قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ) الحديث
هل يستفاد منه أن ( الصاحب ) و ( الخليفة ) من أسماء الله عز وجل ؟
أرجو التوثيق إن أمكن
قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ) الحديث
هل يستفاد منه أن ( الصاحب ) و ( الخليفة ) من أسماء الله عز وجل ؟
أرجو التوثيق إن أمكن
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أخي أبا النور الحنبلي سلمه الله تعالى ..، استوعب الموجز الآتي رحمك الله ..
فلقد اختلف العلماء في هذين الإسمين وأمثالهما ؛ كالصانع والفاتح و...، على أكثر من قول ، أهمها ثلاثة أو أربعة كالآتي :
القول الأول : أنّ الصاحب والخليفة وإن كانا حسب القاعدة من الأسماء الخبريّة ؛ لورود النص الثابت الصحيح بذلك عن الرسول صلوات الله عليه ..، لكنهما اسمان غريبان، غير متعارفين عند أهل الشرع كما تعورف عندهم نحو الرازق والمعين وأمثالهما ..؛ فتعيّن علاج هذا ..
وقد عولج هذا -أي بسبب الغرابة- بإرجاع هذين الاسمين، وأمثالهما: كالفاتح ، والصانع ، إلى ما كان متعارفاً من أسمائه تعالى ..؛ كالآتي..
قال الإمام ابن العربي المالكي الإشبيلي (543هـ) في القبس :
وذكر مالك رضي الله عنه حديثًا بلغه وهو صحيح ثابت: (اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والمال ...) وذكر فيه اسمين غريبين لله، أحدهما الصاحب "والآخر الخليفة ، وقد استوفينا بيانهما في الأمد الأقصى والصاحب" يرجعُ إلى العالم وإلى الحافظ بمعنى وإلى اللطيف بآخر ...، والخليفةُ يرجع معناهُ إلى معنى الوكيل ... .اهـ.
القول الثاني والثالث : والقول الثاني هي من الأسماء على الاطلاق ، وأما الثالث ؛ فهي من الأسماء لكن من دون إطلاق ينافي التوقيف، بل هي كما جاءت مقيدة بظرف الزمان أو المكان أو الحال، أو كما جاءت من دون تعريف، وعلى هذا بقيّة ما ورد في هذا الباب ..
ذكر كل من القولين الإمام المناوي (1031هـ) في فيضه ..، حيث قال :
(إن الله تعالى صانع) ...، وهذا الحديث قد احتج به لما اشتهر بين المتكلمين والفقهاء من إطلاق الصانع عليه تعالى .
قال المؤلف فاعتراضه بأنه لم يرد ، وأسماؤه تعالى توقيفية، غفلة عن هذا الخبر ؛ وهذا حديث صحيح لم يستحضره من اعترض ، ولا من أجاب بأنه مأخوذ من قوله {صنع الله} انتهى .
ومنعه بعض المحققين بأنه لا دليل لما صرحوا به من اشتراط؛ إذ لا يكون الوارد على جهة المقابلة نحو {أم نحن الزارعون) {والله خير الماكرين) وهذا الحديث من ذلك القبيل وبأن الكلام في الصانع بأل، بغير إضافة، وما في الخبر مضاف، وهو لا يدل على جواز غيره، بدليل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : يا صاحب كل نجوى ، أنت الصاحب في السفر ، لم يأخذوا منه أن الصاحب بغير قيد، من أسمائه .
نعم صح من حديث الحاكم والطبراني اتقوا الله فإن الله فاتح لكم مصانع وهذا دليل واضح للمتكلمين والفقهاء لا غبار عليه ولم يستحضره المؤلف، ولو استحضره لكان أولى له مما يحتج به في عدة مواضع . اهـ المناوي بحروفه .
القول الرابع -ولعله يرجع إلى الأول-: تأويلهما؛ فالصاحب مؤول بمن لا يخلو منه مكان ، والخليفة في الأهل : الرازق لهم..؛ قاله الإمام أبو الوليد الباجي (474هـ)
قال في المنتقى :
وقوله - صلى الله عليه وسلم - «أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل» بمعنى أنه لا يخلو مكان من أمره وحكمه ؛ فيصحب المسافر في سفره، بأن يسلمه ويرزقه ويعينه ويوفقه، ويخلفه في أهله بأن يرزقهم سعة... .
تدبر في ذلك جيداً أخي الكريم ، ولا تعجلنّ.
نفع الله بكما .
ينظر هذا : http://www.alifta.net/fatawa/fatawaD...eNo=1&BookID=3
وهذا أيضا : http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archiv.../t-120026.html
بارك الله فيكم جاء في معجم المناهي اللفظية لبكربن عبد الله أبو زيد رحمه الله قوله :ومن هذا الغلطُ في التعبيد لأسماءٍ يُظنُّ أنَّها من أسماءِ اللهِ تعالى وليستْ كذلك؛ مثل: عبدِالمقصودِ، عبدِالستَّارِ، عبدِالموجودِ، عبد المعبودِ عبدِالهوه، عبد المُرْسِل، عبد الوحيد، عبد الطالب، عبد الناصر، عبد القاضي، عبد الجامع،عبد الحنان، عبد الصاحب - لحديث: ((الصاحب في السفر)) - عبد الوفي.. فهذه يكونُ الخطأُ فيهمن جهتين:- من جهةِ تسميةِ اللهِ بما لم يردْ بِهِ السَّمعُ، وأسماؤهُ سبحانه توقيفيَّةٌ على النصِّ مِن كتابٍ أو سنَّةٍ.
- والجهةُالثانيةُ : التَّعبيدُ بما لم يسمِّ اللهُ بهِ نفسه ولا رسولُه - صلى الله عليه وسلم -.
وكثير منها من صفات الله العُلى، لكن قد غلط غلطاً بيناً من جعل لله من كل صفة: اسماً واشتق له منها، فقول الله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ} [غافر: من الآية20] لا يشتق لله منها: اسم القاضي، لهذا فلا يقال: عبد القاضي، وهكذا - وانظره في حرف الجيم: الجامع انتهى ج1ص373
وقال محمد بن خليفة بن علي التميمي في كتابه معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى :40- "الصّاحبُ"
دليله: حديث: " أنتَ الصَّاحبُ في السَّفَر".
التعليق: لا يدخل في باب الأسماء، وإنَّما يدخل في باب الإخبار؛ فهو هنا ورد مقيّدا بالسَّفَر.
من ذكره: ا- ابن منده. 2- القرطبى.انتهى ج1ص232 وبالله التوفيق