15-04-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
إن رابطة العالم الإسلامي والهيئات والمراكز والمؤسسات التابعة لها في العالم تتابع ما يجري من عدوان شرس على المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى، معتبرا ذلك ظلما صارخا وبغيا واعتداء حرمته الرسالات الإلهية كلها.


ما يزال المسلمون – وللأسف الشديد منذ فترة ليست بالقصيرة– ضمن دائرة ردود الأفعال في مواجهة ما يتعرضون له من قتل وتعذيب وتهجير قسري من بلادهم, ومن محاولات أعدائهم المستمرة لطمس هويتهم الإسلامية, ليس في إفريقيا الوسطى فحسب, بل في كل مكان يضطهد فيه المسلمون وما أكثرها في هذه الأيام, وهي فوق ذلك ردود أفعال ضعيفة لا ترد كيد عدو ولا توقف نزيف دم أو تعيد مشرد أو مهجر.
وأمام هذا الواقع الأليم الذي يعيشه المسلمون, ومع عدم وجود أي فعل منظم ومنسق لإيقاف نزيف الدم المسلم, لم يكن أمام المنظمات والروابط الإسلامية إلا القيام بأضعف الإيمان –إن صح التعبير– والمتمثل بإصدار البيانات التي تستنكر استمرار وقوع المجازر الوحشية بحق المسلمين في إفريقيا الوسطى, على الرغم من وجود قوات دولية فرنسية وإفريقية كان من المفترض أن تقوم بحماية المسلمين من هجمات المليشيات المسيحية "أنتي بالاكا", إلا أن الحقيقة تؤكد أنها ساعدت على وقوع هذه المجازر بشكل أو بآخر, من خلال نزع سلاح المسلمين "سيليكا", وتركه في متناول أيدي المليشيات المسيحية.
وفي هذا الإطار استنكرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي استمرار الجماعات المتطرفة في جمهورية أفريقيا الوسطى بشن هجماتها العدوانية الآثمة على المسلمين في غياب الحماية الأمنية لهم منذ عام, حيث يتعرض المسلمون فيها لأبشع صور القتل والتنكيل، مشيرة إلى حرق عدد من المسلمين وهم أحياء والتمثيل بجثثهم والاعتداء على النساء والأطفال وهدم الممتلكات والمساجد وتحويل بعضها إلى حانات خمر.. إضافة إلى التهجير القسري لمئات الآلاف من المواطنين المسلمين إلى الدول المجاورة.
وقال الأمين العام للرابطة الدكتور "عبدالله بن عبدالمحسن التركي" في بيان صدر أمس الإثنين:
إن رابطة العالم الإسلامي والهيئات والمراكز والمؤسسات التابعة لها في العالم تتابع ما يجري من عدوان شرس على المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى، معتبرا ذلك ظلما صارخا وبغيا واعتداء حرمته الرسالات الإلهية كلها.
وأكد أن المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى كغيرهم من مسلمي أفريقيا مواطنون مسالمون يشاركون في تنمية بلادهم ويحرصون على التعايش مع غيرهم والتعاون معهم في خدمة مصالح وطنهم المشتركة.
وأضاف التركي أن المسلمين في العالم عبروا عن شديد الألم لما تناقلته وسائل الأنباء عن الانتهاكات الإجرامية الدامية وصور العدوان المريعة التي يتم فيها استهداف المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى وهم يتساءلون عن أسباب تقاعس المجتمع الدولي عن إيقاف هذا العدوان وحماية المواطنين المسلمين وفقا للأنظمة الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.
وطالب الدكتور التركي منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتدخل لدى حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى وحملها على حماية المواطنين المسلمين من عدوان الجماعات المتطرفة التي تمارس أشد صور الإرهاب فتكًا ضد المسلمين مهيبًا بمنظمة التعاون الإسلامي ببذل مساعيها لدى الجهات الدولية المعنية ومنظمات حقوق الإنسان للعمل على حماية المسلمين وردع المعتدين وإنزال العقاب بهم وفق ما تقتضيه القوانين الدولية.
وعلى الرغم من أن بيانات الاستنكار وعبارات التنديد التي تصدر عن الروابط والاتحادات والمجامع الإسلامية لم تعد تجدي نفعا أو تلقى أي إجابة أو صدى, في عصر لا يعترف إلا بالقوة المادية والعسكرية, إلا أنها على كل حال تعبر عن مستوى الهوان والضعف الذي وصل إليه المسلمون في الوقت الراهن, سياسيا واقتصاديا وعسكريا, وتؤكد على ضرورة العودة إلى الإسلام الصحيح الذي يجمعنا لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهنا.