قال تعالى:" ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى"ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسولهوقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون*
وفي هذه الآية الكريمة ما يلي:
1-ضمَّن الفعل رضي معنى الفعل أخذ فلم يتعد بالباء ، نقول :رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبحمد نبيا ،ولكن الفعل أخذ يتعدى بنفسه نقول:أخذت الكتاب.

2-تقديم لفظ الجلالة على الرسول الكريم في قوله "آتاهم الله ورسوله" تقديم بالأهمية المعنوية وبالفضل والشرف ،وأتاهم هنا بمعنى أعطاهم وقسم لهم وفرض لهم ، ولذلك لم يفصل بين الله ورسوله هنا لأن الإعطاء ليس بمعنى الرزق .
3-الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه في قوله"سيؤتينا الله من فضله ورسوله لأن الفضل والرزق من الله ، والرسول- صلى الله عليه وسلم- يقسمه بين المسلمين.
4-إظهار لفظ الجلالة في قوله "إنا إلى الله راغبون" بدلا من الضمير حتى لا يعود الضمير على الرسول الكريم مثيرا اللبس،ولبعد المسافة بين الضمير والمرجع فضعفت العلاقة بينهما مما دعا إلى إعادة المرجع لتوضيح العلاقات المعنوية .