السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشكل علينا نحن المسلمين ممن طلب السكنى في بلاد الغرب لظروف خاصة أوغيرها الدعوة للهجرة منها إلى بلاد مسلمة. والمراقب الآن لأحوال المسلمين هناك يعلم أن جمهور المسلمين الذين يعيشون في تلك البلاد قد أصبحوا مواطنين أصليين فيها بحكم الولادة فيها لجيلين فأكثر أو بالدخول في الإسلام وليس فقط بحكم الهجرة المعاكسة أو التجنيس.
المشكل في هذا الأمر أن أغلب الدراسات الشرعية التي اطلعت عليها في مناقشة أحوال المسلمين في الغرب تنبع من فرضية أنهم جاليات مهاجرة وأنهم في ظروف مؤقتة وأن المنتهى لهم هو "العودة" إلى بلاد الإسلام بغض النظر عن إمكانية هذا الأمر من الناحية العملية أم لا.
وأغلب الفتاوى تتوجه أصلا لصالح الفئة المهاجرة من أبناء المسلمين أو المغتربين لفترات مؤقتة وتهمل في ذلك الغالبية العظمى من أبناء المسلمين الذين لا يفهمون معنى الهجرة أصلا من بلاد هي لهم الوطن الذي يعرفون. والمفتى في الغالب هو من سكان ديار المسلمين ويفتي فقط بناء على ما يزود به من معلومات في السؤال لحل معضلة مفردة بدل النظر في المسألة على أنها واقع معاش هو الغالب وليس الأمر الشاذ. لهذا فأغلب المسائل يكون جوابها سليما من الناحية التنظيرية ولكن لا تؤدي دورها الحقيقي عند التطبيق إن كانت قابلة للتطبيق ابتداء. والأصل أن دور الفقيه يتمثل في إعطاء الفتوى الشرعية التي على أساسها يكون العمل وليس فقط التنظير. ولهذا يشعر كثير من أبناء المسلمين المقيمين في الغرب بأن هناك شبه وصاية عليهم غير معلنة رسمية من قبل طلبة العلم والعلماء في البلاد الإسلامية في مجال الأحكام الشرعية وكأنهم لا يجدون من يفتي لهم في بلادهم.
السؤال: بدل التعاون مع مجالس الفقه والمجالس الشرعية في الغرب , وتحويل السائل إلى إحدى تلك المؤسسات , لماذا يتولى طلبة العلم في بلاد المسلمين جواب أسئلة المسلمين من أبناء البلاد الغربية؟ لماذا هذا التصور بأن طلبة العلم في الغرب قد لا يحسنون الفتوى لأبناء بلادهم؟
مسألة للحوار والنقاش.