نحتاج إلى التصدر في حمل المسئولية ... وليس إلى مخاطبة الناس من مكان بعيد

الناس في إنكار المنكر اليوم ما بين معرض عنه وغير منشغل به ، وما بين مخطيء ومسيء ومتعدٍ في الانكار ويحسب بفعله هذا أنه منكٍرٌ للمنكر ومدافع عن الحق ...

ولو اطلعنا على ما قام به الأنبياء والرسل جميعا لرأينا أن إنكار المنكر لا بد له ليس من علماء عالمين بالمنكر وفقط ، بل وعلماء ربانيين مخلصين جريئين في الصدع بالحق .. ليسوا كالأحزاب المتخبطة ولا رؤسائها الطالبين للشهرة ...

فليس الانكار أن تذهب وتسب وتلعن الظالم فيأخذك ويعتقلك ويعذبك ..
وليس الانكار أن تنطوي تحت كل ما يريده الظالم ابتغاء السلامة من بطشه وظلمه ..
وليس الانكار أن يكون المحفز للانكار في بلدة والذين يحفزهم هم الذين في الواجهة والمواجهة مع الظلم .. فيقحمهم في البلاء ويعرضهم للقتل والهلاك ...

وإنما الانكار تبليغ الظالم أنه ظلم مع الصبر وعدم التعدي ...
قال تعالى حكاية عن الرسل لأقوامهم المكذبين لهم : ( وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا )
وقال تعالى لموسى وهارون عندما أرسلهما إلى فرعون : ( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ).