تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مفاسد سماع الغناء...!!

  1. افتراضي مفاسد سماع الغناء...!!

    مفاسد سماع الغناء ..
    بناءُ الاستمداد على تحريم الغناء والمعازف عند علماء الإسلام: هو كتاب الله سبحانه الناطق ، وسنة نبي الإسلام صى الله عليه وسلم الماضية ، والمنقول عن سلف الأمة - رحم الله جمعهم الكريم - على ذلك ..وليس المقصود في هذا المنشور بيان تلك الأدلة القاضية بالتحريم كتاباً وسنةً وأثرًا ، وقولاً لواحد من علماء المذاهب المتبوعة ؛ كل ذلك له بسط معروف في موضعه من تضاعيف كتب أهل العلم والنقل ..بل المقصود هنا : هو بيان مفاسد سماع الغناء على السلوك والخلق انحرافًا ، وعلى الفضيلة إفسادًا وضياعاً .. وإليكم البيان :من مفاسد سماع الغِـناء والمعـازف :المفسدة الأولى :
    من مفاسد سماع الغناء أن له خواصَّ لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق ونباته فيه كنبات الزرع بالماء .
    فمن خواصه : أنه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه ؛ فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً، لما بينهما من التضاد ؛ فإن القرآن : ينهى عن اتباع الهوى ،ويأمر بالعفة ومجانبة شهوات النفوس ، وأسباب الغي ،وينهى عن اتباع خطوات الشيطان ، والغناء : يأمر بضد ذلك كله ويحسنه ويهيج النفوس إلى شهوات الغي؛ فيثير كامنها ، ويزعج قاطنها ، ويحركها إلى كل قبيح، ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح ، فهو والخمر رضيعا لبان ، وفي تهييجهما على القبائح فرسا رهان،فإنه صنو الخمر ورضيعه ونائبه ، وحليفه وخَدينه وصديقه، عقد الشيطان بينهما عقد الإخاء الذي لا يُفسخ ، وأحكم بينهما شريعة الوفاء التي لا تُنسخ .قال بعض العارفين : ( الغناء : يورث النفاق في قوم ، والعناد في قوم ،والكذب في قوم ،والفجور في قوم ،والرعونة في قوم ، وأكثر ما يورث عشق الصور ، واستحسان الفواحش ، وإدمانه يثقل القرآن على القلب ،ويكرهه إلى سماعه بالخاصية ،وإن لم يكن هذا نفاقاً فما للنفاق حقيقة ؟! .المفسدة الثانية :وهي : أنك لا تجد أحداً عُني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى : علماً وعملاً، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء ، بحيث إذا عرض له سماع الغناء وسماع القرآن عدل عن هذا إلى ذاك ، وثقل عليه سماع القرآن ،وربما حمله الحال على أن يُسْكِت القارئ ، ويستطيل قراءته ،ويستزيد المغني ويستقصر نوبته ، ويكفي المرء من الضلالة والضياع : أن يختار حديث الباطل على حديث الحق .
    قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل ) .
    يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين(1/487):
    (وهذا كلام عارف بأثر الغناء وثمرته ،فإنه ما اعتاده أحدٌ إلا نافق قلبُه وهو لا يشعر ، ولو عَرفَ حقيقةَ النفاقِ وغايته ؛لأبصره في قلبه،فإنه ما اجتمع في قلب عبد قط محبةُ الغناء ومحبة القرآن: إلا طردت إحداهما الأخرى ،وقد شاهدنا نحن وغيرنا:ثقل القرآن على أهل الغناء وسماعه وتبرمهم به وصياحهم بالقارئ إذا طول عليهم ،وعدم انتفاع قلوبهم بما يقرأه ،فلا تتحرك ولا تطرب ولا تهيج منها بواعث الطلب ، فإذا جاء قرآن الشيطان فلا إله إلا الله !كيف تخشع منهم الأصوات، وتهدأ الحركات ،وتسكن القـلوب وتطمئن ،ويقع البكاء والوجد والحركة الظاهرة والباطنة ..وطيب السهر ،وتمني طول الليل ؛ فإنْ لم يكن هذا نفاقاً فهو آخيِّةُ النفاق وأساسه ) .
    والخطاب هنا نصحاً لمن كان في قلبه بعض حياة يحس بها ، فأمَّا من مات قلبه ،وعظمت فتنته ، فقد سدَّ على نفسه طريق النصيحة ( وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ..المفسدة الثالثة :
    قال الفضيل بن عياض-رحمه الله- : ( الغِـناء رُقـيَةُ الـزِّنا ).
    وقال يزيد بن الوليد : ( يا بني أمية: إياكم والغناء ؛فإنه ينقص الحياء ،ويزيد في الشهوة ،ويهدم المروءة ، وإنه لينوب عن الخمر ،ويفعل ما يفعل السكر ،فإن كنتم لا بد فاعلين :فجنبوه النساء،فإن الغناء داعية الزنى ) .
    وقال محمد بن الفضل الأزدي : (نزل الحطيئة برجل من العرب ومعه ابنته مليكة ، فلما جنَّه الليل :سمع غناء ،فقـال لصاحب المنـزل:كفَّ هذا عني . فقال : وما تكره من ذلك ؟ فقال : إن الغناء رائد من رادة الفجور ،ولا أحب أن تسمعه هذه يعني : ابنته فإنْ كففته وإلا خرجت عنك ) .يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في مجموع الفتاوى(10/41) :
    (الغناء :رقية الزنا،وهو من أعظم الأسباب لوقوع الفواحش ،ويكون الرجل والصبي والمرأة في غاية العفَّة والحرية حتى يحضره ؛ فتنحلّ نفسه وتسهل عليه الفاحشة ،ويميل لها فاعلاً أو مفعولاً به، أو كلاهما كما يحصل بين شاربي الخمر .. ) .
    وقال الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/240) :
    ( ومن الأمر المعلوم عند القوم : أنَّ المرأة إذا استصعبت على الرجل اجتهد أن يسمعها صوت الغناء ،فحينئذ تعطي الليان .
    وهذا : لأن المرأة سريعة الانفعال للأصوات جداً ؛فإذا كان الصوت بالغناء صار انفعالها من وجهين:من جهة الصوت،ومن جهة معناه .
    ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لأنجشة حـادية: (يا أنجشة رويدك رفقاً بالقوارير ) يعني النساء .
    فأمَّا إذا اجتمع إلى هذه الرقية: الدف والشبابة والرقص بالتخنث والتكسر : فلو حبلت المرأة من غناء لحبلت من هذا الغناء .
    فلعمر الله : كم من حرَّة صارت بالغناء من البغايا،وكم من حرٍّ أصبح به عبداً للصبيان أو الصبايا ، وكم من غيور تبدلَّ به اسماً قبيحاً بين البرايا ، وكم من ذي غنى وثروة أصبح بسببه على الأرض بعد المطارف والحشايا ، وكم من معافى تعرض له فأمسى وقد حلت به أنواع البلايا ، وكم أهدى للمشغوف به من أشجان وأحزان فلم يجد بداً من قبول تلك الهدايا ، وكم جرَّع من غصَّة ، وأزال من نعمة وجلب من نقمة وذلك منه من إحدى العطايا ، وكم خبأ لأهله من آلام منتظرة وغموم متوقعة وهموم مستقبلة .
    فسل ذا خـبرةٍ يُنبيــك عنـه ... لتعــلم كم خبايا في الزوايا
    وحاذر إن شغفت به سهاماً ... مريشـة بأهــــداب المنــايا
    إذا مــ،ـا خـالطـت قلبـاً كئيباً ... تمــزق بين أطبـاق الرزايا
    ويصبـــح بعد أن قد كان حُرَّاً ... عفيفَ الفرجِ عبداً للصـبايا
    ويعـطي من به يغني عنـاء ... وذلك منه من شرِّ العَطايا
    المفسدة الرابعة :
    يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في المدارج(1/500):
    ( الذي شاهدناه نحن وغيرنا وعرفناه بالتجارب: أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم ،وفشت فيهم ،واشتغلوا بها: إلا سلط الله عليهم العدو،وبلوا بالقحط والجدب،وولاة السوء ،والعاقل يتأمل أحوال العالم وينظر والله المستعان ) .
    قال الله تعالى : ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ) ..
    ويقول سبحانه : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) ..
    وأخــرج ابن ماجـة في السنن وغـيرُه عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال:
    أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(يا معشر المهاجرين!خمس خصال إذا ابتليتم بهن،وأعوذ بالله أن تدركوهن:لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشافيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا،ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة،وجور السلطان عليهم،ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء،ولولا البهائم لم يمطروا،ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذ بعض ما في أيديهم،وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله،ويتخيَّروا مما أنزل الله،إلا جعل الله بأسهم بينهم ) .
    أقول : مفاسد الغناء وسماعه كثيرة وليس المقصد بهذا البحث حصرها ، وإنما المذكور على سبيل التنبيه والإرشاد عسى الله أن ينفع بها الجميع ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ..حسن الحملي ..
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,111

    افتراضي

    جزاك الله خيرا .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,785

    افتراضي

    يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في المدارج(1/500):[/SIZE][/FONT][/B][/FONT][/COLOR][FONT=lucida grande][B][SIZE=5]( الذي شاهدناه نحن وغيرنا وعرفناه بالتجارب: أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم ،وفشت فيهم ،واشتغلوا بها: إلا سلط الله عليهم العدو،وبلوا بالقحط والجدب،وولاة السوء ،والعاقل يتأمل أحوال العالم وينظر والله المستعان ) .
    [/CENTER][/QUOTE]
    صدق رحمه الله .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •