تقديم الملائكة على الرسل
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ،والإنسان يتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم كما هو الحال في قوله تعالى:آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدمن رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" وفي هذه الآية الكريمة عدة أمور ،منها:
1- تقديم الرسول على المؤمنين نحو الفعل "آمن" بحسب الأهمية المعنوية والزمن والفضل والشرف .
2- تقديم الملائكة على الرسل في قوله تعالى:"كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله" والأصل تقدم الرسل على الكتب والملائكة بالأهمية المعنوية ، فعدل عن الأصل لأن الآية تترتب من الغيب إلى الحاضر ومن المرسِل إلى حامل الرسالة إلى الرسالة إلى مبلغ الرسالة ، ولهذا تقدمت الملائكة على الرسل ،كما كان في تأخير الرسل اتصال لها بقوله"لا نفرق بين أحد من رسله "،فالكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل.
3- تقديم السمع على الطاعة بالأهمية المعنوية والزمن والطبع لأن الإنسان عادة يسمع ثم يطيع.
4- تقديم السمع والطاعة على المغفرة لكون الوسيلة تتقدم على المتوسل إليه .
والله أعلم