يقول تعالى"أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم "
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى"أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم".
وفي هذه الآية الكريمة الأمران التاليان:
الأول:هذه الآية الكريمة تترتب من العام إلى الخاص بحسب الأهمية المعنوية ، والأصل هو:أحل الرفث إلى نسائكم ليلة الصيام لكم ، ومجيء هذا الأصل ملبس ، فتم العدول عن الأصل من أجل أمن اللبس ،كما تم تقديم شبه الجملة لكم " من أجل التخصيص ولهذا ارتبط بالفعل أولا بحسب قوة العلاقة المعنوية ، كما تم تقديم الظرف "ليلة الصيام" بحسب الأهمية المعنوية ،لأن التحليل مرتبط بها وخاص بها وكان من أجلها ، وقد تم التقديم رغم تقدم الظرف على المصدر الذي يتعلق به وهو "الرفث"، والذي سوّغ هذا التقديم هو كونه غير ملبس ،حيث بقي الظرف ملاصقا للمصدر متصلا به غير بعيد عنه .
الثاني:التضمين :حيث ضمَّن الرفث معنى الإفضاء ولهذا تعدى الرفث بواسطة إلى لأنه بمعنى الإفضاء ، فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي.