بارك الله فيكم.
يُنظر أيضًا في الفصل لابن حزم، حيث عقد بابًا فقال:
هل يكون مؤمنا من اعتقد الإسلام دون استدلال أم لا يكون مؤمناً مسلماً إلا من استدل ؟
قال أبو محمد: "ذهب محمد بن جرير الطبري والأشعرية كلها حاشا السمناني إلى أنه لا يكون مسلماً إلا من استدل وإلا فليس مسلما و قال الطبري من بلغ الاحتلام أو الاشعار من الرجال والنساء أو بلغ المحيض من النساء ولم يعرف الله عز وجل بجميع أسمائه وصفاته من طريق الاستدلال فهو كافر حلال الدم والمال و قال أنه إذا بلغ الغلام أو الجارية سبع سنين وجب تعليمها وتدريبهما على الاستدلال على ذلك و قال ت الأشعرية لا يلزمها الاستدلال على ذلك إلا بعد البلوغ. قال أبو محمد: و قال سائر أهل الإسلام كل من اعتقد بقلبه اعتقاداً لا يشك فيه و قال بلسانه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإن كل ما جاء به حق وبرئ من كل دين سوى دين محمد صلى الله عليه وسلم فإنه مسلم مؤمن ليس عليه غير ذلك. "
وينظر أيضًا: رسالة البيان لحقيقة البيان حيث قال أيضًا: " أولها قولك: انظر هل فرض الله تعالى النظر أم لا فجوابي إنه لم يفترض قط في التوحيد وصحة النبوة وجميع الشرائع، النظر؛ بل إنما افترض في كل ذلك اتّباعَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقط. ولو فرضه الله تعالى فيها، ما جاز قبولها من أحد حتى يقرر على الوجه الذي صح به عنده التوحيد والشريعة كلها.
قال الإمام الخطابي نقلاً عن مرقاة المفاتيح لملا علي القاري، وذلك عند شرحه حديث الوسوسة:
"لو أذن رسول الله في محاججته لكان الجواب سهلا على كل موحد أي بإثبات البراهين القاطعة على أن لا خالق له تعالى بإبطال التسلسل ونحوه كاستحضار أن جميع المخلوقات داخله تحت اسم الخلق فلو جاز أن يقال من خلق الخالق لأدى إلى ما لا يتناهى وهو باطل قطعا وفيه إشعار بمذمة علم الكلام ودلالة على حرمة المراء والمجادلة فيما يتعلق بذات الله وصفاته وإيماء إلى صحة إيمان المقلد"
قال القاضي أبو يعلى في المعتمد في أصول الفقه: الباب الأول في أحكام النظر
" وأول ما أوجب الله تعالى على خلقه العقلاء النظر والاستدلال المؤدين إلى معرفة الله سبحانه، إلخ."
ص 21 تحقيق د. وديع زيدان حدّاد، دار المشرق (بيروت لبنان) 1947.