من هم القرشيون؟
قُرَيْشٌ هي قبيلة النبي ﷺ نسبة إلى قريش.
ومن هو قريش؟ فيه أقوال؛ أشهرها قولان:
القول الأول: أن قريشًا هو: النضر بن كنانة بن مُدْركة بن إلياس بن مُضَر؛ فمن كان من سلالته فهو القرشي.
وبه قال ابن هشام، وابن حزم، وابن منظور، وابن القيم رحمهم الله.
قال ابن هشام رحمه الله:
«النَّضْرُ [بن كنانة]: قُرَيْشٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ وَلَدِهِ فَهُوَ قُرَشِيٌّ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ وَلَدِهِ فَلَيْسَ بِقُرَشِيٍّ»اهـ([1]).
وقال ابن القيم رحمه الله:
«مَنْ كَانَ مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، فَهُوَ مِنْ قُرَيْشٍ»اهـ([2]).
وقال ابن منظور رحمه الله:
«وقُرَيْشٌ: قَبِيلَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَبُوهُمُ النَّضْرُ بْنُ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ ابْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ؛ فكلُّ مَنْ كَانَ مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ فَهُوَ قُرَشِيٌّ، دُونَ ولدِ كِنَانَةَ ومَنْ فَوْقَهُ»اهـ([3]).
القول الثاني: أن قريشًا هو: فِهْر بن مالك بن النضر بن كنانة؛ فمن كان من سلالته فهو القرشي.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
«هُمْ وَلَدُ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ وَبِذَلِكَ جَزَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ؛ أَخْرَجَهُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْجَهْمِ، وَرَوَى عَنْ هِشَامِ بْنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ: كَانَ سُكَّانُ مَكَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ قُرَيْشٌ دُونَ سَائِرِ بَنِي النَّضْرِ حَتَّى رَحَلُوا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَسَأَلُوهُ مَنْ قُرَيْشٌ؟ قَالَ: «مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ».
وَقِيلَ: إِنَّ قُريْشًا هُمْ وَلَدُ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ [بن كنانة]، وَهَذَا قَوْلُ الْأَكْثَرِ، وَبِهِ جَزَمَ مُصْعَبٌ، قَالَ: وَمَنْ لَمْ يَلِدْهُ فِهْرٌ فَلَيْسَ قُرَشِيًّا»اهـ([4]).
وقال العلامة الأصولي النَّسَّابَة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:
«وَقُرَيْشٌ أَوْلَادُ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ [بن النضر بن كنانة]، وَقِيلَ: أَوْلَادُ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ؛ فَالْفِهْرِيُّ قُرَشِيٌّ بِلَا نِزَاعٍ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَوْلَادِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ أَوْ أَوْلَادِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ؛ فِيهِ خِلَافٌ هَلْ هُوَ قُرَشِيٌّ أَوْ لَا؟ وَمَا كَانَ مِنْ أَوْلَادِ كِنَانَةَ مِنْ غَيْرِ النَّضْرِ فَلَيْسَ بِقُرَشِيٍّ بِلَا نِزَاعٍ»اهـ([5]).
([1]) «سيرة ابن هشام» (1/93).
([2]) «زاد المعاد» (1/540).
([3]) «لسان العرب» (6/335).
([4]) «فتح الباري» (6/534).
([5]) «أضواء البيان» (1/23).
رد مع اقتباس
