمكن وقوعه من تغيرات الحياة ، والنظر إلى المآلات في تحقيق الأهداف ، والحيطة النسبية استعداداً لكل متغير ( وتلك هي الحياة ) .. يجب على العاقل أن يكون مستعداً وحذراً من تلك التغيرات ؛ لأن ما كان جائز الوقع كونـــًا وقدرًا ، وجب الاستعداد له والحذر من الوقوع فيه شرعـــًا وسببـــًا !! ..
والشريعة جاءت منبهةً على تلك المعاني ، بأخذ الاستعداد ، وفعل الأسباب ، وترك الحزن والقنوط .. وذاك هو التوازن والثبات والشمول في شريعة الإسلام ..
والسعيد من سعد في دنياه وآخرته ، وجعل غيره عبرةً له ، ولم يجعل نفسه عبرة ( في السوء ، والمعصية ، والفشل ، والضياع ) للآخرين ..
أخوكم المحب / حسن الحملي ..