أقوال بعض المنصفين من أهل الشرق والغرب في الرسول عليه الصلاة و السلام وفي رسالته
إلى من لم يعرفْ الإسلامَ على حقيقته ، إلى من لم يقدِّرْ نعمةَ الله عليه ممن وُلِدَ مسلماً فلم يعرفْ من دينِه إلا اسمَه ، إلى من تكلَّمَ عن الإسلامِ بدافعِ الحقدِ والحسدِ ، إلى من قرأ شيئاً عن الإٍلامِ بهدفِ التنقيصِ والطعنِ ، إلى من اغتَرَّ بالغربِ وأهلِه واسمعَ للمستشرقينَ وأذنابِهم ؛ إلى هؤلاءِ جميعاً أقدمُ هذه الأقوالَ مصداقاً لقولِ النبي صلى الله عليه و سلم : " إن اللهَ يؤيِّدُ هذا الدينَ بالرجلِ الفاجِرِ "([1])
قال دوديانوس الوزيرُ الفرنسي : [ جاء الإسلامُ مخالفاً لكثيرٍ من الأديانِ التي ضاعتْ حقيقتُها ، ولكنه جاءَ مُنَزَّهاً عما لا يُعقَلُ من الخرافاتِ والأباطيلِ ، وإن خالفَ المسيحيينَ في أن المسيحَ بشرٌ لا يملِكُ لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا بإذن الله . والإسلامُ مكمِّلٌ للإنسانيةِ ، لا غموضَ فيه ، وهو يقرِّرُ الوحدانيةَ ، فسَلِمَ من التناقضِ والمعارضةِ العقليةِ . الإسلامُ أمرَ بالمساواةِ ، والاشتغالِ بالعملِ ، والتنَزُّهِ عن الرهبانيةِ . أما تأخرُ أهلِه فناشئٌ من أنهم انحرَفوا عن أصولِه ، وتوجَّهوا لغير مرامِه ].
وقال شارل مزمر الفرنساوي المعروفُ : [ إنني أظهرُ فكري بكلِّ صراحةٍ وأقولُ : لو وَجَدَ دينُ الإسلامِ المبلغينَ المقتدرينَ الذينَ يقدرون على المذاكرةِ والتفاهمِ مع علماءِ النصارى في هذه الأزمنةِ التي تنتشرُ فيها مذاهبُ الضلالةِ وتنتَصِرُ ، لأسلمَ الناسُ جميعاً ] .
وقال الكاتبُ الفيلسوفُ برناردوشو المعروف : [ سيجيء يومٌ يعتنقُ فيه الغربُ الإسلامَ ، فإنه مضتْ قرونٌ كاملةٌ كان للغربِ فيها كتبٌ وجرائدٌ مملوءةٌ من الافتراءاتِ على دينِ الإسلامِ ونبيه عليه الصلاة و السلامأما اليومَ فقد تُرجِمَتْ معاني القرآنِ ، وبعضِ كتبِ الإسلامِ ، إلى لغاتِ بلادِ أوروبا ولا سيما الإنجليزية ، ففهِمَ رجالُ الغربِ أن الإسلامَ الحقيقيَّ ليس الذي كانوا يقرؤونه ويعرفونه في الجرائد والكتبِ السابقةِ ].
وقال أيضاً : [ إن الرجلَ العالِمَ يميلُ بطبعه إلى الإسلامِ لأنه الدينُ الوحيدُ الذي ينظرُ إلى أمورِ الدنيا والآخرةِ سواء ] .
وقال أيضاً : [ إني أعتقدُ أن رجلاً كمحمدٍ لو تَسَلَّمَ زمامَ الحكمِ المطلَقِ في العالَمِ أجمعَ لتمَّ له النجاحُ في حكمه ، ولقادَهُ إلى الخيرِ ، ولحلَّ مشاكلَه على وجهٍ يكفُلُ للعالَمِ السلامَ والسعادةَ المنشودةَ ] .
ويقول أيضاً : [ قد وضعتُ دائماً دينَ محمدٍ )صلى الله عليه و سلم(موضعَ الاعتبارِ السامي بسببِ حَيَوِيَّتِه المدهشة . فهو الدينُ الوحيدُ الذي يلوحُ لي أنه حائزٌ أهليةَ الهضمِ لأطوارِ الحياةِ المختلفةِ ، بحيث يستطيعُ أن يكونَ جذاباً لكلِّ جيلٍ من الناسِ . ولقد تَنَبَّأتُ بأن دينَ محمدٍ )صلى الله عليه و سلم( سيكونُ مقبولاً لدى أوروبا غداً . ولقد بدا كونَه مقبولاً لديهم اليومَ . وقد صور أكليدوس القرونَ الوسطى للإسلامِ بأحلَكِ الألوانِ ، إما بسببِ التعصبِ الذميمِ ، أو بسببِ الجهلِ الممقوتِ ] .
ثم قال : [ ولقد كانوا في الواقعِ يُمَرَّنونَ على كراهيةِ محمدٍ وكراهيةِ دينِه . وكانوا يعتبرونه خصماً للمسيحِ . ولقد درَسْتُه باعتبارِه رجلاً مدهِشاً ، فرأيتُه بعيداً عن مخاصمةِ المسيحِ . بل يجبُ أن يُدعَى منقذَ الإنسانيةِ . وإني لأعتقدُ بأنه لو تولى رجلٌ مثلَه زمامَ العالَمِ الحديثِ لنجَحَ في حلِّ مشاكِلِه بطريقةٍ تجلبُ إلى العالَمِ السلامَ والسعادةَ ، اللَّذَينِ هو في أشدِّ الحاجةِ إليهما . ولقد أدركَ ذلك في القرنِ التاسع عشر مفكِّرونَ أمثال : كارليل ، و جون ، وهكذا وُجِدَ تحوُّلٌ حَسَنٌ في موقفِ أوروبا من الإسلامِِ ] .
وقال بيرك في بعضِ خطاباته في البرلمان الإنجليزي : [ إن دينَ الإسلامِ هو أحكمُ وأعقلُ وأرحمُ تشريعٍ عرفَه التاريخُ البشريُّ ] .
وقال توماس كارليل : [ لقد أصبحَ من أكبرِ العارِ على أيِّ فردٍ متمدْيِنٍ من أبناءِ هذا العصرِ أن يُصغي إلى ما يظنُّ أن دينَ الإسلامِ كَذِبٌ وأن محمداً خداعٌ مزوَّرٌ . وآن لنا أن نحاربَ ما يُشاعُ من مثلِ هذه الأقوالِ السخيفةِ المخجِلةِ ، فإن الرسالةَ التي أداها ذلك الرسولُ ما زالتْ السراجَ المنيرَ اثني عشر قرناً ، لنحوِ مائتي مليونٍ من الناسِ أمثالِنا ، خلقَهم الله الذي خلقنا ، أفكان أحدُكُم يظنُّ أن هذه الرسالةَ التي عاش بها ومات عليها هذه الملايينُ الفائتةُ الحصرِ والإحصار أكذوبةٌ وخدعةٌ ؟ أما أنا فلا أستطيعُ أن أرى هذا الرأيَ أبداً . ولو أن الكذبَ والغشَّ يروجانِ عندَ خلقِ الله هذا الرواجَ ويصادفان منهم مثل ذلكَ التصديقِ والقبولِ ، فما الناسُ إلا بُلْهٌ ومجانين ، وما الحياةُ إلا سخفٌ وعبثٌ وأضلولةٌ ، كان الأولى بها ألا تخلق . فوا أسفاه ما أسوأَ مثلَ هذا الزعم ! وما أضعفَ أهلُه وأحقهم بالرثاء والمرحمة ! ] .
ثم قال : [ وعلى هذا فلسنا نَعُدُّ محمداً )صلى الله عليه و سلم( هذا قطُّ رجلاً كاذباً متصنِّعاً يتذرَّعُ بالحِيَلِ والوسائلِ إلى بغيةٍ أو يطمحُ إلى درجةِ ملِكٍ أو سلطانٍ أو غيرِ ذلك من الحقائرِ والصغائرِ . وما الرسالةُ التي أداها إلا حقٌّ صراحٌ . وما كَلِمَتُه إلا صوتٌ صادقٌ صادرٌ من العالَمِ المجهولِ . كلا ، ما محمدٌ بالكاذبِ ولا الملفِّقِ وإنما هو قطعةٌ من الحياةِ قد تَفَطَّرَ لها قلبُ الطبيعةِ ، فإذا هي شهابٌ قد أضاءَ العالَمَ أجمعَ . ذلك أمرُ الله ، وذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاءُ ، والله ذو الفضلِ العظيمِ . وهذه حقيقةٌ تدفَعُ كلَّ باطلٍ ، وتدحضُ حجةَ القومِ الكافرين ] .
وقال عن القرآن : [ إن القرآنَ كتابٌ لا ريبَ فيه ، وإن الإحساساتِ الصادقةَ الشريفةَ والنياتِ الكريمةَ تُظهِرُ لي فضلَ القرآنِ . والفضلُ الذي هو أول وآخرُ فضلٍِ ، وُجِدَ في كتابٍ نتجَتْ عنه جميعُ الفضائلِ على اختلافِها ، بل هو الكتابُ الذي يُقال عنه في الختام : وفي ذلكَ فليتنافَسِ المتنافسونَ ، لكثرَةِ ما فيه من الفضائلِ المتعددةِ ] .
وقال المستشرقُ الإنجليزي هـ.جي ويلز : [ إن من أرفعِ الأدلةِ على صدقِ محمدٍ )صلى الله عليه و سلم(كونَ أهلِه وأقربِ الناسِ إليه يؤمنون به . فقد كانوا مطَّلعينَ على أسرارِه ، ولو شكّوا في صدقِه لما آمنوا به ] .
وقال المؤرخُ الكبيرُ جوستاف لوبون عن القرآنِ الكريمِ والدعوةِ المحمدية : [ حسبُ هذا الكتابِ جلالةً ومجداً أن الأربعةَ عشرَ قرناً التي مرَّتْ عليه لم تستَطِعْ أن تُجَفِّفَ ولو بعضَ الشيءِ من أسلوبِه الذي لا يزال غَضاً . كأن عهدَه وعهدَ رسالتِه بالوجودِ أمسِ ] .
و للمزيد الرجاء الدخول على هذا الرابط
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1553