الحمد لله وبعد
لما وجدت من قلبي قسوة وشدة وبعد عن الله وهو أمر أراه ظاهرا من حالي لا خفاء فيه
بحثت عن سبيل نجاة مع كثرة الكتب والمحاضرات ووووووألخ .
فوفقني الله لرسالة عيوب النفس لأبي عبدالرحمن السلمي رحمه الله ،فتصفحت أول ورقتين فوجدت الداء بعينه ولعمر الله لقد وجدت كبد الأمر وأس البلية قد أمسك بخطامها المصنف رحمه الله في نقله ،ولما كان ذلك وما قرأته بعد أردت نفع إخواني وأخواتي ممن حالهم كحالي ، عسى الله أن يصلح قلوبنا ، وتكون صدقة جارية لي .
فأقول والله المستعان
عيوب النفس وأدويتها
أبي عبد الرحمن السلمي
محمد بن الحسين بن محمد بن موسى, أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري, روى عن الأصم وغيره. وعنه مشايخ البغداديين, كالأزهري والعشاري وغيرهما. توفي في شعبان عام 412للهجرة.
نبذة عن الكتاب :
يحوي الكتاب ذكر تسعة وستين عيباً من عيوب النفس مع ذكر أدويتها, وفيه تنبيه على أنه ليس القصد إحصاء العيوب بل القصد التخلص منها, وأنه ليست عيوب النفس ما ذكره, بل إن النفس كلها عيبة ثم بعد ذلك وضع رحمه الله تعالى وصية, وصى فيها بتسع وخمسين خصلة من الخصال الحميدة السنية, فقد وضع كتابه ملخصاً في التخلية والتحلية, التخلية عن الخلق الذميمة, والتحلية بالخلق الفاضلة وبما أن التخلية من قسم الاجتناب عن المناهي, والتحلية من قسم امتثال الأوامر, واجتناب النواهي أهم من امتثال الأوامر. ومن المعلوم أن الأعمال والأفعال وليدة من دوافع مكنونة في القلب والنفس فصفاء القلب وتنوره بالتوحيد والإيمان يورث أخلاقاً تنبثق منها أقوال وأفعال كما أن كدورة القلب وعدم صفائه يورث أخلاقاً كذلك ينبثق منها ما يلائمها من أقوال وأفعال.
دار النشر / مكتبة الصحابة - طنطا - 1408تحقيق : مجدي فتحي السيد
عدد الأجزاء / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المصنف
الحمد لله الذي عرف أهل صفوته عيوب أنفسهم وأكرمهم بمطالعة عذرها وجعلهم أهل اليقظة والانتباه لموارد الأحوال عليهم ووفقهم لمداواة عيوبها ومكامن شرورها بأدوية تخفى إلا على أهل الانتباه فيسهل عليهم من ذكر التفسير بفضله وحسن توفيقه وبعد
فقد سألني بعض المشايخ أكرمه الله بمرضاته أن أجمع فصولا في عيوب النفس يستدل به على ما ورآها فأسعفته بطلبته وجمعت له هذه الفصول التي أسأل الله تعالى أن لا يعدمنا بركتها وذلك بعد أن استخرت الله فيه واستو فقته وهو حسبي ونعم الوكيل والصلاة على نبيه الكريم وآله وصحبه وسلم تسليما
قال الله تعالى ) إن النفس لأمارة بالسوء ( وقال تعالى ) ونهى النفس عن الهوى ( وقال ) أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ( وغير هذا من الآيات ما يدل على شرور النفس وقلة رغبتها في الخير