وفي الأسابيع الماضية قام رئيس المجموعة المتطرفة الذي كان عضوًا في القوات الأسترالية رالف سرمنارة (الإيطالي الأصل) بتعليق لوحات تهاجم الإسلام أمام أكبر مسجد في أستراليا، بحسب قناة الـ"آي بي سي" الأسترالية.
لم يترك الغرب مفسدة إلا وكان له فيها النصيب الأكبر، بل هناك من المفاسد والنقائص ما هو غربي الأصل، فالحروب التي عاشها العالم، مذ كان للغرب حضارة وإلى الآن يتولى كبرها الرجل الغربي، وآلات الحرب ومصانعه تكاد تكون مقصورة على عدد من الدول الغربية.
والتعصب والعنصرية والاستبداد صنع في أروقة القياصرة والأباطرة، وازدراء الشعوب والاستعلاء عليها بالجنس أو اللون أو الحضارة كان الغرب صاحب السبق فيه، وما يرمي به الغرب خصومه هذه الأيام- سيما المسلمين- تحت دعاوى التطرف والإرهاب كانت محاضنه غربية، والخاسر الأول والأخير كان ولا يزال المسلمون.
فقد نجح الإعلام الغربي بمختلف توجهاته وخلفياتهم السياسية والأيدلوجية في صناعة صورة ذهنية بالغة السوء عن الإسلام والمسلمين، بل امتد أثر هذه الصورة الذهنية إلى دولنا العربية والإسلامية، وصار إعلامنا كأنه رجع صوت لما يقال ويبر في الإعلام الغربي، وقصور الساسة ودوائر المخابرات الغربية ومؤتمراتهم.
فالإسلام والمسلمين براء مما يشاع عنهم من تطرف وإرهاب، بل جاء الإسلام برسالة سمحة، من أهم خصائصها العالمية فهي رسالة لعامة البشر بمختلف ألوانهم وأجناسهم وأديانهم، جاءت لتخرج الناس من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله, ومن ضيق الدنيا إلى سعتها, ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
وما نراه ونشاهده يشهد بما لا يدع مجالا للشك على إن الإرهاب والتطرف منهج غربي اتخذه الغرب مع المخالفين لهم سياسيا أو دينيا، وقد مثل الإسلام لغالب ملل العالم ودوله العدو الأول، لهذا توجه الجميع- متناسين ما بينهم من خلافات وصدامات- للنيل من الإسلام ولكل ما هو إسلامي.
فرأينا جماعات في أوروبا وأمريكا تستهدف المسلمين، وفي الصين سام الصينيون المسلمين سوء العذاب، بل لا تكاد تجد أقلية مسلمة في العالم إلا وهي تعاني من إرهاب حكومة البلد الذي تعيش فيه أو جماعات يمينية متطرفة، وما نشر عن جماعات استرالية متطرفة تستهدف المسلمين هناك شاهد جديد على نزعة التطرف في الغرب، وتأكيد على تأصل هذا الأمر في كثير من أحزابه وجماعاته السياسية والدينية.
حيث صعَّدت مجموعة استرالية متطرفة ضد المسلمين، معلنة حربها الصريحة على الإسلام واستهداف رموزه في البلاد، وتسمي هذه الجماعة نفسها؛ جماعة "أسترليان دفنس لييج" أو "تجمع الدفاع الأسترالي".
وهي مجموعة متطرفة تدعو من خلال الإنترنت إلى اغتيال الرموز الإسلامية في استراليا، ومن الأسماء التي أعلنت الجماعة نية استهدافها واغتيالها الشيخ محمد سليم الناطق باسم مجلس الأئمة الأسترالي، والشيخ تاج الدين الهلالي مفتي أستراليا السابق، والناشط قيصر طراد رئيس جمعية الصداقة الإسلامية الأسترالية، والشيخين محمد ناجي وفايز محمد، وتقول: إنها أعلنت حربها ضد الإسلام.
وفي الأسابيع الماضية قام رئيس المجموعة المتطرفة الذي كان عضوًا في القوات الأسترالية رالف سرمنارة (الإيطالي الأصل) بتعليق لوحات تهاجم الإسلام أمام أكبر مسجد في أستراليا، بحسب قناة الـ"آي بي سي" الأسترالية.
ولقد جاء رد فعل الشيخ تاج الدين الهلالي مفتي أستراليا السابق، في غاية النبل والسماحة، حيث قام بدعوة هذه المجموعة إلى وجبة غداء للإجابة على تساؤلاتهم عن الإسلام، ولتصحيح معلوماتهم لـ"أن ما يقولونه عن الإسلام وما يتخوفون منه مبني على تعاليم خاطئة، فإذا أصروا على موقفهم بعد ذلك فهذا شأنهم".. فأي سماحة وأي نبل هذا؟!!
من جانبه قال قيصر طراد- رئيس جمعية الصداقة الإسلامية الأسترالية- واسمه مدرج ضمن الأسماء المستهدفة من قبل هذه الجماعة، قال: أن "هذه الهجمات لم تأت من فراغ، ولكنها أتت ضمن جو معبأ من قبل بعض الإعلاميين، وبعض المؤسسات التي تستهدف الإسلام، وتدعم مشاريع تحريضية ضد الإسلام؛ كمؤسسة الـ"كيو سوسايتي" التي استضافت عضو البرلمان الهولندي جيرت ويلدرز، وحزب راز أب أستراليا، والحزب "المسيحي" الديمقراطي المعروف بعداوته للإسلام".
فهل سيسلط إعلام الغرب وإعلامنا- المسيء ليل نهار للإسلام والمسلمين- هل سيسلطا الضوء على ما تقوم به هذه الجماعة وغيرها من الجماعات الغربية المتطرفة، وما يتعرض له المسلمون في استراليا، وغيرها من دول العالم؟ أم أن الأمر سيمر مرور الكرام طالما الضحايا كانوا من المسلمين؟
|